بعد مشاركتها في المسلسل المصري (مليحة).. الممثلة رماز القاضي لـ(السوداني): مصر شكلتني وجدانياً.. وأنا سودانية الهوى والهوية

* الحرب ضررها النفسي عميق جداً

شارك الخبر

حوار: محاسن أحمد عبد الله

الممثلة السودانية، رماز حسن عثمان، من مواليد مدينة كسلا منطقة شمال الملتقى، غادرت السودان إلى دولة مصر في العام ١٩٩٩ وكان عمرها وقتها سبع سنوات.. تخرجت في جامعة حلوان “سياحه وفنادق”.. عملت في مختلف مسارح مصر “مسرح الهناجر – داخل مسرح الجمهورية تابع لدار الأوبرا المصرية، ومتحف محمود مختار، وزارة الشباب والرياضة المصرية، مسرح جامعة القاهرة، القصر العيني، المركز القومي والمسرح المصري تابع لوزارة الشباب والرياضة المصرية”، كما عملت في قناة النادر وحالياً راديو جنوبي.

التقيناها في القاهرة وأجرينا معها هذا الحوار بعد مشاركتها الأخيرة في المسلسل المصري (مليحة)، الذي تم عرضه في شهر رمضان المنصرم، لمعرفة المزيد من التفاصيل حول المسلسل وتجربتها في المجال بصورة عامة.. نتابع ما جاء في الحوار:

 

*ما هو دور الدراما الحقيقي في معالجة المشاكل وتسليط الضوء عليها؟

الدراما هي المعلم في الحياة مثل الحكواتي الذي يرشدنا ونستمع إليه، الدراما الناجحة ذات مضمون، هناك دراما من أجل المال، الدراما تلعب دور المعلم فقط تكون حقيقية، هنا في مصر مثلاً مسلسل (الباطنية) ناقش قضايا مهمة، بعد عرضه تم تدخل من الجيش المصري والدولة لتنظيفها، كثير من القضايا المصرية تمّت معالجتها بالسينما وشاركت في تغيير مسار الدولة.

 

*ما هي قصة المسلسل المصري (مليحة) الذي شاركتِ فيه؟

مسلسل (مليحة) يحكي قصصاً تاريخية وتعليمية وتوثيقية، مبسوطة بأنني كنت جزءاً من عمل كبير كهذا، يناقش المسلسل موضوعاً حساساً وجريئاً بالنسبة للمجتمعات، إذ تدور أحداثه عن فتاة فلسطينية تدعي (مليحة)، رحلت عن أرضها مع أحداث انتفاضة عام 2000، إثر تدمير الاحتلال الإسرائيلي منزلها، لتعيش مع جديها في ليبيا، ثم تقرر العودة من جديد إلى غزة، لكنها تواجه مشكلات عديدة من أجل تحقيق حلمها بالعودة إلى أرضها، وتنتقل إلى مصر أرض الكنانة.

 

*الكيفية التي تم بها اختيارك للمشاركة في المسلسل.. وما هو دوركِ؟

تم ترشيحي للمسلسل بواسطة صديق وعدد من الأصدقاء كنت وقتها أقوم بالتصوير في المسلسل السوداني (عصب هش)، اتصل بي مكتب الزغبي وأُرسل لي السيناريو، كان بصمة مميزة أن أتعامل مع المخرج الكبير عمرو عرفة والمخرج المنفذ فاضل الجارحي، دوري في المسلسل يحكي عن أسرة سودانية كنا نعيش في دولة ليبيا وبعد الأحداث التي شهدتها ٢٠١٢ غادرنا إلى القاهرة برفقة ابنتي وزوجي الذي قُتل في أحداث ليبيا، وبطلة المسلسل مليحة الفلسطينة وجدها حاج (غالب) الذي توفي والطبيب (علي الطيب)، وصلنا القاهرة ومن هناك تدور أحداث المسلسل.

