الطريق الثالث – بكري المدني

السودان – أفضل بلا حكومة !

شارك الخبر
  • عندما بلغت الأزمة الاقتصادية في السودان أوجها قبل التغيير الأخير أثار تحذير مسؤول صومالي شعبه من وصول الحالة لبلاده لما وصلت إليه بالسودان. أثار هذا التحذير مسؤولين سودانيين لطالما حذروا من (صوملة) السودان ولكن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي سرعان ما غاصوا في الإنترنت وجاءوا بصور حديثة لمطار مقديشو جعلت من المقارنة بينه ومطار الخرطوم الدولي كالمقارنة بين الثرى والثريا!

  • الشاهد أن الصومال وبعد سنوات من الاقتتال وبلا حكومة استطاعت أن تنهض من تحت الركام تحت الإدارة الواعية للمجتمع، فعادت دولة متماسكة وقطعت شوطا مقدرا في مجال التنمية والخدمات وفعلت الصومال كل ذلك دون أن تكون في حاجة إلى رئيس أو وزير.

  • لقد وجد شعب الصومال نفسه أمام تحدٍّ كبير تكون خلاله بلاده أو لا تكون فاختار أن تكون ونهضت مؤسسات المجتمع المدني والأهلي في الصومال للاضطلاع بمهمتها التاريخية فأنقذت الصومال التي عادت للمنافسة وقطعت شوطا بعيدا كواحدة من الدول المهمة في شرق إفريقيا.

  • منذ 11 أبريل وحتى اليوم تسيير بلادنا بلا حكومة أو بلا وزارات إن صح التوصيف فهل أثر ذلك على شيء في التنمية والخدمات المتأخرة أصلا؟! أخشى أن أقول إنه لا يوجد فرق يذكر!

  • صحيح ليس هناك تقدم يذكر في أي مجال ولكن لا أحد سوى السياسيين يفتقد عدم وجود وزراء أو حتى رئيس للبلاد!

  • أستطيع أن أجزم أن الخرطوم لما أحسست بالخطر الذي تهددها من خلال مؤشرات انفلات الأمن وأخرجت الأرض أثقالها من الأسلحة الخاصة وهب شباب الأحياء لتأمين المتاجر والبيوت أخشى القول أن الأمن الذي تحقق من تلك الهبة هو الأعلى في درجاته من قبل ومن بعد!

  • إن أكبر القضايا التي تقلق الناس اليوم في الخرطوم وغيرها هي المغالاة في أسعار السلع التي تجاوزت كل الأسباب الموضوعية ولو أن شباب الثورة حاصروا هذه الظاهرة بعمل مباشرة يمكن السيطرة على الأسواق وإعادتها إلى سيرتها الأولى.

  • إن نظم شباب الثورة -مثلا- أسواقا متحركة لبيع السلع للمواطن مباشرة وبلا أرباح ولفترة زمنية محددة فسوف تعود الأسعار إلى ما كانت عليه من معقولية ولئن تابع ذات الشباب الخدمات والتنمية من خلال تشكيل غرف مع الجهات المنفذة مباشرة يمكن المحافظة على ضبط واستمرار الخدمات والتنمية.

  • نهوض مؤسسات المجتمع المدني والأهلي في السودان وبث روح إيجابية في كل الناس سوف يجعلنا ننسى أن بلادنا بلا وزراء، وماذا يعني أن بقينا ثلاثة شهور أخرى أو حتى ثلاث سنوات بلا حكومة؟!

  • عندما تتراضى قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري والحركات على تشكيل حكومة سيجدون أن آخر ما عاد يفتقده الناس هم الوزراء أنفسهم!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.