الطريق الثالث – بكري المدني

أين الخطأ؟ !

حملت صحيفة (المجهر)، ونقلت عنها الأسافير أمس خبرا مثيرا مفاده أن نيابة مكافحة الفساد ونيابة الثراء لم تتحصل على أملاك للقياديين بالنظام السابق الدكتور عوض الجاز، ومولانا أحمد هارون، سواء على دراجة بخارية (موتر ماركة سوزوكي) باسم الثاني و(تراكتور) باسم الأول ولم يورد الخبر ماركة (التراكتور)!
صدقوني – على قول الصديق الأستاذ عثمان ميرغني – أكثر ما أثارني في الخبر سؤالان لا ثالث لهما: ماذا يفعل مولانا هرون بالموتر؟! وماذا يفعل دكتور الجاز بالتراكتور؟!
قبل نشر الخبر أعلاه كانت دعوة سريعة وصريحة قد عممت على وسائل الإعلام لمؤتمر صحفي تعقده وزيرة الشباب والرياضة، للكشف عن التجاوزات التي حصلت عليها من خلال مراجعتها ملف (المدينة الرياضية)، وهي إحدى معجزات (الإنقاذ)، والتي قامت منذ قيامها ولم تكتمل حتى سقوطها !
قبل انطلاق مؤتمر سماحة الوزيرة كان نصف الخبر قد تسرب للناس في بلد لا تعرف الأسرار، وأوفر ما فيها الأخبار، فالتجاوزات في أراضي المدينة الرياضية قد تجاوزت مليون متر مربع، وذهب الزملاء للمؤتمر المعني وكُلٌّ يمني نفسه باسم (رنان) من أسماء قيادات النظام السابق (يتحكّر) فوق عدد من الأمتار المنهوبة.
الوزيرة كشفت أن غالب المليون فدان التي ضاعت على أرض الملاعب قد ذهبت لبناء جامع ووقف لجامعة إفريقيا العالمية، ولم أقرأ على الخبر الذي لم تحتفِ به الصحف أو الأسافير من بعد (دكان لفلان من الناس أو بيت لعلّان منهم) !
ما لا يغيب على فطنة القارئ طبعا أنها ذات الوزيرة التى أعلنت عن انطلاق دوري للنساء في كرة القدم و(المنطلق) أصلاً منذ سنوات طويلة، وكان من مفارقات (الإنقاذ) وليس من قرارات (قحت)!
على ذكر الوزيرة ولاء البوشي، فلقد جاءت أولى ندوات القيادي التاريخي بالحزب الجمهوري الدكتور دالي بعد عودته من أمريكا لتطرح السؤال الفلسفي العميق: (هل الإنسان هو الله؟!)، وهو سؤال لم يجد في الكرسي الأخير من يقوم ليقول لدالي: (أنت إنسان، قوم حل لينا مشاكلنا دي) !!
كانت موفقة جدا مخاطبة السيد وزير الصحة للمنظمات العالمية ودول الوارد في الإقليم بإصابة الأغنام السودانية بحمى الوادي المتصدع، فالموقف أخلاقي في المقام الأول ويتسم مع روح الثورة، ولكني استغربت عدم مخاطبة المستهلك السوداني للحوم بخطورة الأمر و(المجازر) تعمل بطاقتها القصوى، وأسعار اللحوم في انخفاض !
بالمناسبة، سمعت أن عدد الأغنام السودانية التي ماتت بالاشتباه بإصابتها بمرض حمى الوادي المتصدع، يبلغ أربع (غنمايات)، بينما نفق غالب القطيع الذي ردته السعودية وعدده بالآلاف من الجوع والعطش في ميناء سواكن !
بالمناسبة أيضا، علمت من بعض الأصدقاء أن إجراءات احترازية أصبحت تُطبَّق على المسافرين السودانيين في بعض مطارات الدول نسبة لتصريح سابق من وزارة الصحة بظهور مرض الكوليرا في السودان!
هنالك خطأ ما في مكان ما (من) هذا العالم !

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.