الطريق الثالث… بكري المدني

المثير في قصة الوزير!! (2)

ذكرت أمس هنا بعض التفاصيل المتعلقة بقضية الوزير السابق عبد الباقي عطا الفضيل المتهم لدى نيابات الثراء الحرام ومكافحة الفساد والذي مثل حسبما علمت لاحقا يوم (الأحد) أمام النيابة مرة أخرى بعد أحاديث عن هروبه.
أكبر مفاجأة حصلت عليها من خلال لقائي بالسيد عبد الباقي أول أمس، ونشرتها تمثلت في أن عدد قطع الأراضي التي اتهم بها أقل بكثير من القطع التي امتلكها في الخرطوم هذا غير ما ذكر لي أيضا امتلاكه لعقار (عمارة) ومصنع للخرسانة.
حرص السيد عبد الباقي عطا الفضيل على إخباري بمساهماته في العمل العام من خلال مواقعه السابقه في الجهاز الدستوري مثل دوره في إنشاء كوبري النيل الأبيض وكوبري عطبرة الجديد ومياه ولاية شمال كردفان وغيرها من المشاريع خاصة في ولاية الخرطوم أيام الوزير شرف الدين بانقا وحرص إلى ذلك على أن يوضح لي دور طليقته الجاري في مقاضاته وتشويه سمعته.
لا شك أن المشروعات المذكورة أعلاه مشروعات مهمة وبما أن السيد عبد الباقي كان في موقع المسؤولية عند تنفيذها عندما كان وزيرا أو وكيلا أو نائبا للمدير العام للأراضي، فإن له سهما في إنجازها ولا شك عندي مطلقا بعد الاستماع إلى عدد من الرسائل المكتوبة والمسجلة من قبل طليقته أن دوافع الأخيرة هذي الانتقام منه ولكن.
ولكن السيد عبد الباقي عطا الفضيل اليوم أمام قضية قانونية واضحة وهي تملكه لعدد من الأراضي والعقارات والمصانع بالخرطوم وبما أن الرجل شغل موقعا عاما وهناك اتهام في مواجهته اليوم فليس أمامه سواء مواجهة العدالة حكمت له أو عليه وطبعا هذا لا يعني إنني لم أسأله خلال لقاء الساعات الطويلة عن مصدر تلك الممتلكات.
السيد عبد الباقي عطا الفضيل قال لي إنه حصل -مثلا – على أراضي جامعة الخرطوم بسوبا مقابل نسبته في العمل مع الهيئة الخيرية للقوات المسلحة والتي اشترت تلك الأراضي إذ كان مستشارا للهيئة غير أن النقطة التي التبست علي هي أنه كان مستشارا في ذات الوقت وذات العمل لجامعة الخرطوم وإن حاول تبرير هذه النقطة برضاء الجامعة عن ذلك!
على ذات النسق مضى السيد عطا الفضيل في تفسير حصوله على عقار البرلمان والذي حصل عليه بمبادلة جروف من أراضي بري كان قد ساعد شاريها وهو أحد أبناء الشيخ مصطفى الامين في تسجيلها بالأراضي لمصلحة المشتري إضافة إلى تحصيله نسبة من المال في العمل بمشروع السهل الذهبي الذي استقدم للشراكة فيه الأمير محمد الفيصل يرحمه الله وقد اشترى بنسبته تلك مصنع للخرسانة أو كما قال !
جهد ما حاول السيد عبد الباقي عطا الفضيل شرح قضيته لي والتي يواجه فيها اتهامات بالثراء الحرام والفساد إلا أنني لم أرها قضية سهلة على أية حال ولا أعتقد أنها ستكون سهلة كذلك على محاميه الأستاذ ساطع الحاج بكل خبرته القانونية والسياسية.
إن من حق السيد عبد الباقي عطا الفضيل أن يقول كلمته للإعلام بما أن قضيته أصبحت قضية رأي عام وقد سبق فيها النشر ومن حقه الحصول على محاكمة عادلة أمام القضاء، ومن حق الأستاذ ساطع الحاج الدفاع عن أي متهم يلجأ إليه وهي إلى ذلك قضية مهمة لأنها ارتبطت بنظام سياسي يتهم بعض رموزه بذات التهم التي تواجه السيد عبد الباقي عطا الفضيل اليوم.
لن تكون قضية سهلة أبدا، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها السيد عبد الباقي عطا الفضيل تهما مماثلة، فلقد سبق لدفعته في جامعة الخرطوم السيد صلاح قوش اعتقاله – إبان النظام السابق – ولن تكون قضية سهلة لأن شريكا سابقا له قضى نحْبه في المعتقل متهما بالفساد أيضا وبرواية رسمية قالت إنه انتحر!
لن تكون قضية سهلة على كثرة ما ردد أمامي الرجل أسماء السادة علي كرتي وعبد الرحيم محمد حسين وأشقاء الرئيس السابق (عبد الله والعباس) ولما لهم من صلة بعمله وعمل الهيئة الخيرية للقوات المسلحة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.