من بدأ الحرب؟

كتب: د. عبد الرحمن الغالي

من الاستعراض التفصيلي للوقائع والأحداث والخطابات المعلنة والشهادات المذكورة في الحلقات السابقة يتضح السياق العام لهذه الحرب. فقد تبنى الجيش خطة دفاعية بدأت ببناء السور ومحاولة تأمين الطائرات الخ ، واتضحت الروح الدفاعية في آخر اجتماع عسكري ضم الطرفين حيث صرح رئيس هيئة الأركان غاضباً بأن الجيش جاهز للدفاع (حسب شهادة مناوي التي لم ينكرها أحد).

والأدلة على أن الجيش قد أُخذ بالمفاجأة في الحرب كثيرة:

1. فلو بدأ الجيش الحرب كان على الأقل سيكون في حالة الاستعداد الكامل والتأهب القصوى، وهو ما لم يحدث بدليل وقوع عدد كبير من ضباطه في الأسر حين مجيئهم من منازلهم لمكان عملهم وعلى رأس هؤلاء المفتش العام نفسه . بل وحتى القائد العام نفسه كان في منزله وتم حصاره.
2. ولو بدأ الجيش الحرب كان سيبدأ بضرب أهداف استراتيجية للدعم السريع وأهمها مقرات سكن قائد الدعم السريع ونائبه ومقر القيادة والتحكم عند الدعم السريع والمعسكرات الكبيرة وليس الذهاب للمدينة الرياضية والهجوم عليها.
3. ولو بدأ الجيش الحرب كان سيتقدم في البداية بفضل عنصر المفاجأة ثم يحدث التكافؤ أو التراجع ولكن ما حدث هو العكس حيث سقطت مواقعه الواحدة تلو الأخرى في الساعات الأولى ثم استعاد توازنه لاحقاً. وينطبق هذا على مطار مروي الذي سقط في اليوم الأول وتمت استعادته في اليوم التالي ولو كان هو البادئ لم يكن ليسقط في الساعات الأولى ثم يستعيده الجيش.
4. ولو بدأ الجيش فمن المنطقي أن يكون الهجوم متزامناً على كل مواقع الدعم السريع وليس على موقع المدينة الرياضية وحده. ولو كان الجيش هو البادئ فمن المنطقي أن يدافع الدعم السريع عن مكان الهجوم لا أن يستطيع اسقاط كل تلك المواقع المذكورة دون مقاومة وقد رأينا في الأيام التالية كيف أن أي موقع يحتاج لوقت طويل بالأيام وأحياناً بالشهور ليسقط لا أن يسقط في أقل من ساعة. وصول الدعم السريع لمنزل قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة في الساعات الأولى دليل على عنصر المفاجأة وهذا ما ذكره فولكر في شهادته.

 

كل هذه النقاط تجعل من المستبعد جداً أن يكون الجيش هو من بدأ الحرب، بل يذهب كثير من المحايدين ومن مؤيدي الدعم السريع لنفي تهمة بدء الحرب عن الجيش، وأن هناك طرفاً ثالثاً قد بدأ الحرب.

صحيح أن هناك شبهات تستدعي وضع المؤتمر الوطني في قائمة المتهمين باشعال الحرب مثل غيره من الأطراف العسكرية والمدنية: فلا شك أنه كان ناقماً على الفترة الانتقالية وعلى الدعم السريع الذي أطاح به، ولا شك أنه انزعج من الاتفاق الاطاري وهدد باسقاطه واسقاط الحكومة التي ينتجها. ولا شك أنه ابتدر ندوات وتظاهرات وتعبئة جماهيرية وإعلامية لذلك الهدف. وفي المقابل لا شك أن الاتفاق الاطاري قام على فكرة أن هناك قوى ثورة هي جزء من المجلس المركزي (قحت) كانت ترى أنها الجهة الأَولى بإدارة الفترة الانتقالية وهناك قوى انتقال تُلحق بها إلحاقاً دون حق أصيل، وكنا قد ذكرنا أن المجلس المركزي قد رفض فكرة الحوار الذي دعت له الآلية الثلاثية والذي يضم الكتلة الديمقراطية باعتبارها قد دعمت الانقلاب ولا مكان لها. في حين قبِل الحوار بالمكون العسكري نفسه مع اشتراط عزل تلك القوى.

