استفهامات …أحمد المصطفى إبراهيم

م. أحمد حماد مثالاً

(تبكيك الكنارات والترع والبسطاء يا أحمد)
لا أعرف كثيراً من الذين شملهم الإحلال والإبدال في مناصب الدولة المختلفة في حكومة د.حمدوك ووزاراتها، ولن أتطرق للاثنين اللذين لم يرضَ عدو ولا صليح تعيينهم في هذه الأيام فقد كفتني الأسافير التي عجت بهما.
غير أني أضع يديَّ على رأسي يوم أتذكر ما كان يقال، أن الحكومة القادمة الخالفة لنظام الإنقاذ البائد الذي كان في سنواته الأخيرة في يد نفعيين (يمكن تغييرها إلى فاسدين ولن يعترض أحد) يتقدمهم خائف على نفسه وإخوته. بشرونا بأن الحكومة القادمة لا تعرف إلا الكفاءات معياراً ومن عناصر الكفاءة المؤهل والخبرة والصدق والإخلاص والإبداع.
بالأمس حملت الأنباء إعفاء المهندس أحمد حماد من وكالة وزارة الري وللذين لا يعرفون م.أحمد حماد، فالرجل منذ تخرجه من هندسة جامعة الخرطوم في أواخر سبعينيات القرن الماضي يعمل في وزارة الري (وبذا يكون اجتاز بندي المؤهل والخبرة). أحمد تعرفه كل ترع مشروع الجزيرة والمناقل ويعرفها واحدة واحدة (مبالغة مش) وري السودان بالعموم قطعاً هذه خبرة تراكمت بعشرات السنين، وأحمد لم يعرف له انتماء سياسي، وهو مهني صِرف لا يحدثك إلا عن هندسة الري متى التقيته. آخر لقاء بيننا قبل عدة شهور كان فرحاً جداً عندما صدّق لهم رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس العسكري الانتقالي مبلغ تسعة ملايين دولار لشراء طلمبات تسقي آلاف الأفدنة، ظلوا يطالبون بها النظام البائد عدة سنوات ولا يستجيب. كان أحمد فرحاً ويقارن بين عهدين وسهولة الإجراء في العهد الجديد. (وما دريّ ما يخبئه القدر للثورة).
لم أسمع يوماً لا من بعيد ولا من قريب من شكك في نظافة يد م.أحمد حماد أو اتهمه في ذمته المالية، ويكفي الذين يعرفونه بساطته وتواضعه في كل شيء وحدة آرائه فيما يراه خطأ. هذا وما يمكن أن يقال كثير في حقه. ماذا لو أُجري استفتاء لكل من له علاقة بالري يكون محوره أحمد حماد.
م.أحمد لا أظن أن إعفاءه من وكالة وزارة الري يؤثر عليه كثيراً لأنه على أعتاب المعاش ولكن إبداله (ويشهد الله لا أعرف البديل) بأي شخص في هذا المنصب يفضح (ق ح ت) فضيحة كبيرة ويُكذب أنها تبحث عن الكفاءات ويُكذب أنها ليست محاصصة ولا قبيلية وليس لها معيار غير الكفاءة.
في رأيي (ق ح ت) تحتاج لمناصحة وها نحن نفعل ولكنها في حاجة ماسة للنقد الذاتي (هذا إذا أحسنّا الظن بتماسكها وأنها جسم واحد)، لتجلس وتُراجع نفسها في ما قامت به منذ توليها الحكم ودفعها ب د.حمدوك رئيساً وتبحث في وردود الأفعال . وتتجنب شر مقارنتها بالإنقاذ (الإنقاذ ما كانت بتعمل كدة) هذا منطق ضعيف لا يرقى إلى مستوى دماء الشهداء التي قُدمت مهراً لهذه الثورة.
م .أحمد تقبل الله منك وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.