الخرطوم: ابتهاج متوكل
شدد وزير الزراعة عيسى شريف على ضرورة تكامل جهود القطاعين العام والخاص،لاجراء الاصلاح الحقيقي في القطاع الزراعي والقيام بدوره في دعم الاقتصاد وتوفير الغذاء محليا والدول الاخرى، واعلن عن وضع خطة عمل واستراتيجي لمكافحة الافلاتوكسن، والوصول لمنتج محلي خالٍ من الافلاتوكسن، ولا يشكل اي خطر على صحة المواطن السوداني، وذو قيمة اقتصادية عالية وينافس في السوق العالمية، وقال امس في ورشة الحد من الافلاتوكسن في السودان بالسلام روتانا، إن هذه المبادرة مهمة لان الافلاتوكسن مشكلة خطرة تهدد محصول الفول السوداني الذي يعد من المنتجات الزراعية النقدية المهمة، حيث تنشر زراعته في مساحات واسعة بالسودان، مؤكدا بان اجتماع اصحاب المصلحة كافة في هذه الورشة، جاء لمناقشة المشكلة كل حسب اختصاصاته، وذلك بهدف ايجاد حلول متكاملة للحد من الافلاتوكسن، مشيرا الى ان منتج الافلاسيف اثبت نسبة نجاح ممتازة باكثر من 80% ، في محاربة المشكلة قبل الحصاد في العديد من الدول الافريقية.
وحذر ممثل منظمة الفاو بالسودان بابقانا أحمدو، من مغبة انتشار فطريات الافلاتوكسن في المحاصيل الزراعية بالسودان، واعتبرها أحد المهددات التي تهدد حياة الإنسان والحيوان، ومن اكبر التحديات التي تواجه القطاع الزراعي بالسودان فيما يختص بسلامة الأغذية، وقال إن الافلاتوكسن أحد أهم التحديات لتأثيراته الضارة بالمحاصيل الزراعية، لاسيما الفول السوداني والقطن والسمسم والذرة الشامية والفواكهة الجافة، واقر بصعوبة مكافحة فطر الافلاتوكسن الذي يجعل من كميات هائلة من الغذاء غير صالحة، منوها الى أن الظروف المناخية بالسودان ملائمة لنمو الطفيل الضار، لانه ينمو في مناخ رطب وحار، وأعلن عن دراسات وبحوث أجرتها منظمة الفاو، أثبتت بأن الافلاتكوسن يحتوي على ماده ضارة ومسببه للسرطان والأمراض المزمنة، مشددا على الحاجة للتنسيق والآليات المشتركة بين اصحاب المصلحة والجهات المختصة، لزيادة الوعي بخطورة الافلاتوكسن على المحاصيل الزراعية، داعيا لوضع استراتيجية كاملة للحد، ثم مطوري البذور لاجراء بحوث ودراسات لانتاج بذور محسنة تقاوم الفطريات، مع الاهتمام برفع القدرات للمزارعين والاتحادات الزراعية للحد من خطورة الافلاتوكسن والفطريات الضارة، مع بناء قاعدة للبيانات للمكافحة تشمل الحيوانات والنباتات، ثم فرض عقوبات على غير الملتزمين ببرامج المكافحة.
وقال مدير عام شركة ساميل احمد مبارك، ان مشكلة الافلاتوكسن ظلت تؤرق كل المهتمين بالصحة والاقتصاد والتنمية، حيث عانت منتجات سودانية من سميات الافلاتوكسن ،بما كان له الأثر السلبي على كثير من المنتجات الزراعية مثل الفول السوداني الذرة السمسم بذرة القطن وغيرها من المنتجات الزراعية، مبينا بان الافلاتوكسن يؤدي لتلف المحاصيل وزيادة نسبة الفاقد الاقتصادي لهذه المنتجات، وأضاف: بذلت جهود عبر دراسات للحد من تأثيرها، ولكن استخدامها كان محدوداً لعدم توفر التنوير الكافي والوعي بخطورته، ومايزال هناك الكثير من العمل يجب القيام من قبل كل الجهات للقضاء على الافلاتوكسن نهائيا بالسودان، منوها الى ان احد هذه الحلول هو منتج “الافلاسيف”، واضاف: الورشة تستعرض المشكلة في القطاعات المختلفة، ومناقشة الحلول المتاحة، مع تقديم عرض مفصل عن منتج الافلاسيف، لإيجاد افضل الطرق للاستفادة من المنتج بشكل سليم، داعيا المشاركين لوضع تصور متكامل لتطبيق المنتج بالسودان، وخارطة طريق لجميع مراحل الزراعة حتى الحصاد والتخزين قصير وطويل المدى، اضافة لتكوين مركز يتبنى مكافحة السموم الفطرية، حتى يتم الحصول على النتائج الايجابية، ومنتجات سودانية خالية من الافلاتوكسن.
وكشف الملحق الاقتصادي بالسفارة الفرنسية، رافائيل سانتوس، عن مبادرة من الحكومة الفرنسية بقيمة 3 ملايين دولار لمكافحة الافلاتوكسن بالتعاون مع مجموعة شركات مجموعة صالح يعقوب وجامعة الخرطوم وهيئة البحوث الزراعية، موضحا بان المبادرة سيبدأ تنفيذها في الربع الثاني من العام المقبل، مؤكدا تعاون فرنسا مع السودان في المجال الزراعي، عبر شراكتين الاولى انتاج الاغذية الصغيرة خفيفة الحجم بجانب مصنع لمعالجة الفول السوداني.
