أغنية حُبٍ جذلَى.. للجُزلي

🖋️ د. مزمل أبو القاسم

* كثيرةٌ هي الصُور التي تبعث على الحزن وتنتزع الدموع من المآقي في زمن الكرب وعهد الابتلاء، بعد أن فقد كل جميل في بلادنا الحزينة رونقه، وعزَّت الأفراح.

* ⁠كثيرةٌ هي الصور التي تمزق نياط القلب وتستدر الدموع من العيون المقروحة، وتستحث مكامن الوجع من الحنايا المجروحة، ومنها صورة لأستاذ الأجيال.. الهرم الإعلامي الخالد عمر الجزلي وهو طريح الفراش الأبيض يقاسي ويلات المرض في قاهرة المعز، التي أضحت ملاذاً لملايين المكروبين، ممن جار عليهم الزمان فيمموا شطرها مرغمين، وكانت بهم حفيةً رؤوفةً مضيافةً كعادتها بنا منذ قديم الزمان.. تحبنا ونحبها، ونغني لها (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة.. يا بلاداً عذبة النبع وريقة.. يا حقيقة).

 

* ⁠يقولون المرض سلطان، ونقول إن سلطانه لا يعلو على صولجان الجزلي، ولا يفت عضده، ولن يُوهي جَلَده، مثلما لم ينقص من ارتباطه بأرضه وأهله، وها هو يرفع العقيرة الجهيرة بذلك الصوت المحبب، منافحاً عن بلاده، ومسانداً لجيشه، ومهيباً بأبناء وطنه أن يهبوا للدفاع عن بلادهم في وجه الغزاة، حتى تعود بهية نقيةً كما عهدناها.

* ⁠لا عجب.. والشيء من معدنه لا يُستغرب، فالجزلي ليس اسماً عابراً ولم يكن في أي يومٍ كمّاً مهملاً في حياة السودانيين، بقدر ما كان اسماً لامعاً في سجل (أسماء في حياتنا).. نرقبه بكل المحبة، وننتظره بكل الشوق واللهفة، ونطرب لفحواه، ونسعد لمحتواه.

* ⁠نبتهل للمولى عز وجل أن يسبغ على أستاذ الأجيال (عمر الجزلي) رداء الصحة والعافية، وأن يبرئ سقمه ويخفف ألمه ويرده إلينا سالماً غانماً معافىً من ألمٍ وسقم، لتقترن عودته بعودة الوطن الجريح، وتتضاعف الفرحة، ويردد (عمر) العبارة الأثيرة مباهياً ومهنئاً ومفاخراً (هنا أم درمان) من داخل الحوش الكبير، مثلما رددها من على البعد بكل المحبة والحبور، يوم أن تطهرت الإذاعة من دنس المعتدين.

* ⁠اللهم أنعِم على عبدك عمر الجزلي بالعافية، وخفف آلامه وجمِّل أيامه مثلما جمّل أيام ملايين السودانيين بالفرح النبيل على مدى السنوات، (قادر يا كريم).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.