أجندة عبد الحميد عوض

التوم هجو والخبث “الثوري”

شارك الخبر

*لم تكن ثورة ديسمبرالمجيدة، ثورة ضد المؤتمر الوطني البائد وحسب، بل جاءت في تجلياتها الكاملة، ضد فرض الأجندات السياسية بقوة السلاح، فالثورة راهنت على السلمية وحفظ الدماء مهما كان الثمن، فكسبت احترام الأعداء قبل الأصدقاء، وخسرت الوسائل الأخرى التي تعتمد على سفك الدماء وتشريد الآمنين والأبرياء.
*الحركات المسلحة، بتركيبتها الحالية، لا فرق بينها، وبين الحركة الإسلامية التي كانت حاكمة، وكلاهما يقدمان نسخة واحدة من حيث استخدام السلاح والأجندة الإقصائية واستحالة عيشها في مُناخات الحرية والديمقراطية وبصناديق اقتراع حرة وشفافة.
*في نقاشي مع عدد الزملاء منذ بداية الثورة، كنت أصرعلى نقطة أساسية، أشير فيها إلى أن الحركات المسلحة بكل تشكيلاتها هي ثاني أكبر الخاسرين بعد المؤتمر الوطني من نجاح الثورة.
*كيف؟
-الحركات المسلحة ستخسر مبررات وجودها في أي وقت اكتملت فيه الثورة بتحقيق العدالة والحرية والسلام وسيادة حكم القانون.
-الحركات المسلحة، تعلم أن نظام المعزول، عمر البشير هو الأضعف في التاريخ السوداني فهى تستفيد من ذلك الضعف لتحقيق أهدافها بسهولة عبر ابتزاز النظام لتحقيق مقاصدها الذاتية وثبت ذلك من خلال الاتفاقيات التي وقعتها بعض الحركات مع النظام، فكلها لم يكن تضع في أولوياتها مبادئ الحرية وحقوق الإنسان والعدالة والدفاع عن حقوق المواطن في الحياة الكريمة، وارتضت بحفنة مناصب وأموال.
-الحركات المسلحة، تعلم أن الاتفاق مع نظام عسكري، هدفه الأول إطاله عمره، أسهل من الاتفاق مع نظام ديمقراطي له مؤسسات حقيقية منتخبة من الشعب وليس لديها ما تخاف عليه، بالتالي تفضل الأنظمة العسكرية لتمرير أجندتها عبرها.
* توقعت باكراً سعي الحركات المسلحة لإفشال الثورة، ولومن باب الغيرة على وسيلة المقاومة السلمية، والتي أثبتت نجاحاً منقطعاً النظير في إسقاط نظام المؤتمر الوطني، بينما ظل العمل العسكري في حالة فشل دائم طوال 30 عاماً في تحقيق الهدف، بمثل ما فشلت الحركات حتى في تحقيق وحدتها الداخلية والحيلولة دون توالي الانشقاقات التي لم تنجُ منها حتى أم الحركات “الحركة الشعبية، قطاع الشمال” .
* بالفعل بدأت الحركات المسلحة حملة منظمة لشق الصفوف بزعم أن الثورة صنعها كل الشعب السوداني وأن قادة الحرية والتغيير يريدون سرقتها، وأسباب أخرى واهية هدفت للنيل من الثورة المدنية السلمية التي صنعها الشعب السوداني وكانت تلك الحركات في موقف المتفرج.
*دور خبيث، يقوم به هذه الأيام القيادي بالجبهة الثورية، التوم هجو، ولا أدري هل يقوم به أصالة عن نفسه أم نيابة عن الجبهة الثورية أم نيابة عن جهات أخرى؟
* هجو، يبدو متناقضاً في تهافته على أجهزة الإعلام بصورة يومية، فهو تارة يتباكى بدموع التماسيح على الاتفاق الأول، ويغازل تارة أخرى المجلس العسكري، ويقول عنه إنه الأكثر وطنية، ويمنحه كذباً وبهتاناً شرف المسارعة بحقن الدماء، ونسي وهو في كامل غيبوبته ما حدث في فجر 29 رمضان لدماء العزل تحت سمع وبصر المجلس العسكري.
*تعترض الجبهة الثورية على حوار قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري ونتائجه، ومن المضحك والمبكي أن قادة الجبهة فتحوا قناة تفاوض منفصلة مع المجلس العسكري في موقف يشبههم ويشبه رغبتهم في تحالف عسكر الثورية مع عسكر المجلس، ولكن هيهات فقرار الشعب هو مدنية الحكم والمعارضة!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.