الجديد شنو؟ عبد القادر باكاش

استفهامات على نعش اللنش (هوشيري)

شارك الخبر

  فضحت حادثة غرق اللنش (هوشيري) بميناء بشائر (2) إجراءات السلامة  المتبعة في الموانئ السودانية  فقد غرق  يوم الإثنين الموافق (18/11/2019م ) لنش (هوشيري) التابع لهيئة الموانئ البحرية – والذي يعمل في منطقة بشائر أثناء أداء الخدمة في انتظار طاقم محلي صعد إلى  ناقلة تحمل مواد بترولية بعد فراغها من التعبئة بميناء بشائر(2).  حادثة الغرق أودت بحياة اثنين من البحارة السودانيين ونجاة اثنين آخرين، وتمت في فترة زمنية قليلة كما أظهرت مقاطع فيديو قام بتصويرها بحارة في لنش مجاور، لكن المحزن والمؤسف لم تكن إجراءات السلامة كافية بالميناء الأوحد والأحدث من نوعه في الموانئ الغربية لحوض البحر الأحمر فلم تكن معدات الغطس جاهزة، فقد تهاوي اللنش أمام الجميع ووقف عشرات الغطاسين يتفرجون كالآخرين  بحجج واهية منها انتهاء الترخيص السنوي لغرفة الغطس وتجاوز أعماق البحر في منطقة الغرق لقدرات الغطاسين السودانيين كما أن  القاطرة (السلام) كانت تقف على بعد (20) متراً فقط من موقع الغرق تسند ناقلة النفط علاوةً على أن اللنش (أدار أويب) هو الآخر كان بالقرب من موقع الغرق ..الجميع وقفوا عاجزين وبعد خمسة أيام وبتوجيهات من وزير النقل والبنى التحتية تمت الاستعانة بقوات  وغطاسين من خفر السواحل السعودية لانتشال الجثامين.  كتبت هذه المادة عصر الخميس 28 نوفمبر أي بعد مضي عشرة أيام لغرق اللنش فلا يزال اللنش الغارق  قابعاً في قاع البحر ولا تزال جثامين الشهيدين  بداخله، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادثة،  ولم يعلن أحد من المسؤولين أسباب تأخر تجديد معدات الغطس  في موانئنا البحرية، ولم نسمع  أية محاسبة على أي مستوى من مستويات الإدارة. لا أدري إلى متى سيظل الحال على ما هو عليه  ؟؟ هل ننتظر إجابة من هيئة الموانئ البحرية أو من وزارة الطاقة ؟؟  أو من الشركة المشغلة لمنصات شحن خام البترول في مينائي بشائر (1) و(2) ؟؟ أم من مصلحة الرقابة البحرية ؟؟ أم من اتحاد البحارة بالولاية ؟؟ مَن المناط بحفظ  أرواح وممتلكات السودانيين ؟؟ لماذا غرق اللنش (هوشيري) ؟ وما الخطة لتفادي تكرار حوادث الغرق ؟  
الأسئلة تتقافز أمامي لكن يبدو أن الإجابات ستتوارى خجلاً  نتيجة لحالة الهشاشة الإدارية التي تعانيها الموانئ البحرية ولضبابية العلاقة بين  موانئ البترول وهيئة الموانئ البحرية، فمتى تسند  سلطة إدارة وتشغيل موانئ البترول للهيئة المتخصصة في إدارة وتشغيل كل موانئ البحر الأحمر ومتى يخرج السماسرة والوسطاء والشركات المشبوهة من عمليات الإشراف والإدارة والتشغيل في موانئ البترول؟  من صاحب القرار لإعادة الأمور إلى نصابها ؟؟ من يعيد مئات الملايين من الدولارات التي تدفع وتبدد لشركات وهمية تعمل في صادر البترول السوداني؟ أين آلاف السودانيين العاملين في قطاع البترول منذ عشرات السنين وتم تدريبهم على كافة عمليات التشغيل هل جميعهم عاجزون عن خدمة بلدهم ؟؟  
السادة رئيس وأعضاء مجلس السيادة، السادة رئيس وأعضاء مجلس وزراء ثورة ديسمبر راجعوا ملف موانئ البترول ووازنوا بين حقوق وواجبات كل من الشركات العاملة في مجالات تشغيل وإدارة وخدمة صادر البترول ومؤهلاتها وإمكاناتها المادية والبشرية  وتبعية معدات  وأدوات التشغيل  وراجعوا ملفات وتعاقدات الخبراء الأجانب وطبيعة عمل كل منهم  ثم أعيدوا النظر كرتين في آلاف السودانيين المنتشرين  في مصافي وحقول وموانئ البترول في بقية دول العالم لماذا غادروا السودان وآثروا خدمة بلدان أخرى؟

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.