حين نلتقي أميمة عبد الله

وأشرقت الشوارع بنور شعبها

شارك الخبر

لم تكن هي الشموع ولا الأنوار المنبعثة من هواتفهم وهم يرفعونها عاليا مع مغيب الشمس هي المدهشة، بل إنها الساحات التي فاضت بالناس ووصل صوت هتافهم كل البيوت، هي المواكب من كل شارع بعيداً كان أو قريباً.
تنوع واختلاف كل الأعمار والألوان وحدتها سماءٌ واحدة وجمعتها أشواق الحكم الديمقراطي والحكومة المدنية وضرورة أن يصل السياسيون والعساكر لاتفاق، لقد طالت فترة التفاوض، وكلما طالت الفترة صُعبت الحلول وسرت شهوة الحكم في العروق وانتشرت وتمكنت في القلب، والنفس أمّارة بالسلطة والمال.
مواكب خرجت في أغلب المدن وسارت تنادي ألا عودة للوراء كيفما كانت الفواتير.
في مشهد لا يقشعر له بدنك فقط، بل هو يُرعش قلبك ويرج عقلك، أن توحد الأشواق شعب كامل نحو سودانٍ جديد دون أن تأبه للصعاب والمواجهات.
مواكب “زي طلعة شمس الصباح”، أعادت للشوارع هيبة كلمتها وصوتها الذي كان مخنوقاً منذ سبتمبر ٢٠١٣م والأصوات لا تلبث تعلو دون ملل كما كانوا يراهنون من قبل بأن السودانيين لا صبر لهم إن طالت فترة الاحتجاجات قطعا ستنتهي.
على الحكومات الآتية أن تفهم أن عهد الخطب والوعود الخُلّب لن يرجع مرة أخرى، وعلى الساسة أن يفهموا أن الاتفاقيات لن تُترك لأهوائهم وتحالفاتهم السرية فالشارع له عين عليا ومواقع التواصل هي الرقيب والصحافة.
وذلك ما يحدث الآن، على الرغم من أن تجمع المهنيين وإعلان قوى الحرية والتغيير، يقودون الشارع بنجاح منقطع النظير دون أن يدفعوا ما لا أو يظهروا بخطبهم الحماسية على القنوات السودانية إلا أنهم يجب أن يفهموا أن الشارع قد يتجاوزهم ويُكمل ثورته من دونهم.
هذه المواكب صوتها واضح وهي تعني أنه رغم الإخفاقات وتمدد فترة المفاوضات إلا أن العشم فيكم ما زال، وأن الثقة ما زالت، وإلا فإن الشوارع أبقى وتطلعات الشعوب أرسى. هذا الدرس واضحٌ وتفهمه الأطراف جيدا.
قوى إعلان الحرية والتغيير يتبعه الشارع، لكن ليس عن جهل، بل عن بصيرة واطلاع، وهذا في حد ذاته يمثل لهم صوت الوطنية، على ألا يحيدوا عن شارع الوطن، فهي تُفاوض نيابة عن الشعب وأن الأبصار كلها معلقة تراقب.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.