إليكم … الطاهر ساتي

التقويم !!

شارك الخبر

:: بعد اجتماع مع المسؤولين بسلطات التعليم العام، أصدر الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء توجيها باستئناف العام الدراسي لمرحلتي الأساس والثانوي بكل ولايات السودان خلال مدة أقصاها 15 سبتمبر الحالي، واستجابت الولايات ورحبت بالتوجيه الذي شمل إلغاء عطلتي السبت والدورة المدرسية لتعويض أيام الإغلاق.. ولكن للمسماة بلجنة المعلمين السودانيين (رأي آخر)، إذ أصدرت بياناً رافضاً لتوجيه رئيس الوزراء، ثم هددت بمناهضة استئناف العام الدراسي.
:: وعبر توضيح صحفي، تأسف مكتب رئيس الوزراء عما سماه بالموقف السلبي الصادر عن لجنة المعلمين السودانيين، ووصفه بالموقف المتعارض مع خطة الحكومة الرامية إلى خلق استقرار عام في هذه المرحلة المفصلية من عمر الوطن، وأن توجيه رئيس الوزراء يُغلب مصلحة الطلاب، مع السعي – بالعزم الدؤوب – نحو حل كل القضايا الوارد ذكرها في بيان لجنة المعلمين، ثم شدد على استئناف العام الدراسي بكل مدارس السودان في موعده، أي خلال فترة أقصاها (15 سبتمبر).
:: وعليه، يوم الفائت، عندما سرت شائعة تجميد العام الدراسي بوسائل التواصل، ونفتها سلطات التعليم سريعا، كتبت في هذه الزاوية بالنص: (ليتهم جمّدوه، ليبدأ صغارنا عامهم الدراسي بعزم جديد و(تقويم جديد) و(زي جديد) و(سلم جديد) و(منهج جديد).. لقد تم التخريب والتدمير بلا رحمة.. ولكي تعود للتعليم العام سيرته الأولى، فإن كل ما يتكئ عليه اليوم – من تقويم وسلم ومنهج – يجب أن يذهب إلى مزبلة التاريخ، وغير مأسوف عليه.
:: ولكن إصلاح ما أفسده النظام المخلوع لن يتم ليلة وضحاها، ولا بين عام وآخر، بل بحاجة إلى كثير (جهد وصبر).. واليوم، بعد تشكيل الحكومة المدنية، نأمل أن ينعم صغارنا بمناخ تعليم الذي لا يعكر صفوه أي اضطراب سياسي.. وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، فإن المخاطر التي تعرض لها الطلاب وأحدثت خللا في التقويم الدراسي لم تكن فقط سياسية وأمنية، بل كانت هناك مخاطر طبيعية لم تكن تتحسب لها سلطات النظام المخلوع، رغم المناشدة السنوية.
:: وكثيرا ما دعت إدارة للدفاع المدني سلطات التعليم العام إلى مراجعة (التقويم الدراسي).. ولكي لا ننسى، قال نائب المدير العام لإدارة الدفاع المدني إن بداية العام الدراسي في فصل الخريف (غير مناسب)، موضحاً أن المدارس من أكثر الأماكن التي تتجمع فيها مياه الأمطار بكميات كبيرة، وأن تجفيف هذه المياه يستغرق الوقت والجهد.. ويبدو أن هذا الطلب لم يجد الآذان الصاغية.. وتظل من الغرائب بأن بداية العام الدراسي في بلادنا تتزامن مع بداية الخريف.
:: وكثيرا ما تتعطل أيام الدراسة في الخريف ويختل التقويم الدراسي، وخاصة في أقاليم السودان التي طلابها يدرسون تحت الأشجار وفصول الجالوص.. ونُقصان العام الدراسي يؤثر في مستوى التحصيل.. فالعام 12 شهراً، وأشهر الخريف لا تتجاوز (ثلاثة أشهر)، فلماذا لا نعجز عن تخطي أشهر الخريف لحين إصلاح البنيات التحتية و أحوال المدارس الآيلة للانهيار؟.. وعليه، فمع استئناف هذا العام، يجب الدراسة والتخطيط لتغيير (التقويم ) و(المنهج) و(السلم) و(الزي) و..و..و.. كل عبث العقود الماضية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.