لقاء “العسكري” مع أحزاب.. تفاصيل معركة الكراسي

الخرطوم: وجدان طلحة

هرج ومرج ضرب بالكراسي و(العكاكيز) تسيد اجتماع المجلس العسكري مع الأحزاب السياسية المعروفة لدى الثوار في الشارع بأحزاب الفكة. وطبقا لمعلومات (السوداني) فإن أحد قيادات حركة العدل والمساواة الموقعة على السلام مع النظام المخلوع تم الاعتداء عليه داخل قاعة الصداقة. إسالة الدماء في الشهر الكريم لم تحدث إلا في حادثة الأمس، أحد المعتدى عليهم مصاب في الرأس ولم يشفع (صندوق) مناديل في إيقاف الدم الذي سال بغزارة وملأ ملابسه، ليسارع الموجودون بالقاعة لإخراجه وإسعافه.

(الحجاز نصيبه عكاز)
هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هرج داخل القاعة، فسبق أن دعا المجلس العسكري لاجتماع مع الأحزاب السياسية وانقطع بهتافات وهرج ومرج، لكنها لم تصل مرحلة الضرب بالكراسي أو العكاكيز.
مثل سوداني معروف وهو (الحجاز نصيبه عكاز) وهذا بالضبط ما حدث لرجل تجاوز عمره الستين عاما أراد أن يفض الاشتباك حتى لا يتطور، فكان نصيبه ضربة في الجانب الأيمن من رأسه حتى تغير شعره الأبيض إلى الأحمر، ليتم إخراجه سريعا من القاعة وإسعافه. مصاب آخر بدت إصابته خطيرة، ليتم حمله والخروج به من باب القاعة بحثا عن عربة إسعاف.

(شكلة تانية)
الخلافات يوم أمس لم تكن من نصيب ختام اللقاء، وإنما كان هناك خلاف آخر اشتعل أثناء حديث الفريق أول ركن ياسر العطا، وقوله إنهم سيعملون على تكوين لجنة مشتركة لكل قوى الحراك الثوري والعمل على جسم تنسيقي للتفاوض لسرعة الاتصال. هنا هتف معارضون لمشاركة أي قوى كانت ضمن النظام البائد، وظلوا يهتفون؛ ما دفع ياسر العطا إلى محاولة امتصاص غضبهم بالتاكيد على (نحن نحيي الثورة المجيدة) هاتفا (حرية، سلام، عدالة).. فيما هتف الرافضون بأن الثورة ثورة شعب وليست للسياسيين، ليرد ياسر العطا: (نحن متفقون على الثورة المجيدة وهي ثورة شعب).
العطا أكد أنهم متفقون على أن الثورة ثورة شعب، لأن من قاموا بها ليسوا من خارج البلاد؟ منوها إلى أنهم سودانيون وفاعلون في الإقليم.. ليصفق الحضور ويضحك بصوت مرتفع.
ياسر واصل حديثه مطالبا الأحزاب السياسية بأن تقدم أسماء لجنة تنسيقية لسرعة الاتصال والتفاوض، إلا أن البعض لم يقبل حديثه وواصل الهتافات. في تلك الأثناء طبقا لرصد (السوداني) لملم العطا أوراقه وهم بالخروج قبل أن يعطي الأحزاب فرصة في الحديث وهذا الأمر أثار غضبهم، وهمهم البعض بأن العطا أدرك المشكلة، ومع ارتفاع صوت الهتافات غادر سريعا، وأضافوا: لو كنا نعلم أنه سيختصرنا لهذه الدرجة لما أتينا، وكان على المجلس أن يقول بيانه وتشاهده القوى السياسية عبر وسائل الإعلام.

