الخرطوم: آيات فضل
في أول سابقة في تاريخ البلاد مثل الرئيس المخلوع عمر البشير أمس المحكمة بتهم تتعلق بمخالفة قانون النقد الأجنبي، وقانون الثراء الحرام والمشبوه وأوامر الطوارئ (3-4). ووجد “أسد إفريقيا” كما يُطلِقُ عليه مؤيدوه نفسه داخل قفص حديدي إيذاناً ببدء محاكمته. وفيما لم تمنع غزارة الأمطار التي شهدتها الخرطوم أمس الإعلاميين وهيئة الدفاع عن الرئيس المخلوع والتي بلغت (96) محامياً وذويه عن حضور جلسة المحاكمة بمعهد العلوم القضائية، فرضت السلطات المختصة إجراءات أمنية مشددة قبيل بدء الجلسة بتفتيش من يدخلون لقاعة المحاكمة.
رئيس سابق
ووصل الرئيس المخلوع إلى مقر المحكمة في تمام التاسعة و47 دقيقة وهو يرتدي جلابية وعمة بيضاء اللون وكان على متن سيارة دفع رباعي لاندكروزر مظللة بالكامل، تسبق سيارته ثلاث سيارات وخلفها ثلاث سيارات محملة بالأسلحة الثقيلة “الدوشكا والأربجي”، بينما كان مقر المحكمة محاطاً بأكثر من 30 سيارة مسلحة بأسلحة ثقيلة، وسيارات الشرطة تغلق كل الطرق المؤدية إلى مقر المحكمة. ودلف البشير إلى قاعة المحكمة حيث تم إدخاله داخل قفص الاتهام. ورصدت (السوداني) تواجد (8) من منسوبي القوات النظامية داخل القفص بحوار البشير. وقوبل المخلوع لحظة دخوله لقاعة المحكمة بالتكبير والتهليل من قبل ذويه وهيئة الدفاع عنه ورد عليهم بابتسامة والتلويح بيده.
وبدأت جلسة المحاكمة حينما وجه قاضي محكمة الاستئناف الصادق عبد الرحمن أسئلة للبشير عن اسمه وسنه ومهنته، وسكنه فرد الرئيس المخلوع اسمي عمر حسن أحمد البشير وعمري 75 عاماً ومهنتي رئيس سابق، وأسكن حالياً بسجن كوبر وسابقاً ببيت الضيافة.
أموال ضخمة
وأقر البشير بحسب المتحري بتلقيه 91 مليون دولار من قادة دول السعودية، والإمارات خلال فترات مختلفة. وقال المتحري إن البشير اعترف باستلامه 25 مليون دولار من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، و65 مليون دولار أخرى من الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز على دفعتين بواقع 30 و35 مليون دولار.
ولم يحدد المتحري فترة زمنية دقيقة لاستلام البشير للأموال المذكورة، واكتفى بالإشارة إلى أن الأموال التي وُجدت بحوزة الرئيس المعزول هي ما تبقى من المبلغ الذي استلمه من محمد بن سلمان، أي بقية الـ 25 مليون دولار، وكان يصرفه على التبرعات والهبات للخدمات التعليمية والصحية؛ وأوضح أن البشير أقر أيضا باستلامه ظرفاً يحوي شيكاً بمبلغ مليون دولار من رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قال إنه لا يعرف أين ذهب.
