صدِّق أو لا تُصدِّق…فاتورة الفول في سحور المصريين تفوق فواتير المطاعم الراقية!

تقرير: وكالات

خلال اليومين المَاضيين، انتشرت صُورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيها فاتورة وجبة السحور بأحد المطاعم، والتي تضمّنت قائمتها فول وجبنة وبيض وبطاطس، إلى جانب المياه، وهو ما كلّف صاحب الطلبات حسب المدوّن مبلغ 925 جنيهاً مصرياً!!
وتناقل مُستخدمو مواقع التواصل، الصورة بتعليقات ساخرة من سعر السحور، والذي يفوق ما تُقدِّمه المطاعم الراقية للمُواطنين، لكن بعد يومٍ ظَهرت فَاتورة أخرى تتضمّن نفس الأصناف، وهذه المرة وصل الحساب الإجمالي لـ 3 آلاف و932 جنيهاً.
(1)
بدأ الأمر باعتباره شَكوى من الأسعار البَاهظة، ثُمّ تَحَوُّله إلى عرضٍ يومي عبر «فيسبوك» و«تويتر» دفع البعض للتّساؤُل حول الغَرض الحَقيقي لنشر مثل هذه اللقطات، والرسائل المُراد نشرها من واقع إظهار تلك الفواتير في مُدّةٍ قصيرةٍ، تكرار الأمر صنّفه الدكتور عبد الحميد صفوت، أستاذ علم النفس بجامعة السويس، كنوعٍ من التظاهُر والتفاخُر من جانب ناشري هذه الصور، بهدف إعلام الناس بحجم المبلغ الكبير الذي دفعوه لتناوُل وجبة السحور، مُشيراً إلى أنه في حال رغبتهم في تقديم شكوى لأبلغوا إدارة المطعم بها دُون نشرها عبر مواقع التّواصُل.
(2)
ويوضح «صفوت»، أنّ أفراد الطبقة العليا يتنافسون فيما بينهم على فعل التصرُّفات «الأغرب والأشد»، ويهدفون للبحث عن أيِّ شيءٍ يُميِّزهم حتى لو كان ضارّاً بهم حسب قوله، حتى وصل بهم الحال للتفاخُر بأغلى وجبة سحور، بل ويُزايدون على بَعضهم البعض، فيما أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، على رغبة مُلتقط الصورة في التفاخُر بحجم الأموال التي دفعها، خاصّةً وأنّه يعلم أسعار الوجبات بالمطعم قبل التوجُّه إليه، أو على أقل تقدير ألقى نظرة على قائمة الأكلات قبل تناوُل سحوره حسب رأيه، ويصف «فرويز»، خلال حديثه، المقدمين على تلك التّصرُّفات بـ«المُحدثين»، خَاصّةً وأنّ أسعار تلك المطاعم سياحية وهو ما يَعلمه مُرتادوها بطبيعة الحَال، مُعتبراً تكرار تلك الأفعال بأنّها تباهٍ في صورة شكوى من الغلاء.
(3)
بينما ترى الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، أنّ فكرة عرض الفاتورة يحمل شقيْن، الأول له علاقة باستغلال المطاعم السياحية للمصريين، والثانية مُرتبطة بتفاخُر الشخص نفسه، وهو ما تعود معانيه حسب هوى المُتلقي، وتُفسِّر «سوسن» الشّق الأول بقولها إنّ بعض زُوّار تلك الأماكن يُفاجأون بالأسعار بعد الانتهاء، لاعتقادهم بمماثلتها للمطاعم الأُخرى، خَاصّةً وأنّ المطلوب وجبة سحور عادية لا لحوم وفق قولها، مُضيفةً: «لا بُدّ من سياسةٍ مُختلفةٍ فيما يخص المطاعم السياحية لتكون أسعارها مُناسبة لابن البلد»، وتنقل «سوسن» حديثها عن الشق الثاني، مُوضِّحةً أنّ بعض القادرين يقدمون على نشر صور تتضمّن حجم ما أنفقوه فيما تناولوه، مُستدركةً: «يجب أن نضع في الاعتبار لُجُوء آخرين لتلك التّصرُّفات بغرض الشكوى وإبراز تلك الأسعار الباهظة».

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.