لأول مرة منذ مجيئه البرهان ورؤساء التحرير.. تفاصيل ومعلومات جديدة ومثيرة

الخرطوم: السوداني

لم يشأ رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن يكون أول لقاء له منذ بروزه في المشهد السياسي مع رؤساء تحرير الصحف السودانية والرموز الإعلامية بعيدا عن رمزيته العسكرية، فاختار الرجل مباني وزارة الدفاع لهذا اللقاء محتفظا ببزته الرسمية مستقبلا بها ضيوفه من قادة الحروف والكلمات. حديث البرهان لم يغفل شاردة ولا واردة متطرقا لكل ما يهم الجميع سماعه في المدى الزمني الممتد منذ الثانية من بعد الظهر وحتى الخامسة مساء.. فماذا قال البرهان؟

سيرته الذاتية
ابتدر سعادة الفريق اجتماعه بشرح سيرته ومؤهلاته التي لخصها في أنه حاصل على ماجستير في الإدارة بالإضافة إلى دراسات في العلوم الاستراتيجية؛ مؤكدا أنه عمل في كل بقاع السودان في دارفور والجنوب والشرق، إلا أنه لم يعمل في الخرطوم إلا لفترة قصيرة، لذا فهو لا يعرف الكثيرين، فضلا عن عمله خارج البلاد.

كيف تم التغيير؟
سؤال أدرك البرهان أنه يلح على مخيلة كبار الصحافيين والكتاب الجالسين على مرمى حجر منه، فكشف ولأول مرة عن أنهم في قيادة الجيش ظلوا ولمدى زمني طويل يديرون نقاشا حول أوضاع البلاد والمخاطر والمهددات التي تعترضها. ملقيا بقنبلة بكشفه عن أنهم كقيادة للجيش قاموا بتسليم مذكرة للرئيس السابق مطالبين فيها بإحداث تغييرات وتعديلات كبيرة بما في ذلك حل حزب المؤتمر الوطني وبقية الأحزاب، موضحا أنهم طالبوا البشير بعدم الترشح في 2020م، فضلا عن مطالبته بمغادرة المؤتمر الوطني لأن البلاد في طريقها للهاوية، وأضاف: البشير كان يتباطأ في الرد لذا كتبنا له مذكرة أخرى.
وأكد رئيس المجلس العسكري أن النقطة الفاصلة مع البشير كانت في 22 فبراير – ليلة أعلن حالة الطوارئ – منوها إلى اتفاقهم معه على إعلان عدم ترشيحه وأن يغادر المؤتمر الوطني، وأضاف: لكنه خذلنا. قاطعا بأنه منذ ذلك الوقت بدأ الحديث عن التغيير، وأضاف: عقدت اجتماعات كثيرة، لأن الشعب لم يخرج للخبز وحده بل من أجل الحياة الكريمة. كاشفا عن أنهم أداروا نقاشا حول (من يخلف البشير؟).
وكشف البرهان عن ذهابه لمقابلة البشير وإخباره بعزله، وأضاف: البشير تقبل التغيير حينما علم باتفاق القيادات على ذلك.
وأكد البرهان أنهم وعدوا البشير بإبقائه في منزله بكافوري، إلا إذا قدمت في مواجهته قضايا، وأضاف: وعندما كانت هنالك اتهامات ذهبنا به إلى السجن، وأولها النقود التي وجدت في منزله.
ونفى البرهان استماعه شخصيا للفتوى المثيرة للجدل حول قول البشير بقتل ثلثي الشعب، وقال: لم أسمعها منه شخصيا ولكن نقلت إلي.
وقطع عبد الفتاح بأنهم بانحيازهم للتغيير انحازوا للمواطنين وأنهم عندما طالبوا بإبعاد ابن عوف أبعدوه، وأنهم غادروا المجلس باستثناء ابن عوف وكمال عبد المعروف.
منوها إلى أنه قبل التغيير الثاني ذهب إلى حميدتي وأقنعه بأهمية مشاركته لأن الوضع جديد.

محطة (ق.ح.ت)
البرهان كشف أنه لم يعرف بقوى إعلان الحرية والتغيير إلا بعد ثلاثة أيام من التغيير، منوها إلى أنهم عقدوا معهم اجتماعات كثيرة حتى في المنازل وأن الانسجام بين الطرفين كان كبيرا، وأضاف: اتفقنا على أشياء كثيرة بما في ذلك اختيار الوزراء وأن يكون اختيارهم مشتركاً، واستدرك: لكن بعد ذلك ظهرت المطامع والأجندة الحزبية وبدأوا يتحدثون معنا بكلام ويذهبون للشارع بكلام آخر لأنهم لم يكونوا قادرين على مواجهة الجمهور.
وأكد البرهان على ضرورة حدوث تغيير في الأحزاب، فضلا عن أهمية إعادة النظر في الديمقراطية بشكلها القديم ومراجعتها حتى لا تتكرر الانقلابات ويحدث الفشل، مطالبا بألا تكون الأحزاب كالمؤتمر الوطني الذي لخص مشكلته في تقديم عضويته الولاء الحزبي على ولائهم للوطن.

