قال الدكتور إبراهيم البدوي وزير المالية والتخطيط الاقتصادي إنه سيبقي على سياسة الدعم، ولكن الدعم سيكون دعماً ذكياً. فما المقصود بذلك؟ في تقديري أن المقصود بذلك أن يذهب الدعم لمستحقيه عبر وسائل وآليات ذكية. وعلى هذا يجب أن نحدد المستحقين للدعم من ناحية، ومن الناحية الأخرى نفكر في الآليات التي يمكن أن توفر هذا الدعم للمستحقين بكفاءة وذكاء.
ولكن قبل هذا لا بد أن نقرر ابتداءً أن الدعم بشكله الحالي هو بالفعل دعم غير ذكي لا يذهب للمستحقين حصراً ويشوه الاقتصاد. السلع المدعومة حالياً هي المحروقات والخبز والأدوية والكهرباء. في الأدوية والكهرباء الدعم موجه جزئياً، أما في المحروقات والخبز فإن الدعم غير ذكي لأنه يذهب للكل، للغني وللفقير، للسوداني وللأجنبي. لهذا من الضروري إعادة النظر في طريقة توجيه الدعم حتى لو أقررنا استمراره.
عدد من الدول مثلنا تقدم الدعم لمواطنيها بسبب قلة الدخول وعدم قدرة المواطنين الفقراء على مجاراة الأسعار. تجارب الدول أفضت إلى أنه من الضروري دعم دخل المواطن الفقير وليس دعم سعر السلعة. في مصر فإن وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية هي من يشرف على نظام البطاقة التموينية الإلكترونية. وهي بطاقة تنظم الدعم للمصريين فقط، أكرر للمصريين فقط، عبر ما يسمى بمنظومة السلع التموينية. آخر التقارير، المعتمدة من الجهاز المركزي للإحصاء المصري، أشارت إلى أن منظومة السلع التموينية ونقاط الخبز أثرت بشكل واضح في تأمين مستوى معيشة HYPERLINK “tel:4.6″46٪ من الأسر، وجنبتهم الدخول في دائرة الفقر.
المنظومة تخصص نصيباً يومياً من الخبز لكل فرد مصري عبارة عن 5 أرغفة مدعّمة، يُدفع نظيرها مبلغ رمزي، وفي حال لم يحصل الشخص على الكمية المخصصة له طيلة الشهر يتحول ما تبقى له إلى مقابل مادي، يُضاف إلى رصيده فيما يسمى “البطاقة التموينية” ، والتي تتيح له شراء سلع أساسية مثل الأرز والسكر والسمنة وغيرها.
قدمنا مقترحاً لوزارة المالية في السودان في وقت سابق ببطاقة تموينية إلكترونية تنظم كل عمليات الدعم استناداً على الرقم الوطني. هذا المقترح جاهز وبطرفنا ويمكن أن يتم تقديمه للسيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي متى طلب ذلك.
والله الموفق.
///
الفاتح
