دبلوماسيو النظام السابق.. تأثيرات محتملة

الخرطوم: وجدان طلحة

صدمة عنيفة اكتنفت الثوار وقوى الثورة لدى كشف تقارير إعلامية أن أكثر من 24 سفيراً يدينون بالولاء للنظام السابق يواصلون عملهم بسفارات السودان بأوروبا وآسيا ودول عربية وإفريقية، وأظهرتهم قائمة تحتوي أسماءهم رفعتها قوى معارضة للمجلس العسكري. وأشارت القائمة إلى أن السفراء الموالين للنظام البائد وحزب المؤتمر الوطني يسيطرون على منطقة أوروبا سيطرة كاملة.

من هؤلاء السفراء؟
نقلت تقارير أعلامية عن مصادر بوزارة الخارجية أسماء السفراء الموزعين على السفارات في أوروبا وآسيا والدول العربية وإفريقيا، وبحسب القائمة تمثل منطقة أوروبا سيطرة كاملة للسفراء الموالين للنظام والمؤتمر الوطني ويقودون عملهم حتى الآن، مثل سفارة موسكو حسن حامد، سفارة أنقرة محمد يوسف الكردفاني، سفارة دبلن عبد الله الأزرق، سفارة مدريد عوض الكريم الريح بلة، سفارة بلاروسيا نور الدائم علي، سفارة فيينا ميرغني أبكر، سفارة النرويج عماد ميرغني، سفارة بروكسل مطرف صديق، سفارة أثينا عبد الله أحمد عثمان، سفارة أذربيجان عباس مصطفى.

وأوضحت القائمة أن السفراء في آسيا من الموالين للنظام المباد هم سفارة بكين أحمد شاور، وسفارة كوريا الجنوبية سيول الريح حيدوب وسفارة الهند أحمد يوسف، وسفارة ماليزيا حمزة عمر ونائبه معاوية التوم، وسفارة أستراليا البارودي.

ووفقاً للقائمة فإن السفراء الموالين للنظام بسفارات الدول العربية هم سفارة الدوحة فتح الرحمن علي، وسفارة البحرين (ضابط جيش متقاعد)، وسفارة الرياض عبد العظيم الكاروري، وسفارة دمشق خالد محمد علي، وسفارة الرباط خالد فتح الرحمن.

وكشفت القائمة عن سفراء موالين للنظام المباد في إفريقيا(سفارة جنوب إفريقيا محمد الحسن إبراهيم، سفارة كمبالا بخاري غانم، سفارة رواندا حسن عبد الله عيسى، سفارة نيروبي قريب الله الخضر.

محللون تخوفوا من أن يؤدي استمرار السفراء الموالين للنظام السابق إلى عرقلة سياسية للسودان في هذه المرحلة الجديدة من عمر البلاد، وتوقعوا أن يقوموا بنشر معلومات سرية تهدد أمن واستقرار البلاد وطالبوا بإقالتهم فوراً خاصة السفراء الموجوين في محطات حساسة.

سفراء موالون
السفير الرشيد أبو شامة أكد في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن النظام البائد كان يعين سفراء موالين له دائماً لأنه لا يثق في المعارضين له أو غيرهم، قاطعاً بأن هناك سفارات محددة لا يعين فيها إلا المُنتمون للمؤتمر الوطني مثل سفارات واشنطن وباريس وجنيف، ويتعاون النظام البائد مع أولئك السفراء خاص و(تحت التربيزة) حتى لا يتم كشفهم، وأضاف: الأفضل أن تتم إقالتهم حتى لا يكونوا تحت أوامر النظام البائد الذي يتخفى داخل مفاصل السلطة وقال لا استبعد أن يكون الاتصال الآن مستمراً بينهم.

أبوشامة أكد أن السفراء الذين تم تعيينهم في عهد النظام البائد إما إسلاميون أو مؤتمر وطني، وأضاف بعض السفراء الإسلاميين تم تعيينهم بعد ان استوفوا المعاينات وأثبتوا كفاءاتهم والأفضل أن يظلوا في مواقعهم ولا تتم إقالتهم، مشيراً إلى أن فريقاً آخر تم تعيينه سياسياً وبالتالي عندما أطيح بالوطني يمكن أن يؤيدوا النظام الجديد و(يركبوا الموجة) ليبقوا في وظائفهم، واستدرك: لكن من الصعب التمييز بينهم وبين الذين ما يزالون يدينون بالولاء للنظام البائد لذلك يجب إقالتهم فوراً، منوهاً إلى أن السفراء الذين تم تعيينهم تعييناً سياسياً يمكن ألا ينفذوا سياسة النظام الجديد بل يجتهدون في (عرقلة) العمل الدبلوماسي، ولم يستبعد أن يقوموا بمؤامرات خبيثة تضر بالبلاد، مؤكداً أن هذه النوعية من السفراء لن ترجع للبلاد حتى إذا تمت إقالتها من المنصب.