ماذا قال المجلس العسكري؟
القيادي بالمجلس العسكري ياسر العطا أكد خلال اللقاء التواصل مع كل المكونات السياسية والمجتمعية للمساهمة برأيها حول أفق الحل السياسي، مشيرا إلى أن المجلس تسلم عدد 177 رؤية مكتوبة تمت قراءتها وتحليلها، وأضاف: هذه الرؤى يمكن أن تعطي مؤشرات إلى الحل السياسي التوافقي حول الموضوعات الأساسية للحكومة الانتقالية.
وتم استعراض تحليل مختصر لتلك الرؤى التي وصفها بالعميقة والحكيمة وتحمل جوهر الوطنية والقيمة على مستقبل البلاد، وأضاف: محتواها مستقبل مشرق للبلاد.
الفريق مهندس عيسى استعرض تحليلاً مختصراً لتلك الرؤى، مشيرا إلى أن الرؤى التي تم تقديمها أكثر من 200 رؤية منها 177 رؤية تتحدث عن مبادئ الحكم والباقي هي رؤى تخصصية تتحدث عن السلام والتدابير، مشيرا إلى أن الأحزاب قدمت 66 رؤية، الحركات المسلحة قدمت 32 رؤية، المنظمات قدمت 41، بالإضافة إلى 29 رؤية مقدمة من تحالفات و9 رؤى من أفراد.
مشيرا إلى أن الرؤى حول المجلس السيادي ومجلس الوزراء والسلطة التشريعية، وقال إن الرؤي التي تطالب بأن يكون المجلس السيادي عسكريا بلغت 126 رؤية، والرؤى التي تطالب بأنه سيادي مدني عددها 32 رؤية، مشيرا إلى أن الرؤية حول مجلس الوزراء تطالب بأن يكون قوميا عددها 70 رؤية بنسبة 67%، وأخرى تطالب بأن يكون تكنقراط بلغت 33 رؤية، مشيرا إلى أن الرؤى حول مجلس الوزراء تمثل 22.
وفي السلطة التشريعية توجد 56 رؤية تطالب بأن يكون تمثيل بنسبة 84%، و11 رؤية تطالب بأن يكون تمثيلا.
الوزارات تباينت الرؤى من 10 -23 وزارة وكلهم تحدثون أن تكون بين 19-12.
عيسى قال فيما يختص بالسلطة التشريعية التي مدتها عامان بلغت 56 رؤية، عام واحد 6 رؤى، 3 أعوام 9 رؤى، و4 أعوام 11 رؤية، مشيرا إلى أن بعض القوى السياسية لم تتحدث عن هذه النقطة.
إن الرؤى الخاصة بالمجلس التشريعي أغلبها تطالب بـ300 عضو، مشيرا إلى أن كل الرؤى اتفقت على الولايات 18 بالإضافة إلى 5 وزراء، وفيما يتعلق بالمجلس التشريعي الولائي تحدثت الرؤى عن 50 لكل ولاية معظم الرؤى تقول: لا بد من الرجوع إلى دستور 2005م مع التعديل.
من جانبه قال ياسر العطا إنه تم الجلوس مع قوى إعلان الحرية والتغيير في 3 جلسات مفاوضات وطرحوا رؤى عديدة آخرها وجدنا أن شقة الخلاف قليلة وبسيطة حتى نخرج بالبلاد من من هذا المخاض العسير، وأضاف: أخذنا رؤيتهم وقدمنا بعض الملاحظات، مشيرا إلى أهمية الوصول إلى الوفاق الوطني لخلق بيئة معافاة خلال الفترة الانتقالية للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة تؤطر التداول السلمي للسلطة المدنية، مشيرا إلى أن التداول يكون مستمرا دون انتكاسة أو ردة، وقال إن المجلس العسكري الانتقالي سيعمل على مصاحبة القوى السياسية حتى في المجلس السيادي كمجلس مختلط حتى نعطي القوى السياسية مع الشراكة الحقيقية مع القوى العسكرية فرصة لدفع عملية الانتقال من حكم شمولي بائد إلى حكم ديمقراطي يتم فيه تداول السلطة، وأضاف ليهنئ الخاسر في الانتخابات المنتصر.
وقال: “نحن نرى أن شقة الخلاف بسيطة وبقليل من الصبر والروح الوطنية الحية التي كانت في هذه الثورة المجيدة سنمضي إلى بر الأمان ونختزل بعض الخلافات لمناقشتها”، وتابع: “نسعى إلى التراضي والتوافق لتسمية رئيس وزراء، وتكوين المجلس وكما تم الاتفاق عليه من مدنيين قوميين مستقلين ليكون أكثر فاعلية”.
وقال إن الجمعية التشريعية من مكونات هياكل الحكم، ولن يشارك فيها حزب المؤتمر الوطني.
وأشار إلى تكوين مجلس السيادة المختلط، وقال: “سنعمل على إصلاح الدولة كما تم الاتفاق عليه من قبل قوى الحراك الثوري”، وأضاف أن المجلس العسكري الانتقالي سيعمل خلال الساعات القادمة للجلوس مع قوى إعلان الحرية والتغيير لمناقشة ملاحظات المجلس على وثيقته وملاحظاته على وثيقتنا للوصول إلى توافق تام.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.