(القتل والنهب والسرقة والاعتقال والاختطاف وطلب الفدية والتهجير القسري).. أبرز انتهاكات مليشيا الدعم السريع بمنطقة عِد بابكر وعموم محلية شرق النيل

شرق النيل: السوداني

أصدر مرصد شرق النيل لحقوق الإنسان، تقريراً أولياً حول الانتهاكات بمنطقة عِد بابكر بمحلية شرق النيل. وقال إنّه منذ يوم الأربعاء 19 يونيو، ظلت مليشيا الدعم السريع تشن هجوماً مُتكرِّراً، حيث نفّذت عمليات نهب واسعة للمحلات التجارية وممتلكات الأفراد والباعة الجائلين ومنازل المواطنين، استمر الهجوم منذ الصباح الباكر حتى الساعة السادسة مساءً.

وأوضح المرصد أنّ الهجوم تجدّد في اليوم التالي، وأعلن المهاجمون عزمهم على تهجير السكان قسرياً، مع تصريحهم بأنهم لا يرغبون بوجود أيِّ شخص في المنطقة (ما عايزين زول واحد في المنطقة دي).

وقال المرصد في بيان له: “في يوم الجمعة الموافق 21 يونيو، استمرت عناصر الدعم السريع في استباحة منطقة عِد بابكر لليوم الثالث على التوالي، حيث قامت بنهب جميع المنازل المطلة على الزلط الرئيسي و(البقالات)، بالإضافة إلى نهب المحال التجارية، الصيدليات والأفران المطلة على الزلط الرئيسي وعلى امتداد شارع النص وحرق بعض المحال بعد نهبها.. تقوم القوة المعتدية بعمليات اختطاف وإعتقال تعسفي وإخفاء قسري للمواطنين وتعذيبهم، حيث تم تعذيب المواطن صلاح ود الحاج ود عمر وما زال مفقوداً، وهناك أنباءٌ عن استشهاده”.

وكشف المرصد أنه تم اغتيال سبعة من المواطنين، حدثت وفاتهم نتيجةً لإصابتهم بالرصاص المباشر من القوة المهاجمة للمنطقة، وهم “عثمان محمد حاج علي جبريل، عمر ود سرار الضقيل حامد، عمر جبريل، أبا يزيد عوض الزاكي، الصديق إبراهيم علي يوسف، فاروق فضل المولى وأحمد عبد الله الخضر”.

وأضاف: “في عصر أمس الجمعة، قامت الدعم السريع بقتل تاجر ألبان (جارٍ التحقق من الاسم) بحي عِد بابكر شمال غرب، وسرقة 11 بقرة من زريبة أبقار علي ود حاج أحمد أبو ضلع. وهاجمت قوة زريبة د. عبد الرازق وحاولت نهب الأبقار والأعلاف الموجودة وأطلقت النار على الشاب عمر محمد أحمد الصديق محيلة، مما أدى لاستشهاده لاحقاً متأثراً بإصابته، كما اختطفت أيضاً الشاب مصطفى عبد الرازق والذي تم إرجاعه بعد تدخل وساطات. يمارس منسوبو الدعم السريع المنتشرين بالمنطقة، التعدي على المواطنين بما فيهم كبار السن والأطفال بالإهانة والإذلال بلا رحمة داخل منازلهم”.

مبيناً أنه تمّ اختطاف عدد من شباب المنطقة واقتيادهم إلى أماكن غير معلومة، من ضمنهم “د. صديق عثمان، عم حسن الكجيك وعدد آخر من شباب عِد بابكر جنوب، جارٍ حصرهم”.
وهناك عددٌ من المفقودين، منهم “أبناء الحاج ود عمر وعددهم ثلاثة “صلاح – هناك أنباء عن استشهاده تحت التعذيب -، محمد والصديق، وأبناء تنقير وعددهم أربعة”.

وتسبب الهجوم وعمليات النهب والحرق في انعدام كافة المواد الغذائية واللحوم ودقيق الطواحين والأفران والأدوية والمستلزمات الطبية وأعلاف المواشي والأبقار وجميع الضروريات عن كافة الأحياء الجنوبية والوسط والأحياء المطلة على الزلط الرئيسي وامتداد زلط النص، حيث لا يجد من نجا بماله من عمليات النهب ما يشتريه ليسد رمقه.

وخلّفت عمليات نهب الهواتف النقالة وشبكات “إستار لينك” تعقيدات وصعوبات متعلقة بالحصول على المساعدات البنكية من الخارج، حيث يعتمد السواد الأعظم من سكان المنطقة والنازحين على التحويلات المالية من الخارج.

وأدان مرصد شرق النيل لحقوق الإنسان بأغلظ العبارات، الإنتهاكات الجسيمة التي تقوم بها المجموعات التابعة للدعم السريع ضد المواطنين بمنطقة عِد بابكر وعموم محلية شرق النيل بكافة أشكالها: القتل، النهب والسرقة، الاعتقال، الاختطاف وطلب الفدية، والتهجير القسري. وقال إن هذه الإنتهاكات التي تُمارس ضد المدنيين المُنهكين من استمرار الحرب والظروف بالغة السوء تُعد تجاوزاً كبيراً لحقوق الإنسان التي تنص عليها كافة المواثيق والمعاهدات الدولية والتي يدعو المرصد لاحترامها، وإبعاد القوات الحاملة للسلاح بعيداً عن أماكن سكن المُواطنين، والإيقاف الفوري للإنتهاكات والهجمات المتكررة ضد السكان في الأحياء.
وناشد المرصد، المنظمات الدولية والوطنية وجمعيات حقوق الإنسان للتدخُّل العاجل وحماية أرواح وممتلكات السكان بمنطقة عِد بابكر، حيث تكتظ المنطقة بالمواطنين والنازحين من المحليات الأخرى، كما نُناشد جميع الفاعلين بتقديم يد العون الإنساني وتوفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية بصورةٍ عاجلةٍ لحوجة المناطق المتضررة بصورةٍ كبيرةٍ لها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.