 

*هل دعمتِ الموهبة بالدراسة؟

نعم دعمتها بالدراسة لأنني منذ عشر سنوات بدأت التمثيل، مؤخراً أدرس إخراج وصناعة سينما وأدعم التمثيل بورش تمثيلية، صدقيني التمثيل والعمل في مجال السينما من غير دراسة ليس قوياً، لا بُدّ من الدراسة، العلم دائماً يضيف بصمة جميلة، مثلاً في مسلسل (مليحه) أصلاً بدرس إخراج وصناعة سينما من إضاءة لكاميرات وسيناريو، وأصبحت أتواصل معهم في جوانب السيناريو والإخراج والإضاءة، بحسب معرفتي في جانب السيناريو كان يوجد سلاسة في التعامل، أنا سعيدة جداً، وأنا أدرس حاسة بشغف وحب يضاهي الموهبة.

 

*ولوجوكِ لمجال التمثيل، ومَن الداعم لتجربتكِ؟

ليس لديّ داعمٌ في مجال التمثيل، لأنّ أسرتي كانت رافضة فكرة أن أكون ممثلة لأنها بعيدة عن تفاصيله وكانوا متخوفين، ولكن أنا صاحبة قرار عكس وجهة نظرهم، لم يستطيعوا أن يبعدوني عن هدفي وكان لا بُدّ أن نتفاكر ونتفاهم لتحقيق هدفي.

 

* ما هي أبرز الأعمال التي شاركتِ فيها؟

 

مسرحية (عاشقين ترابك) وفيلم (نوارة) مع منة شلبي ومسلسل (الكبير أوي)، وعملت مذيعة مع أحمد مكي شخصية (حزلقوم) وفيلم سوداني قصير باسم (انكسار) فزت فيه بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان تهراقا الدولي للسينما.

 

*الدراما المصرية دائماً ناجحة وفي المقدمة لما تقدم من أعمال مقنعة ومناقشة قضايا جوهرية.. في رأيكِ ما هي أدوات نجاحها؟

أدوات نجاحها الكاميرات، الإضاءة، الكورسات الخارجية، الإنتاج العالمي والكاميرات الطائرات، ونحتاج لانفتاح أكبر وتوأمة.

 

* يقال (مصر أم الدنيا).. ماذا أخذتِ وتعلمتِ منها ومن شعبها؟

قدمت من السودان إلى مصر وأنا طفلة صغيرة، مصر شكّلتني وجدانياً، أنا سودانية الهوى والهوية خلقت بداخلي تكامل في الفكر، مزج جميل بين الإنسان المصري السوداني بثقافة ورقي السوداني مع ذكاء ودبلوماسية المصري، كنت محظوظة بقرار والدتي بالهجرة لمصر قبل سنوات طويلة، شكّلت في وجداني أن أكون شغوفة وبداخلي طموحٌ وإصرارٌ وعزيمةٌ، الشعب المصري مكافحٌ ويحب وطنه، لا مستحيل معه خلق داخلي الطموح، عندما كنت في ثانية جامعة كنت أنظم برنامجاً في دار الأوبرا المصرية مسرح الهناجر، وأتيحت لي الفرصة لأكون مذيعة لأول مرة في مهرجان نوبي، ومنذ ذلك الزمن الذي مر عليه حوالي عشر سنوات أقول إذا كنت عائشة في السودان لن أجد هذه الفرصة بتلك السرعة، لأن مصر بلد النجاح والفن وما تقدمه يجد تقديراً ويتيح الفرص وايماناً بموهبتك؛ الحمد لله فتحت لي أبواب كثيرة بمجهودي، وأول مشاركة لي كانت مع المخرج المصري وائل حامد في مسرحية (عاشقين ترابك).

