السفير الأزرق: بريطانيا أظهرت تحيزها وتآمرها ضد السودان

كتبت: سوسن محجوب

أوضح وكيل وزارة الخارجية الأسبق، السفير عبد الله الأزرق، أن أمام السودان خيارين بشأن إنهاء التعامل مع بريطانيا كـ(حاملة القلم) في قضاياه. وقال: “الخيار الأول هو حق؛ بل واجب أن يرفض ذلك، خاصة وقد أظهرت بريطانيا تحيزها وتآمرها ضد مصالحه”.
وأوضح الأزرق لـ(السوداني)، أن الخيار الثاني في حال فشل الأول، هو المطالبة أن تكون دولة أخرى شريكة لها في حمل القلم، وهذه المشاركة معمول بها في مجلس الأمن، لافتاً إلى أن شراكة القلم يمكن أن تكون مع دولة غير الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأبان أنه ومن سوء حظ السودان أن تكون دولة كبريطانيا هي حاملة القلم في شؤونه، وقد اتضح عدم حيادها وتآمرها ــ طبقاً لقوله، في شكوى السودان لمجلس الأمن من تدخل وعدوان دولة الإمارات. موضحاً أنها عمدت لتغيير طبيعة الجلسة يوم الثلاثاء وتحويلها إلى جلسة نقاش خاصة بأعضاء مجلس الأمن في مجمل الأوضاع بالسودان خاصة الفاشر، بهدف تسويف الأمر.
مشدداً على أن ممارسة ما يسمى “حامل القلم” ممارسة ــ غير رسمية، برزت في نظام عمل مجلس الأمن في الأمم المتحدة – واستقرت في العمل عام 2003.
مشيراً إلى أن حامل القلم هو الدولة العضو في مجلس الأمن التي تصوغ المشروعات والقرارات وتتدخّل في تحديد الصفة التي يجتمع بها مجلس الأمن لمناقشة موضوع ما. وزاد: “غالباً هي الدولة التي تبدأ النقاش، وترأس التفاوض حول المشروع، فضلاً عن أنها تضطلع بأمر ملف دولة أو أمر المسائل المواضيعية مثل قضايا الطفل، والصراعات المسلحة، وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل”.
وأضاف الأزرق: “حالياً تستحوذ ثلاث دول دائمة العضوية (P3) وهي بريطانيا وأميركا وفرنسا، مستقلةً؛ على مسؤولية حامل القلم في ملفات 22 دولة من بين 33 وتتولى القيادة في 7 من بين 12 من المسائل مواضيعية”.
ولفت وكيل الخارجية الأسبق، أنه حين تتولى دولة مسؤولية حامل القلم في أمر ما، فهي التي تقود وتشكل نتائج القرارات التي يصدرها مجلس الأمن بشأن ذلك الأمر، ومضى في القول: “رغم أنه يمكن نظرياً لأي دولة من بين الدول العشر المنتخبة في المجلس (E10) أن تكون حامل القلم؛ إلّا أن تلك الدول الثلاث الكبار ظلّت عملياً مسيطرة على مسؤولية حامل القلم في المجلس، منذ بروز تلك الممارسة”.
وقال إنه وجراء سيطرة الـ(P3) أصبحت كأمر واقع وهي المحتكرة لما يصدره المجلس من قرارات، مضيفاً أن تلك السيطرة خلقت تبرُّماً بين الأعضاء، إذ أنها صارت من أدوات الهيمنة من قبل الدول الكبرى؛ مما جعل بعض الدول تنادي بإصلاحها في إطار إصلاح مجلس الأمن.
وأعاد الأزرق للأذهان ما قامت به دولة مالي في مطلع مارس العام 2023، عندما رفضت أن تكون فرنسا حامل القلم في أي قضية تخصها واتهمتها بالعدوان وانتهاك مجالها الجوي والتخريب، وإشاعة عدم الاستقرار فيها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.