الرواية الأولى …مجدي عبد العزيز

الجيش عطفا على كباشي

• تغيرات في هيكل القيادة العليا للقوات المسلحة – بهذا المينشيت تميزت أمس هذه الصحيفة (السوداني) على رصيفاتها، وهي تنتقي بتقدير مهني عالٍ في اعتقادي الأهم من بنك أخبارها ليوم أمس لترفع ما كشف عنه الفريق الركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة إلى أعلى صفحتها الأولى باللون الأحمر، وهذه الأهمية تأتي من أهمية القوات المسلحة صمام أمان البلد وسياجه المنيع وأيقونة الوفاء الوطني المطلق التي يسترخص أبناؤها دماءهم وأرواحهم فداءً للتراب، والفريق كباشي كان يتحدث أول أمس إلى ضباط وضباط صف وجنود الفرقة الخامسة (الهجانة) وما أدراك ما الهجانة – في رئاستها بالأبيض.
• وأفصح كباشي عن إنشاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة كمستحدث في هيكل القوات المسلحة، بجانب تكوين مجلس الدفاع والأمن المشترك بين مجلسي السيادة والوزراء حسب الوثيقة الدستورية، ومن قبل كان قد أعيد تفعيل وظيفة القائد العام التي تمثل رأس هرم الجيش كمؤسسة مهنية قومية.
• في اعتقادي أن استحداث المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيمثل طفرة هيكلية متقدمة تتوج التطور التنظيمي الكبير الذي شهدته القوات المسلحة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية والذي منح القوات الرئيسية البرية والبحرية والقوى الجوية مع الدفاع الجوي المرونة اللازمة باستحداث رئاسات أركان لكل قوة على حدها تحت مسئولية هيئة أركان مشتركة لكل الجيش بما يشمل الهيئات الفنية الأخرى كالاستخبارات والعمليات المشتركة. كذلك فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المستحدث سيمثل المرجعية العليا للجيش في كل شؤونه التخطيطية والإدارية والفنية.
• في تصوري أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي بلا شك سيتكون من رؤساء هيئات الأركان وقادة القوات الرئيسية والهيئات وبرئاسة أعلى هرم الجيش سيشابه المجالس الموازية ببعض الدول في مهامه الأساسية – حسب ما هو مقر لديها ومنشور عنها – وأعتقد أن تكون من بعض مهامه: تحديد الأهداف والمهام الاستراتيجية بما يتسق مع استراتيجية الدولة، وتحقيق أهداف السياسة العسكرية التي تحددها قيادة الدولة.. إعداد مشروعات القوانين والقواعد المنظمة لعمل القوات المسلحة وخدمة منسوبيها.. تحديد المهددات والتحديات العسكرية الدولة.. إقرار سياسات التطوير والتدريب والاستعداد القتالي.. دراسة حالة إعلان الحرب بالتنسيق مع مجلس الدفاع والأمن الوطني وقيادة الدولة.. إعداد الدولة للدفاع والإسهام في التعبئة العامة في حالة المهددات والمخاطر.. بجانب إعداد تقدير الموقف الأمني والعسكري بصورة دورية.
• مصطلح العقيدة العسكرية عند غير أهل التخصص وخاصة الناشطين السياسيين والمندفعين بالمواقف الموجهه عادة ما يحدث عندهم بعض التشويش – فالعقدي في المستوى العام مرتبط بالديني أو الأيدولوجي، ولكن إذا بحثنا في العلوم العسكرية وفضاءاتها العالمية نجد أن تعريف العقيدة العسكرية يتشابه في إطاره العام في غالب الجيوش أو الأحلاف العسكرية، فيعرفها الناتو بأنها مجمل المبادئ التي تتخذها القوات العسكرية لتنفيذ مهامها وتظل ملزمة ولو اختلفت المواقف القتالية، وغير بعيد التعريف الروسي من أنها النظام الرسمي المعتمد من الدولة لمجمل الآراء العلمية حول طبيعة الحرب الحديثة واستخدام القوات المسلحة خلالها، وكذلك التعريف الأمريكي الذي يعرفها بمُجمل المفاهيم والمبادئ والسياسات والتكتيكات والتقنيات والتدريبات والأساليب المُستخدمة أو المُتّبعة لضمان كفاءة تنظيم وتدريب وتسليح وإعداد وتوظيف المؤسسة العسكرية لوحداتها التكتيكية والخدمية.
• وغير بعيد عن هذه الأطر أعتقد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيبلور العقيدة العسكرية السودانية غير المنبتة عن تاريخها ومسيرتها الناصعة.. وإلى الملتقى.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.