إليكم… الطاهر ساتي

(30 يونيو)

شارك الخبر

:: يوم الخميس الفائت، متحدثا عن مواكب اليوم (30 يونيو)، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس ( ح نحمي الثوار لو التزموا بالسلمية)، وهذا واجب أي مسؤول بأجهزة الدولة، وليس فقط نائب رئيس المجلس العسكري.. وكذلك من واجب على قوى الحرية والتغيير الإلتزم بسلمية المواكب، وحمايتها من (المتفلتين).. فالثوار وقيادتهم – تجمع المهنيين – ضربوا أروع الأمثال بوعيهم، وثورتهم صارت نموذجاً نضراُ بسلميتها، وعليهم حماية هذه الثورة الواعية – من أي اختراق – حتى تحقق كل غاياتها.
:: والجدير بالانتباه، أن بيان الأمس الصادر عن المجلس العسكري يبدو (غريبا)، بحيث لم يؤكد فيه المجلس مسؤوليته عن حماية المواكب السلمية مع التحذير من الجنوح إلى العنف، أو كما قال نائب رئيس المجلس، بل اكتفى البيان بتحميل قوى الحرية والتغيير بمسؤولية ما قد يحدث، وكأنه لن يكون مسؤولاُ عما قد يحدث. إذ يقول النص: (لقد أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير عن مسيرة 30 يونيو.. ومع إيماننا بحق التعيير والتظاهر، نحمل قوى الحرية والتغيير المسؤولية الكاملة عن أي روح تزهق في هذه المسيرة أو أي خراب أو ضرر يلحق بالمواطنين أو مؤسسات الدولة).
:: بما أن المجلس العسكري يؤمن بحق التعبيير والتظاهر، كما ورد في البيان، كان يجب الالتزم بحماية هذا الحق بالقوات النظامية، وهذا ما لم يرد في البيان لا تصريحا ولا تلميحا.. فالمسؤولية مشتركة، أي المسؤولية التي تلزم قوى الحرية والتغيير بسلمية المواكب هي ذات المسؤولية التي تلزم المجلس العسكري بحماية المواكب.. وعليه، نطالب المجلس العسكري – وكل المؤسسات العسكرية – بحماية مواكب اليوم بكل ولايات السودان.. حرية التعبير من الحقوق، وأن المواكب السلمية نوع من التعبير المشروع، وأن المجلس العسكري – بحكم المسؤولية – مسؤول عن حماية هذا الحق.
:: وكل المطلوب أن تتعامل الشرطة والنظامية الأخرى بالمهنية المطلوبة، أي تحمي المواكب من أي اعتداء.. وفي الخاطر أحداث سبتمبر، وما سموها بالعربات التي لا تحمل لوحات، والتي حصدت أرواح المتظاهرين بالرصاص.. تلك الأحداث لم ولن تسقط من ذاكرة الناس، بحيث لم تحدث في دولة مجاورة، ولا كان الموت والجراح خارج دولة الشرطة والأجهزة التي تتم تبرئتها دائماً.. تبرئة الأجهزة النظامية من الأحداث لا تعني إسقاط المسؤولية عنها، إذ هي الأجهزة التي تقع عليها مسؤولية حماية المتظاهرين.
:: وليس فقط مأساة فض الاعتصام، بل كثيرة هي آلام البلاد التي كان يجب أن تُعلم المجلس العسكري بحيث يستلهم منها العِبر وبعض الآمال لصالح حاضر ومستقبل جيل الحرية والسلام والعدالة.. نعم، ليت المجلس العسكري تعلم من دروس بطعم الحنظل، وقد تجرعتها البلاد وشعبها لحد التشظي والانفصال (شمالاً وجنوباً)، وليته يتعظ من تجارب قاسية ودروب وعرة مرت بها بلادنا، ومايزال شعبنا يدفع أثمان تلك التجارب حرباً ونزوحاً وغيرها من ثمار العُنف التي ظل يجنيها الشعب من شجرة النظام المخلوع.. يجب خلع هذه الشجرة من جذورها!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.