اليكم…. الطاهر ساتي

ونلتقي ..!!

شارك الخبر

:: الحمد لله، عُدت – إليكم – معافىً بعد غياب مؤلم.. وما كان يؤلم النفس – طوال أسابيع الغياب – ليس فقط وجع القلب ومبضع الجرّاح ومكامن الجُرح، بل غياب الزاوية عن ساحة تضج بآمال البلاد وآلام شعبها كان أشدً إيلاماً وأنكى جُرحاً.. والحمد لله على كل حال، هكذا أقدار الله وخطى الحياة التي لا يُمكن تجنبها.. وكما نؤمن بالأقدار، فما علينا إلا أن نمشي كل الخُطى بصبر ويقين ..!!
:: لقد تأخرت عن إجراء العملية لأكثر من عام رغم آلام الأعراض، ليس خوفاً ولكن جهلاً بالداء.. نعم، كما تجاهلت الكشف الدوري، تجاهلت التشخيص ومعرفة الداء، وتعاملت مع أعراض الداء بالمسكنات كما يفعل السواد الأعظم من الناس في بلادنا.. وهنا يبقى الدرس الأول في أهمية الكشف الدوري والفحوصات الطبية، حتى إن لم تكن تشعر بالأعراض، إذ يزيد هذا الكشف الدوري من فرص العلاج!!
:: وتحت وطأة الأعراض وأوجاعها، قصدت مستشفى أحمد قاسم مُرهقاً، وبعد الكشف والتشخيص، تم تحديد الحالة والعلاج (ضيق شديد في الصمام الأورطي، وبحاجة إلى تدخل جراحي لاستبدال الصمام).. عملية قلب مفتوح.. فالحالة لم تكن صادمة، ولكن لا أدري، ربما لتأكيدها أو نفيها، غادرت مستشفى أحمد قاسم إلى مستشفى الفيصل، وبعد الكشف والتشخيص، تم التأكيد!!
:: ولأن ثقتي في أطباء بلادي بلاحدود، هيأت نفسي – وأُسرتي – على إجراء العملية بأحد المرفقين، أحمد قاسم أو الفيصل.. أي، رُغم بؤس الإدارة بالوزارة والمشافي، وشُح الأجهزة والمعدات، و رداءة بيئة العمل و الجُنيهات المسماة بالراتب، فالطبيب السوداني (بخير)، وجدير بثقة شعبنا والأجانب.. نعم، كفاءة الطبيب فقط هي التي تُطمئن مرضانا بالداخل وترفع معدل هجرة الأطباء إلى الخارج ..!!
:: ثم أصبح الفيصل خيارنا الأول، وبكل هدوء شرعنا في التحضير للعملية، وكنت حريصاً على عدم إزعاج أهلي وزملائي بحالتي، لحد إخفاء كل مراحل التشخيص والتحضير عن الجميع.. ولكن ذات ليلة، وقبل الموعد بأيام، فاجأني الأخ ضياء الدين بلال بعتاب وتحذير.. عاتبني على إخفاء الأمر ثم حذرني من اتخاذ أي قرار، وكذلك فعل الأخ جمال عبد الله الوالي.. ثم كان قرارهما إجراء العملية بالخارج..!!
:: ومن عدة دول، اخترت المملكة العربية السعودية، ليختار الأخ جمال الوالي المركز الطبي الدولي بجدة، ليتم إجراء العملية على يد النطاس البارع الدكتور مشعل غندور.. مشعل سعودي من أصل سوداني، تخرج في جامعة الخرطوم، وهاجر إلى أمريكا ثم طاب به المقام في السعودية.. (8 ساعات)، ظل خلالها القلب مفتوحاً، تلاحقه دعوات أسرتي وأهلي وأصدقائي وزملائي وقرائي الكرام، فاستجاب الله، ليكون النجاح ..!!
:: الشكر لله، ثم لمن دثروني بمحبتهم.. فالعزيز الوالي لم يكتفِ بتحويل مسار العملية إلى المملكة، بل تقاسم مع أفراد أسرتي كل متاعب المرافقة وترقب الشفاء، ومنذ دخولي إلى غرفة التخدير وحتى غادرت المستشفى ثم المملكة معافياً بفضل الله، لم يفارقني يوماً.. وكذلك أخي ضياء الدين. أفتخر به في مقامات الحديث عن الأوفياء والنُبلاء، وصدقاً رب أخٍ لك لم تلده أمك.. وكذلك أخي عطاف مختار، لم يهدأ هذا الحبيب إلا حين تعانقنا في صالة الاستقبال بمطار الخرطوم.. ولأخي الحبيب حاتم عبد الغفار، صاحب القلب الكبير، كل الحب والتقدير ..!!
:: فالشكر لله، ولكل أسرتي بالصحيفة.. وفي القلب من زملوني بكريم خصالهم، وتكبدوا مشاق الرحلة – من الخرطوم إلى جدة – ليكونوا بجواري في (ساعات الشدَّة).. لك الشكر والمحبة أخي الحبيب الدكتور مزمل أبو القاسم، ولك الود والتقدير أخي الحبيب هيثم كابو.. لقد أدمعت عيناي حين استيقظت من التخدير ووجدت مزمل وهيثم بجواري في غرفة العناية، وكانا قد تقاسما مع أفراد أسرتي وبعض أهلي قلق الانتظار أمام غرفة العملية.. أصدقائي – كما العافية – من نِعم الله عليّ، فلهم جميعاً شكري ومحبتي ..!!
:: والشكر لزملائي، وأهلي وعشيرتي بدنقلا والخرطوم، ولمن توافدوا من مدن المملكة إلى المستشفى وتزاحموا ذاك الزحام (المفخرة).. ولمن تواصلوا بالهاتف، وعبروا عن مشاعرهم بالدعوات الطيبات في وسائل التواصل.. وكل الشكر للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، والدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء، والسيد علي بن حسن جعفر سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم، لهم عظيم الشكر على التواصل وتفقد الأحوال رغم مشاغلهم ومسؤولياتهم.. وبإذن الله على الحب والخير والحق نلتقي ..!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.