وبعيداً عن السياقات السياسية التي سنأتي لها لتحديد دور الأطراف المدنية في الحرب في المقالات القادمة إن شاء الله، فإن احتمالية قيام المؤتمر الوطني ببدء الحرب وإطلاق شرارتها في المدينة الرياضية تبدو متعارضة مع المنطق الآتي:

1. لو قرر المؤتمر الوطني بدء الحرب فإنه سيعتمد على قوة الجيش وليس من المنطقي أن تبدأ عناصره الحرب دون إخطار قادة الجيش الذي سيعتمد عليه المؤتمر الوطني في القضاء على الدعم السريع، لأن النتيجة ستكون القضاء على قواته المهاجمة ثم أخذ الجيش بالمفاجأة.
2. شهادة حميدتي في المؤتمر الصحافي عقب لقائه بتنسيقية القوى المدنية ( تقدم) في أديس أبابا 2/1/2024 تؤكد أن خلافه كان مع الجيش وليس الاسلاميين، بدليل أنه وسط على كرتي وإبراهيم غندور وحسبو لنصح الجيش الذي يسير في طريق غير جيد سيدمر البلد حسب قوله. واستعان بقيادي في المؤتمر الوطني هو عبد الله صافي النورفي الوصول لغندور وكل هؤلاء قيادات في المؤتمر الوطني.
3. الشهادة التي أدلى بها أنس عمر القيادي في المؤتمر الوطني وأكثر الاسلاميين نشاطاً في معارضة الحكومة الانتقالية ثم معارضة الاتفاق الاطاري، بعد أن اعتقلته قوات الدعم السريع في 20/5/2023 لم تُشر من قريب أو بعيد للحرب ومن أشعلها فهو قد تحدث عن العمل الجماهيري الذي كانوا يقومون به لاسقاط حكومة حمدوك الأولى والثانية والثالثة (حسب تعبيره) وأشار لتنسيقهم مع قادة الجيش في ذلك ثم عطف بعد ذلك للاتفاق الاطاري فقال (كما قرر المؤتمر الوطني رفض الاتفاق الاطاري واسقاط ما ينتج عنه كذلك بتعبئة الجماهير واستثارتها ضد الحكومة القائمة) وهذه الشهادة لا تصلح أبداً دليلاً على إشعال المؤتمر الوطني للحرب حتى ولو أخذنا بشهادة الأسير.

أما من ناحية الدعم السريع فهناك شواهد عديدة تؤيد قرار الدعم السريع بحسم الخلاف مع الجيش عسكرياً ومن تلك الشواهد:

