قصّــة أغنية

التقى الشاعر الجميل إسحق الحلنقي في بواكير سبعينيات القرن الماضي بالفنان الراحل خوجلي عثمان، الذي كان في بداية طريقه آن تلك اللحظة، فطلب من الحلنقي أن يُعطيه أغنية، فَوَافَقَ إسحق بصُورةٍ مَبدئيةٍ عاديةٍ تفتقر لقُوة حَماس الشّخص الذي يُريد أن يُساعد الآخر برغبةٍ أكيدةٍ، ولكنّ خوجلي لاحَقَ الحلنقي مَرّةً أخرى ودعاه لجلسة استماع خاصة به، يُريد أن يكون الحلنقي من ضمن حاضريها مع عددٍ من المُوسيقيين والشُّعراء وكبار الفنانين، ولكن الحلنقي جَاء مُتأخِّراً في تلك الجَلسة، وسمع عدداً من الأغنيات في المساحة الزمنية المُتبقية فأُعجب أيّما إعجاب بصوت الفنان فجاءه خوجلي على جانب وهو يحمل عُوده، وقال له يا أستاذ (أسمعنا مرة) فالتقطت حساسية الحلنقي الشعرية تلك المفردة في نفس اللحظة، وقال له (وحاتنا عندك أسمعنا مرة – الدنيا تبقى ما فيها مُرّة – والكون يلالي بهجة ومسرة – حن في عُمرنا شايفنو مرة) …إلخ الأغنية، فكان ذلك أول تعامُل بينهما وصارت من أجمل الأغنيات التي تَغَنّى بها خوجلي عثمان ويتداولها ذلك الجيل إلى يومنا هذا.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.