عثمان مُحمّد يوسف الحاج

الثورة لم تكن ضد القرآن الكريم!!

شارك الخبر

بالأمس طَلَعَ علينا صاحب، صاحب الرسالة الخاتمة محمود محمد طه، الأستاذ عمر القرّاي وجاء بما لم تأتِ به الأوائل.. قال القرّاي الرجل الثاني في وزارة التربية والتعليم وإدارة المناهج بصحيفة “الانتباهة” ليوم الاثنين 25 نوفمبر الماضي، قال “إنّ كثافة سور القرآن في المدارس تكره التلاميذ للقرآن!!”، وأضاف مدير المركز القومي للمناهج استنكاره لوجود (23) سورة من القرآن الكريم لطلاب الصف الأول أساس!! مُنتقداً كثافة الدين في المناهج!! وقال في مؤتمره الصحفي بـ”سونا” أول أمس “إنّ كثافة السور القرآنية في المناهج تُساهم في كراهية التلاميذ للقرآن الكريم.. وأشار إلى أنّه لا يوجد أمر ربانيٌّ بكثرة قراءة القرآن!! وانتقد تكثيف القرآن في رياض الأطفال, وركّز على أنّ المناهج الجديدة ستكون على الحياد دُون تحيُّز للدين الإسلامي لوجود لا دينيين ومسيحيين ووثنيين ومُلحدين بالبلاد!! وإن تركيزها سيكون نحو شعارات الثورة “حرية.. سلام وعدالة”!!
بالله عليكم أين هي العدالة في كلام القرّاي هذا؟! يساوي بين دين تفوق إحصائيته عن أكثر من تسعة وتسعين في المائة من المُسلمين مع أديان عدد أتباعها أقل من واحد في المائة من سكان السودان!! ونسأل القرّاي مَن قال إنّ (23) من السور القصار من سورة الضحى وحتى الناس تكره التلاميذ في القرآن الكريم؟! كل هذه السور لا تزيد عن صفحة واحدة من المصحف!! القرّاي يُريد أن يقول إنه أكثر عطفاً وحِنيّةً على التلاميذ والأطفال من الله ورسوله!! بل ويفترى عليهم بأنّهم لم يطالبوا بقراءة وحفظ القرآن الكريم.. يقول تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر ويقول تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) ويقول (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ..) ويقول (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا).. قال رسولنا الكريم “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها.. وقال من يقرأ القرآن وهو به ماهر مع السفرة الكرام البررة ومن يقرأه وهو عليه شاق فله أجران وقال حفظ القرآن خير من متاع الدنيا وقال هو الفصل وليس بالهزل ومن تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ومن حكم به عدل.
العلامة عبد الله الطيب.. وقد كان صانع المناهج الأول في بخت الرضا يقول “يجب تحفيظ القرآن للتلاميذ في وقت مبكر جداً في عمر أقل من الخامسة أو الرابعة، لأنّ العلم في الصغر كالنقش في الحجر.. وقال حتى إن مجلس الكنائس يدعو المسيحيين لتحفيظ أطفالهم الإنجيل قبل المدارس وذلك لأهميته وتقليداً لمنهج المسلمين في الحفظ!! ثم إننا والقرّاي نعلم أنّ غالب الحُفّاظ في السودان قد ختموا حفظ القرآن الكريم كاملاً عن ظهر قلب وهم في أعمار قبل السن القانونية لدخول المدارس الأولية.. فهذه يا قرّاي دعوة عاطفية أُريد بها باطل صريح.. وهي دعوة لتسفيه القرآن الكريم ودين الله ورسالة نبينا الكريم.. وليس لها مغزى غير البعد عن القرآن الكريم الذي يدعو للطمأنينة ونظافة القلوب وشفاء الصدور وطيب النفوس.. للأسف القرّاي يدعو لهجره والابتعاد عنه وتسفيهه وصدق قوله تعالى (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ).
ويلتف القرّاي ويظهر ما لا يبطن مُخادعاً الناس ومُضلِّلاً وكأنه يحرص على سلامة تلاميذ المسلمين!! ولكن الله يكشف سرهم حين يقول (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا (63)) (النساء).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.