1. أن الدعم السريع تخطى الحدود التي حددها له القانون كقوة مساندة للجيش وصار أشبه بدولة داخل الدولة ( قوات متوسعة عدداً وعدةً وعتاداً، تحركات منفردة دون إذن الجيش ودون علمه، مؤسسات اقتصادية ومدنية خاصة به: بنوك وشركات ومصادر تمويل ومفوضية أراضي ونيابات وعلاقات خارجية سياسية وعسكرية مستقلة الخ)
2. أن الدعم السريع سعى وباستمرار للتفوق العسكري على الجيش وأسلحته وتحييدها وقد أفضنا في ذلك.
3. أن قائد الدعم السريع صار له دور سياسي معترف به وأنه صار يبني في التحالفات السياسية والأهلية والعسكرية والدبلوماسية الخ وأنه استأجر شركة علاقات عامة لتلميع صورته وأنشأ عدة منصات اعلامية قبل الحرب، كما أنه صار لايخفي طموحه السياسي وحرصه على الانفراد بالسلطة (انظر تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن السودان يناير 2020 وتحريضه لحركات دارفور بالانضمام لسعيه في الاستيلاء على السلطة الحلقة الثانية عشرة).
4. وأثناء الأزمة الأخيرة اتضح من الشهادات أنه كان رافضاً للقاء البرهان للوصول لحل سلمي حسب شهادات ثلاثة من الوسطاء من جهات مختلفة (شهادة خالد عمر قحت المركزي، شهادة مني مناوي قحت الكتلة الديمقراطية وشهادة الدبلوماسي الغربي لقناة العربية). وأهم من الرفض الشفاهي التغيب عن اجتماع القيادة العسكرية العليا التي تضم قادة الطرفين وارسال مندوبين عنه لحضور اجتماع حل الخلاف.
5. وأن الدعم السريع واصل في تحركاته العسكرية رغم اتفاق الوسطاء المحليين والأجانب على التهدئة بعد الاجتماع الأخير الذي ضم حميدتي والبرهان في 8/4/2023 حيث استمرت التعزيزات المتواصلة لمطار مروي في أيام 9 و 12 و14 /4/2023 وفي غيره من المواقع.
6. هذا فضلاً عن الاعداد المالي واللوجستي ( شراء أرض / مروي إيجار المدينة من وزارة الشباب الخ).
7. ثم بدأ الدعم السريع الحرب في هجوم متزامن على كل وحدات ومواقع القوات المسلحة في مقابل الهجوم الوحيد على موقعه في المدينة الرياضية. فقد بدأ هجوم الدعم السريع على كل المطارات والمواقع وأعلن قائده صباح نفس اليوم الاستيلاء على كل المطارات وأغلب المواقع المهمة للجيش وأن قائد الجيش محاصر وأن عليه إما الاستسلام أو القتل مثل زملائه.
8. وقد نشرت قوات الدعم السريع فيديو لضابط من الجيش وهو تحت أسرها ، ذكر الضابط أنه تم أسره يوم 14/4/2023 أي في الليلة السابقة للحرب . وهذه شهادة مهمة إلا أن يكون الضابط قد وهِم في ذكر التاريخ الصحيح وفات ذلك على إعلام الدعم السريع. ولكن هناك عدد كبير من ضباط معهد الاستخبارات بمختلف الرتب أسروا في المعهد صباح يوم الحرب وكذلك المفتش العام دون أن يخوضوا أية معركة.
رابط فيديو الضابط الأسير

9. وهناك شهادات دعمتها صور بالاقمار الصناعية تقول أن الدعم السريع قد استعد للقبض على البرهان بجرافة/ لودر ( بوكلين) لكسر حائط مقر إقامته وهو تصرّف لو صح يثبت بدء الهجوم والنية المبيتة لإعتقال البرهان أو قتله.
10. وكذلك هناك قرائن ظرفية تساعد على هذا الافتراض وهي استعداد الدعم السريع بالوجبات الجاهزة السريعة وهي لا تستخدم عادة في الظروف الطبيعية ولا يمكّن عنصر المفاجأة من تزويد المقاتلين بها. وهذه قرينة لا يعوّل عليها لوحدها ولكنها ذات دلالة في السياق المذكور قبلها وهو الأهم.
ثم هناك شهادات مهمة لأطراف محايدة بعضها بحثي وبعضها إعلامي وبعضها لخبراء أجانب، لم نر نفياً لها مع أهميتها نذكر منها:
شهادات وإفادات مراكز الدراسات والبحوث والصحف الأجنبية وغيرها من المصادر نذكر الآتي:

