الطريق الثالث – بكري المدني

حمدوك -(خليهم يقولوا)!

اهتمت الناس جداً بالحديث الذي قاله رئيس الوزراء السيد عبدالله حمدوك للجالية السودانية بالمملكة العربية السعودية واهتمت أكثر بالجزئية التى كشف فيها عن عدم تسلمه أي برنامج لإدارة الدولة في الفترة الانتقالية ولا لأي جزءٍ من هذه الفترة ولم تقف الناس كثيراً على أهم جزئية في حديث حمدوك سوف أعرضها لاحقاً.
حديث السيد رئيس الوزراء كان محبطاً وربما مفاجئاً للكثيرين ولكنه مطلوب- في تقديري – ويتسق تماماً مع روح المرحلة التي تتسم بالشفافية والوضوح وانتهاء زمن (الغتغتة والدسديس)!
هناك حقائق كثيرة على السيد رئيس الوزراء أن يكون على يقين منها أولاها أن قوى الحرية والتغيير لم تختاره لمهمة رئاسة الحكومة من عندها وإنما فعلت ذلك استجابة لرغبة العديد من السودانيين ولقد سبق أن رشح إسلاميون السيد حمدوك للمشاركة في الحكومة السابقة.
إن قناعة الحكومة السابقة وبعض أنصارها بإمكانات السيد عبدالله حمدوك وقناعة قوى الحرية والتغيير التى خلفتها على السلطة وكل أنصارها به والإجماع الذي تحقق له بشكل لم يتحقق حتى لرئيس منتخب يشي بأن للرجل الكثير الذي يمكن أن يقدمه لبلده.
أعلاه أولى الحقائق التي يتعين على السيد رئيس الوزراء أن يوقن بها أما الحقيقة الثانية والتي يجب أن يعرفها أنه لا الذين دعوه للمشاركة في الحكومة السابقة ولا الذين اختاروه للحكومة الحالية (الانتقالية) لديهم برنامج واضح وناجح لإدارة الدولة خاصة في الجانب الاقتصادي.
لقد سقطت الإنقاذ لأنها فشلت في إدارة الدولة وأبرز فشلها كان في مجال الاقتصاد، وفشلت معها الأحزاب السياسية لأنها طوال سنوات المعارضة لم تقدم طرحاً مقنعاً ومقبولاً للشارع حتى يخرج على (الإنقاذ) التي صبر على تجاربها ثلاثة عقود وعندما بلغ السيل الزبى خرج الشارع لا يستدعي الأحزاب ولكن ليسقط الإنقاذ (بس)!
ليس جديداً أن الأحزاب السياسية السودانية لا تملك برامج مقنعة لإدارة الدولة وليس أدل على ذلك من فشلها في الفترات الديمقراطية المتقطعة والتي دعت الجيش برضى الشعب وبدعوة صريحة منه أحياناً للتقدم والاستيلاء على السلطة وليس من المستبعد أن يحدث هذا لاحقاً أو حالياً!
إن كان ليس في الأمر جديد لا في كون السيد عبدالله حمدوك هو خيار غالب السودانيين في الحاضر ولا في كون أن الأحزاب السياسية السودانية ليس لديها برامج مقنعة وواضحة وناجحة في إدارة الدولة، فإن الجديد هو المنتظر من السيد رئيس الوزراء، وهذا يقودني إلى ما قاله للجالية بالسعودية والذي لم تهتم به الناس كثيراً وأعني قوله (عشان ما نمشي نفصل برنامج يقولوا ده حقكم أنتم براكم)، وحمدوك هنا يقصد برنامجه هو لا برنامج (قحت)ولا غيرها.
سيكون الشعب السوداني الأسعد لو أن السيد رئيس الوزراء فصل برنامجه هو وبدأ في تطبيقه، قال من قال، من قحت أو غيرها فكل هذه الأفلام مشاهدة بالنسبة للجمهور الكريم ومعادة وليس فيها جديد والجديد المنتظر هو ما يمكن أن يأتي به حمدوك.
السيد رئيس الوزراء المحترم – توكل على الله وفصل برنامجك و(خليهم يقولوا )!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.