 

*مؤخرا بدأ ظهور وجوه في الدراما المصرية؟

نعم، وهذا أمرٌ جميلٌ أحسست أنّ الحرب لها جانبٌ آخر، حدث نوع من المزج وفيلم “وداعاً جوليا” بالرغم من نجاحه، لكن اختلافي معهم في بعض الجوانب الدرامية داخل الفيلم، لكنه بشكل عام ناجحٌ وبرز في السينما العالمية، سعيدة جداً بأن الفيلم استطاع أن يُقدم مواهب وأن يطرحنا في السوق كممثلين ودراميين، التحية للشعب المصري الذي أفرد لنا هذه المساحة كما رحب بنا في وطنه، رحب بنا في الشاشة الصغيرة والسينما، بإذن الله سيكون الوصول للعالمية قريباً.

 

*تفاصيل دورك في المسلسل السوداني (عصب هش)؟

كنت سعيدة بترشيح من المخرج السوداني هيثم الأمين لدور (نهلة) أخت بطل المسلسل مصعب عمر، سعدت جداً بالعمل معه وهي أول تجربة لي معه ومع هيثم الأمين ثاني عمل، بإذن الله تعالى القادم أحلى، هيثم الأمين شخص خلوق وأخ وصديق ومعلم ولا يبخل بمعلومه، وهو إضافة حقيقية للعمل.

 

*نظرتكِ لمستقبل الدراما السودانية؟

بدأت من الآن ومنذ وصول المخرج هيثم الأمين أوصل الرسالة وعكس دور السودانيين الموجودين بالقاهرة، لم يتوقّف، كان بداخله إصرار وعزيمة بالرغم من أنه يحس بأنه مقيدٌ كل أدواته لم تكن معه، لكنه حارب، مستقبل الدراما السودانية سيكون بشبابه مسلسل (عصب هش) و(قدر) دراما في منتهى الجمال والإبداع، قبلها مسلسل (عالم موازي) لم يكن له منافسٌ، الدراما السودانية فيها جوانب مختلفة وأصبح لها دور أقوى في الحزن، إبداعنا في الحزن والألم يمكن لحالة الحزن في الوطن شكّلت الجانب الإبداعي في كل للدراميين.

 

*الممثل السوداني هل هو مظلومٌ.. أم ظالمٌ لنفسه؟

من جانب ظالم لنفسه في طريقة تقديمه للآخرين وتوفيقه وإظهار قيمته للآخرين وإظهارها كدولة كاملة، لا يوجد إعلام، من جانب مظلوم في طريقة التسويق وكدولة غير معترفة بالفن مُقارنةً بالقاهرة، توجد أندية وكرت النقابة وتسهيلات في الأراضي والعقارات تقييماً للفنان، لأنه يعكس حال الدولة وله دورٌ كبيرٌ في الدولة وإشراكه في القرار، في السودان العكس تماماً، السودانيون لا يدعمون بعضهم.

 

*الحرب الدائرة الآن في السودان.. ما هو ضررها عليك وماذا استفدت منها إن وجدت؟

بحكم تواجدي في القاهرة بالنسبة لي ضرر الحرب النفسي عميق جداً، حزن وانكسار لأن الوطن ينزف، بإذن الله تعالى سيكون النصر قريباً وستحدث نقلة وسيكون السودان أعظم بلد، هي حالة اختبار لم نكن نحس بقيمة الوطن ولم يكن لدينا ولاءٌ له، لكن بعد الحرب سنعود جميعاً ونعمره، وما حدث كان درساً قاسياً لنحس بقيمة الوطن.

 

*كلمة أخيرة؟

أشكر مكتب الزغبي لاختياري للمشاركة في مسلسل (مليحة) دعماً من غير مصالح، كذلك شكري للمخرج الجميل عمرو عرفة فهو إنسانٌ في قمة الأدب والأخلاق والتعاون، لا يفتح الكاميرا إلّا بعد الصلاة على النبي ويعطينا مساحة للصلاة، شكراً لطاقم إنتاج المتحدة جميعهم والاستايلست وترك فرص اختيار الملابس، شكري لمساعدي الإخراج ولصديقتي الجميلة (سيرين) بطلة المسلسل مليحة وجميع طاقم العمل الذين تعاملت معهم.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.