1) شهادة مركز الدراسات الدولية (إيطالي) وهو مركز أبحاث مستقل تأسس عام 2004 على يد أندريا مارجيليتي.
حيث جاء ما يلي في مقال بعنوان (صراع القوات المسلحة وقوات الدعم السريع يلقي بالسودان في حالة من الفوضى. بقلم ماركو دي ليدو بتاريخ 18 أبريل 2023 )
Armed Forces and RSF conflict throws Sudan into chaos
By Marco Di Liddo 04.18.2023
( ابتداءً من 15 أبريل/نيسان، شنت قوات الدعم السريع، وهي وحدة شبه نظامية ورثت ميليشيات الجنجويد، سلسلة من الهجمات المنسقة ضد أهداف مؤسسية في عدة مدن في السودان، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، في محاولة للاستيلاء على السلطة عبر الانقلاب العسكري. ) (ويهدد تمرد قوات الدعم السريع والصراع مع القوات المسلحة بمزيد من تعطيل المسار الهش بالفعل للانتقال إلى الديمقراطية الذي حاول السودان جاهداً إطلاقه في عام 2019، مع خلع البشير، لكنه لم يسفر حتى ذلك الحين عن نتائج ملموسة.)
https://www.cesi-italia.org/en/articles/armed-forces-and-rsf-conflict-throws-sudan-into-chaos
2) موقع ذا هِل موقع سياسي أمريكي
وجاء في مقال بعنوان ( بصمات أصابع روسيا في محاولة انقلاب السودان) بقلم أريل كوهين في 18/4/2023
Russia’s fingerprints are on Sudan coup attempt
BY ARIEL COHEN
https://thehill.com/opinion/international/3955933-russias-fingerprints-are-on-sudan-coup-attempt/
(خلفت محاولة الانقلاب في السودان حتى الآن ما لا يقل عن 56 قتيلاً وما يصل إلى 600 جريح. اندلعت اشتباكات في العاصمة الخرطوم عندما فشلت قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الاتفاق على الانتقال إلى حكومة مدنية. شنت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات المفاجئة ضد الجيش السوداني، وتهدد موجة عدم الاستقرار الناتجة بإطلاق العنان لحرب أهلية. )
(تسعى قوات الدعم السريع بقيادة نائب الرئيس محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، إلى بناء شرعية كافية لمعارضة الجيش السوداني؛ ومع ذلك، قبل الانقلاب، حشدت قوات الدعم السريع 100 ألف جندي لدعم الطغمة العسكرية ولمواجهة أعمال حرب العصابات والاحتجاجات السلمية. )
3) مجلس العلاقات الخارجية ( أمريكي)
وجاء في رصده السنوي بعنوان (أهم عشرة أحداث عالمية في عام 2023)
The Council on Foreign Relations
Ten Most Significant World Events in 2023
https://www.cfr.org/blog/ten-most-significant-world-events-2023
( الحرب الأهلية تدمر السودان):
(لم يستمر هذا الاتفاق ولا زواج المصلحة بين الرجلين ( يعني البرهان وحميدتي) . وفي 15 أبريل/نيسان 2023، هاجمت قوات الدعم السريع قواعد القوات المسلحة السودانية في جميع أنحاء البلاد).
4)
وجاء في نفس الموقع مقال بعنوان (ما هو حجم الأزمة الإنسانية في السودان؟)
بقلم مارييل فيراغامو وديانا روي
What Is the Extent of Sudan’s Humanitarian Crisis?
By Mariel Ferragamo and Diana Roy

https://www.cfr.org/in-brief/what-extent-sudans-humanitarian-crisis

( لكن وسط ضغوط دولية للانتقال إلى حكومة مدنية، أدت الجهود الرامية إلى دمج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني إلى اندلاع ثورة عنيفة من جانب حميدتي في منتصف أبريل/نيسان 2023.)
5) شهادة فولكر رئيس بعثة الأمم المتحدة للسودان
( المقابلة التي أجرتها مجلة ديرشبيغل الألمانية مع فولكر بيريتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان في 4 أغسطس 2023 .) جاء فيها:
سؤال من المحرر: كيف يمكن أن يتصاعد الوضع بهذه السرعة؟
فولكر بيريتس:
– كانت أصعب مشكلة لم يتم حلها هي كيف يكون شكل هيكل القيادة المشتركة وكيف يتم دمج القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال حميدتي في جسم عسكري واحد في المدى المتوسط؟ كان الدمج سيقلص من قوة حميدتي وكان ذلك بكل تأكيد هو السبب الأساسي لوصول الصراع إلى ذروته. )
ماذا كانت المشكلة بالضبط؟
(قوات الدعم السريع مبنية ومهيكلة مثل جيشٍ خاص، مليشيا تقودها عائلة دقلو من دارفور. في النهاية كان الأمر يتعلق بالسلطة. بالنسبة للجنرال حميدتي كان احتمال فقدان السيطرة على قواته في مرحلة ما من العملية يمثل تهديداً. وكان واضحاً لقيادة الجيش أن استقلالية قوات الدعم السريع ستقوّض مبدأ الجيش القومي الموحد.) …( كانت قوات الدعم السريع أكثر استعداداً وفي الحال سيطرت على معظم العاصمة في الأيام الأولى القليلة. ومن الواضح حتى قائد الجيش البرهان قد أُخذ بالمفاجأة في مقر إقامته، وقُتل العديد من حرسه الشخصي في هجوم على الموقع.)
6) مقابلة فولكر الثانية
مجلة الامم المتحدة الألمانية
https://docs.google.com/document/d/e/2PACX-1vTNnvInSK2LNq2z1cjaGEwZaW5zVxQxDH_Qsdz7hSCAPdb7NEBeGTOnsYKvt3oDF8m46SGADkaJjsrd/pub
جاء فيها:
( كرئيس لبعثة الامم المتحدة في السودان، أكدت مرارًا وتكرارًا أن الدولة التي لديها جيشان أو أكثر لن تكون دولة مستقرة. ويجب أن تكون النتيجة دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية تحت قيادة موحدة للقوات المسلحة السودانية. كان هذا خطًا أحمر بالنسبة لقوات الدعم السريع وقيادتها، لأنه يعني خسارة قاعدة قوتها.)
7) تقرير جامعة ييل الامريكية