تلاعب بالأموال
من جانبه أكد وزير الدولة بالخارجية الأسبق السفير نجيب الخير في حديثه لـ(السوداني) أن 90% من السفارات تُدار بواسطة سفراء تابعين للنظام تم تعيينهم سياسياً ولا يملكون المهنية ولا الكفاءة ولا الأهلية اللازمة وفي معظم الأحيان يتبعون للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو من المحسوبين على قيادات تنفيذية في العهد البائد.

الخير أكد أن خطورة الأمر أنهم لا يزالون يمثلون واجهة السودان ويشكلون جسراً في تدفق المعلومات والمعرفة والوعي بالنسبة للإقليم والأسرة الدولية بشأن أخبار الثورة وأهدافها وسياساتها، وبالتالي فإن العلاقات الخارجية خاضعة للتهويل والابتزاز من الكوادر الدبلوماسية التي تتبع للنظام البائد.
وتخوف الخير من أن يقوم أولئك السفراء ببث معلومات ذات طبيعة سرية تتعلق بالأمن القومي السوداني للجماعات الإرهابية والمتطرفة التي كان يتعامل معها النظام البائد مما يشكل تهديداً للأمن القومي والإقليمي والأمن والسلم الدوليين. وأضاف: هناك كثير من الموارد والمال العام للدولة موجود الآن تحت تصرفهم، مشيراً إلى أنه يمكن أن يحدث فيه كثير من التلاعب والتوظيف، وأضاف :هذا لا يتفق وأهداف الثورة ونهجها في التصرف في المال العام.
معظم سفارات، العلاقات الإقليمية والدولية والعلاقات الحساسة والخطير يسيطر عليها هؤلاء ودول الجوار بلا استثناء يشرفون عليها والادارة الدبلوماسية لها كوادر من الإسلاميين أو تتبع للنظام البائد، كذلك علاقات السودان مع الأسرة الدولية ومع الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والإيقاد وكل العواصم الأوروبية ذات التأثير على العلاقات الدولية يرأس بعثاتها الدبلوماسية فيها كوادر تتبع للنظام البائد .

يقل حماسه
في السياق أكد سفير السودان السابق لدى النرويج محمد علي التوم في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن السفير يعمل بسياسات عامة من الدولة وليس بأهوائه، والدولة المضيفة تتابع السياسة العامة للدولة التي يمثلها السفير، وأضاف: السفير وحده لا يستطيع أن يغير في سياسة الدولة.
التوم استبعد أن يقوم السفراء الموالون للنظام السابق بسياسات ضد الدولة أو أن يمثلون خطراً عليها، وقال إن السفير عليه أن يتبع سياسة الدولة وليس النظام ولا يتبع رغبته الشخصية، منوهاً إلى أشياء كثيرة لا يكون السفير مقتنعاً بها ويفعلها لأنها (تعليمات وتوجهات دولة) ، مؤكداً أن هناك خطوطاً حمراء لا يتجاوزها السفير مثل عدم التعامل مع سفير دولة معينة أو الحديث عن الجنائية لرئيس النظام البائد، وفي حالة عدم الالتزام بالخطوط الحمراء يتم إرجاع السفير.

وحول هل يمكن أن يعرقل السفراء المحسوبون على النظام البائد سياسة الدولة، أكد التوم أنه من المستبعد أن يعرقلوا النظام الجديد لأن السفير يمثل الدولة وليس النظام ويلتزم بخط معين وإذا حدث ذلك سيكون من السهولة كشفه وعليه سيتعرض للمحاسبة، واستدرك : لكن من الممكن أن يبطئ السفير في أداء عمله ويقل حماسه نسبة لانتمائه السياسي الذي لا يتوافق مع التيار المطروح، وقال إن بعض المحطات المهمة لا تتحمل هذا التباطؤ.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.