موازنات اقتصادية هالة حمزة

يا وزير المالية .. (الصراحة راحة)

شارك الخبر

تدهشني تصريحات وزير المالية كثيراً خاصة المفرطة في التفاؤل والمجافية للواقع تماماً منها، تصريحه مثلاً في المطار عقب عودته من واشنطن بعد زيارة استغرقت (17) يوماً لحضور اجتماعات الربيع ومؤتمر أصدقاء السودان، بأن إعفاء الديون الخارجية قبل نهاية العام الحالي وتمويل موازنة 2020 سيتم بدعم دولي من أصدقاء السودان.
رغم أنه ما في شيء بعيد على الله لكن كافة المعطيات تشير لصعوبة تحقيق ذلك على الأقل في الوقت الراهن ونحن لدينا تجارب مريرة مع الوعود الغربية المدهونة بزبدة كما يقول أهلنا شمال الوادي، والوزير يعلم بشكل كامل بحكم عمله السابق بالبنك الدولي بأن هذه المؤسسات المالية الدولية لا تنفق إلا بمباركة أمريكا الذراع الرئيس المحرك لها والتي بدلاً من أن تدعم التطورات السياسية التي حدثت في السودان سارعت بإشهار أسلحتها الصدئة في وجهه بتجديد قرار فرض حالة الطوارئ عليه حتى قبل أن تطأ قدما البدوي أرض مطار الخرطوم الذي بشر من داخله بالوعود الخارجية بالدعم هذا أولاً وثانياً لأن هذه المؤسسات عليها التزامات مالية مستحقة على السودان وديون سيادية تصل لـ (15 ــ 16) مليار دولار يستحيل القفز عليها والدخول في التزامات مالية جديدة كما قال د. البدوي ما لم تلمس جدية من الحكومة السودانية في سدادها ولو حتى عبرالجدولة كأضعف الإيمان ، وقد أكدت المديرة القطرية للسودان في البنك الدولي كاري ترك ذلك في قلب الخرطوم وبجفاء إنجليزي تحسد عليه في ورقتها بمؤتمر تشاتام هاوس مؤخرا وأعتقد أنها تحدثت من منطلق العقلية التي يفكر ويعمل بها البنك بلا مواربة … و(الكلام انتهى )
أعتقد أن الشعب السوداني واعٍ وعقلاني جداً ويتعايش مع الأزمات التي مر ويمر بها اقتصاد بلاده ويفهم أن التغيير لوضع معيشي واقتصادي أفضل لن يتم بين عشية وضحاها ولذلك أرى من الضروري أن تتعامل معه الحكومة الجديدة بما فيها وزارة المالية من هذا المنطلق والتوقف عن دغدغة مشاعره بأحلام الدعم المنتظر صعب المنال ومصارحته بالحقائق مجردة.
موازنة أخيرة:
إن سلُمنا جدلاً وأوفى أصدقاء السودان بالتزاماتهم التمويلية كيف يتسنى لوزير المالية إدراج ما توافق عليه معهم حول تمويل الموازنة عبر (20) مشروعاً لم يعلن عنها وكل المتبقي على إجازة الموازنة المقبلة أقل من شهر ..؟
والله المستعان

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.