مختبر أبحاث جامعة ييل الانساني لرصد الاحوال في السودان
10 يونيو 2023
Yale Humanitarian Research Lab Monitoring Conditions in Sudan
June 10, 2023
https://ysph.yale.edu/news-article/yale-humanitarian-research-lab-monitoring-conditions-in-sudan/

جاء فيه:
( بدأ الصراع الحالي في السودان في 15 أبريل/نيسان عندما هاجمت قوات شبه عسكرية وقوات الدعم السريع مواقع حكومية)
8) شهادة رئيس هيئة الأركان المشتركةلقوات التدخل السريع لشرق افريقيا
د. عثمان عباس
Joint Chief of staff of Eastern Africa Standby Force (EASF)

كتب على صفحته الشخصية بمنصة إكس:
‏( ماذا يجري في السودان؟
ما سأقوله في هذه المساحة الصغيرة ليس بالضرورة أن يمثل الرأي الرسمي لقوات ايساف وإنما هو رأي شخصي من خلال مراقبتي للأوضاع ومن خلال تبادل الآراء مع كثير من المسئولين والمراقبين في المنطقة بحكم موقعي الذي لم يتبقى لي فيه الكثير من الوقت:

” ما جرى الترتيب له في السودان كان كفيلا بمسح الجيش السوداني من خارطة الوجود في خلال وقت لا يتجاوز ال 72 ساعة كحد أقصى، لكن الاستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني في امتصاص الصدمة الأولى ومن بعدها استنزاف القوات المهاجمة وإدارة حرب مدن بهذه الطريقة الاحترافية أربكت خطط هذه القوات التي يبدو أنها لم يكن لديها خطة (ب) وذلك من فرط ثقتها فيما تم الاعداد له.)
9) شهادة باتريك هاينيش على صفحته بمنصة إكس ( تويتر) بتاريخ 9/5/2023 أن حميدتي أخبر مستشار رئيس جنوب السودان توت قلواك أثناء مفاوضات أبيي ( 6-13/4/2023) أنه سيشن حرباً على الجيش السوداني في 15/5/2023 ، وأن قلواك حذر أقاربه في الخرطوم فغادرت أسرته السودان وأكد ذلك أشخاص تربطهم علاقات قوية بأسرة قلواك وكذلك جيرانهم بالخرطوم.

10) ومن الاخبار العجيبة خبر نشره موقع الأحداث السعودية بمنصة إكس يوم 13/4/2023 يقول الخبر : ( قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي تستولى على العاصمة السودانية الخرطوم وبعض المدن السودانية الأخرى في بادرة انقلاب عسكري جديد على مجلس السيادة العسكري. وقوات الجيش بقيادة البرهان تتأهب للمواجهة)

وهناك شهادات أخرى.
ونواصل إن شاء الله في الحلقة القادمة لاستكمال الحديث

د. عبد الرحمن الغالي

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.