وكشف رئيس المجلس العسكري عن أنهم كانوا يريدون فترة انتقالية بذات وضعية الفترة الانتقالية للمشير سوار الدهب عقب الانتفاضة تتكون من مجلس عسكري ومجلس ووزراء، مبررا ذلك بأن وجود المجلس التشريعي سيؤدي إلى كثير من الأزمات ويعقد الوضع، واستدرك: لكننا امتثلنا وقدمنا تنازلات عديدة ونفذنا المطالب منذ الإطاحة بابن عوف وبعده عمر زين العابدين والبقية، منوها إلى أن القضايا والملفات الخاصة بمواضيع الخدمة المدنية وهيكلة القوات تترك للسلطة المنتخبة، كاشفا أنهم يفضلون أن يعبر المجلس الانتقالي عن فئات الشعب المختلفة.
وقطع رئيس المجلس العسكري عن أنه لم يكن في حسبانهم التفاوض لتشكيل حكومة مدنية، مؤكدا أن همهم تحقيق السلام مع المجموعات المسلحة وتوفير معاش الناس وتنظيم الانتخابات، ولكن ظهرت المطامع الحزبية، مدللا على ذلك بأن رغبة العسكريين أن يكون التفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير علنيا وشفافا، وأضاف: لكنهم رفضوا حتى التسجيل؛ منوها إلى أن ثمة حزبا قدم قائمة لضباط وصفهم بضباطه في الجيش للتفاهم والتفاوض معهم.
وكشف البرهان عن أنهم اشترطوا على كل من سيشارك في الفترة الانتقالية، إلا يدخل انتخابات، قاطعا بأنه لا يرغب في الترشح.

المبادرة الإثيوبية
وحول الخلاف في المبادرة الإثيوبية أكد البرهان عن أن رئيس الوزراء الإثيوبي ليس لديه مبادرة والغرض كان التقريب بين الفرقاء فقط، منوها إلى أنهم طلبوا ورقة تفاضية وليس حلا، مشيرا إلى أن الإثيوبيين أتوا بحل وأعلنته قوى الحرية والتغيير قبل التفاوض. وأضاف: اتفقنا على (5+5) بالإضافة لـ(1) مدني يختاره المجلس العسكري، كاشفا عن أن رئيس الوزراء الإثيوبي اقترح أن يكون الشخصية الحادية عشرة إما غازي صلاح الدين أو علي الحاج.
وعن الموقف حاليا أكد البرهان تسلمهم المبادرة المشتركة، وأضاف: ولدينا ملاحظات عليها وسنقول رأينا. مشيرا إلى أنهم حال استحالة الاتفاق يمكن اللجوء للاستفتاء حول القضايا الخلافية، وأضاف: نريد الوصول إلى اتفاق يكون مقبولا بدرجة كبيرة جدا من الشعب.

الاعتصام في الميدان
رئيس المجلس العسكري أكد أن التطورات التي حدثت في ميدان الاعتصام متروك للجان التحقيق، منوها إلى أن لديهم معلومات كثيرة وموثقة تؤكد أنهم ليسوا وراء ما حدث، موضحا أنه كان لديه ولدان في الاعتصام، وأضاف: لا نمانع وجود لجنة وطنية شفافة لكشف ما حدث في الاعتصام.
وأوضح البرهان أن لديهم تسجيلات لممارسات جماعية لا تشبه تقاليد المجتمع السوداني بالصور والفيديوهات، فضلا عن وجود نظاميين أجّروا بنادقهم في الميدان لمعتصمين لحمايتهم بـ300 جنيه، وأضاف: التحقيقات جارية معهم الآن وسجلوا اعترافات بذلك.
وحول الاعتصام كشف البرهان عن وجود قتلى من الضباط والجنود خاصة في كولومبيا، وأضاف: 14 من القوات النظامية قتلوا في فض الاعتصام ومُثِّل بجثة شرطي على طريقة ما حدث للمارينز الأمريكان في الصومال.

الحروب والمؤامرات
وجدد البرهان تأكيده على تعرضهم لحرب إعلامية واتهامات بأنهم قتلة، وأضاف: نحن لا نقتل المواطن الذي انحزنا له، ولا نمانع تقديمنا إلى محاكمات حتى لو قادتنا إلى الإعدام إذا ثبت ذلك. موضحا أن لديهم معلومات كثيرة عن إعداد مؤامرات على السودان ومعلومات كافية كذلك عن القوى السياسية ومقدراتها، وأضاف: نرى أن تكون الفترة الانتقالية فترة تأسيس لسودان جديد كما يريده الشباب؛ مشيرا إلى إفشالهم لمحاولة انقلابية فيها 6 خلايا، منوها إلى أن التحقيق مستمر فيها.
وقطع البرهان بأن كل ما يؤدي إلى الخراب أو فوضى لن يقبلوا به، منوها إلى أنهم وجدوا خرابا شديدا في الاقتصاد وأن البلاد كانت في طريقها للانهيار، وأضاف: الجيش والدعم السريع بأموالهم يديرون الاقتصاد الآن، وتابع: حتى أموال البترول تذهب للخارج لتسديد قروض لبنك التجارة التفضيلية، ويأخذون 30 دولارا للبرميل والباقي تكاليف النقل.
وحول 30 يونيو جدد البرهان تأكيده على أن من حق المواطنين التظاهر في 30 يونيو، وأضاف: سنحمي ممتلكات الدولة وسنمنع التخريب وإغلاق الطرق وأضاف: رصدنا بالكاميرات من خرب وكسر الطرقات وتبلغ تكلفة الخسائر المليارات ونرصد من حرضوا على الدولة وأثاروا الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا طريقة الاحتجاجات بغير الراشدة ويتضرر منها الشعب كالمتاريس وإغلاق الشوارع هذه ليست وسائل تعبير.
وأكد رئيس المجلس العسكري أن إقالة النائب العام تمت لأنه تباطأ في تقديم المتهمين للمحكمة بما في ذلك قيادات المؤتمر الوطني، كاشفا عن أن هناك 6 ملفات جاهزة ومكتملة بـ(5) أو (6) بلاغات، وأضاف: من الواضح أن هناك مجموعات اتصلت عليه لتأخير المسألة إلى ما بعد تشكيل الحكومة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.