إليكم.. الطاهر ساتي

الحكيم!!

شارك الخبر

:: يوم أمس، وكالعهد به دائما عند الشدائد، خرج الإمام الصادق المهدي للناس والبلد (حكيماً).. ومن المحن السودانية فإن حكمة الإمام لم تعد تُزعج فقط المتطرفين في قوى الحرية والتغيير، بل تُزعج أيضاً الثورة المضادة وفلول النظام المخلوع.. نعم، كما في قوى الحرية والتغيير من يرفع شعار لا تصالح ضد المجلس العسكري، فإن بالدولة العميقة أيضا من يبتهل لله بألا يكون هناك تصالح بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.. هؤلاء هم من يسبون حكمة الإمام ويلعنون!!
:: (نعتقد أن التصعيد والتصعيد المضاد ليس في مصلحة الوطن، نرفض تصعيد العسكري بتكوين حكومة من طرف واحد، كما نرفض أن تكون ٣٠ يونيو تصعيد قبل رفض التفاوض من جانب العسكري بشكل رسمي)، هكذا موقف الإمام الصادق، وليس بغريب عليه، ومن قبل – قبل فض الاعتصام – كان الإمام قد اقترح للطرفين أغلبية مدنية ورئاسة عسكرية، وقال إن التصعيد يمنع تحقيق أهداف الثورة، ويتيح الفرصة واسعة لحركات الردة (الثورة المضادة).. وهذا ما حدث.
:: نعم، للأسف لم تجد نصائح الإمام آذاناً صاغية.. لقد صعّدوا الأزمة بالمتاريس والإعلام، وما كانوا يعلمون بأن التصعيد سوف يقود الثورة إلى مخاطر الثورة المضادة والتي بعض آثارها فض الاعتصام وعودة الروح للحركات الإسلامية والإدارات الأهلية و(أحزاب الفكة).. ثم تحدث الإمام عن كثرة المبادرات، ويرى أن مبادرة الأستاذ محجوب محمد صالح وصحبه هي الأصلح.. وصدقا، فالمرحلة بحاجة إلى مبادرات ذكية، بدلاً عن عنتريات ليست بحاجة إلى ذكاء.. وكما فعل أستاذنا محجوب، على الآخرين طرح المزيد من المبادرات، بدلاً عن اللعنات.
:: فالبلاد تمر بإحدى المراحل الحرجة وبحاجة (حكمة الحكماء).. وليس فقط بالانفعالات تعالج العقول الأزمات، ولكن بالوعي السياسي يجب على العقول مواجهة الأزمات والبحث عن الحلول.. وليس بعيداً عن وعي الإمام وحكمته، في الخاطر بيان كتلة نداء السودان – يتزعمها الإمام – قبل فض الاعتصام بأيام، حيث ناشد البيان المتطرفين في قوى الحرية والتغيير بالنص: (حققت الثورة عبر التفاوض مكتسبات في غاية الأهمية، وهذه مكتسبات كبيرة ومهمة وتشكل السلطة الحقيقية ويجب الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها).
:: ولم يستبينوا النصح إلا ضحى التفريط في تلك المكتسبات (البرلمان ومجلس الوزراء).. فالإمام يعلم بأن السياسة هي فن الممكن في زمن المستحيل، أي تأخذ المكاسب المتاحة ثم تحاور وتعمل من أجل المزيد بوعي وحكمة وليس بالتصعيد الذي تسبب في ضياع مكاسب مفاوضات ما قبل فض الاعتصام، أي كما توقع الإمام.. فالسجال اليوم مع المجلس العسكري ليس حول المجلس السيادي، بل حول ما تم الاتفاق عليه في الجهازين التشريعي والتنفيذي قبل فض الاعتصام و(الإلغاء).. لقد صدق الإمام يومئذ، بالحوار الإيجابي كان يمكن حل خلاف الجهاز السيادي، ولكن بالتصعيد أصبح الخلاف حول (الثلاثة أجهزة)!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.