د. تيسير عبد الرحيم أحمد

السؤال عن إثارة الفتنة في بلادي؟!

شارك الخبر

نظّمت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة ولاية الخرطوم، حفل تكريم لأُسر الشهداء (شهداء الثورة والتغيير) يوم 25/ 11/ 2019م بقاعة الصداقة، وقد تمّت دعوة ممثل الدعم السريع والناطق الرسمي، وفي أثناء حفل التكريم هتف أحد الحضور “حميدتي معانا ما همّانا” فضّجت القاعة بالهتاف والضجر والثورية ضد الدعم السريع، وانسحب بعدها مُباشرةً مُمثل الدعم السريع ولم يكتمل التكريم والاحتفال كما هو مُخَطّط له.. “يعني الموضوع باظ وجاط وبقى ثورة من جديد” وتحوّل الوضع من جلسة رضاء وتكريم لهؤلاء الأُسر والأمّهات إلى صراخٍ وبكاءٍ وهتافاتٍ تجدّدت بها الجراحات واحتقنت الأجواء والنفوس من جديد بعد هُدوءٍ وسلامٍ في الأشهر الماضية.. الآن الجَميع يَعلم بوجود إجراءات قانونية في هذا الموضوع (فض الاعتصام).. فهناك لجنة تحقيق تعمل على هذا الأمر ولم يتم حتى الآن الفصل والبت في هذه القضية..!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل كانت هذه الفتنة مُخطّطاً لها وهناك أصابع خفية تعمل على تعكير الأجواء، أم حفنة جنيهات ومصالح مادية (احنا كنا فاكرين النوعية دي انتهت واندثرت)، وتخطيط بصورة خاطئة وعدم دبلوماسية تقود كل الأطراف إلى زاوية انزلاق عدم الاتفاق.. من المُستفيد؟
السؤال، من الذي تعمّد وضع الدعم السريع في هذه المُواجهة مع أُسر وأمّهات الشهداء؟ وعندما سُئل الأستاذ عماد الدين، وزارة الثقافة والإعلام لولاية الخرطوم عن مُنظم الحفل صرّح بِوجُود مُنظّمات مُشاركة لهذا الحفل.. ما هي أسماء هذه المُنظّمات ولِصَالِح مَن تعمل ومَن هم العَاملون عليها وما هي الفائدة المَرجوّة مِمّا حدث؟
وأيضاً عندما سُئلت قناة الخرطوم عمّا حَدَثَ عبر المَكتب الصحفي لها فسّرت ذلك وردّت بأنّها تلقّت دَعوة بتغطية الحَدَث من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة ولاية الخرطوم كقناة فضائية.
وأثناء الاحتفال وبعد كل ما حَدَثَ، رفضت الفِرق الغنائية والكوميديّة المُشاركة في الحفل كعقد الجلاد وفرقة الكوميديا “همبريب”، ووقفت أُسر الشهداء بعدها احتجاجاً عَلَى مَا حَدَثَ أمام وزارة الثقافة والإعلام وكَتَبُوا مُذكِّرة طَلبُوا مِن وزير وزارة الثقافة والإعلام تسليم المُذكِّرة لرئيس الوزراء (حمدوك).. ربما ما ذكرته تَنَاوَلته الصُّحف وتَنَاوله عددٌ من الإعلاميين وكبر هذا الحدث عبر الوسائط الإعلامية، ولكن تنقصنا الحِنكة في التفكير.. ما حدث عاد بالسطح إلى المربع الأول بفتح جراحات، ورشّ الملح على جُرُوح لم تندمل ومُحاكمات لم تُغلق ولم يتم البت فيها حتى الآن، جعل الأم تتذكر الابن الشهيد وكأن يوم حفل التكريم ليلة استشهاده وجعل باب الصلح والعفو والنسيان مُغلقاً.
السؤال، والبقية من المُخطّط والمُدبّر والمُستفيد من هذه المواجهة والفتنة ومَن خَطّط ودبّر لهذا الحفل، وهل الغرض كان تكريماً أم فتنة؟ والبقية آتية وسأكشف الستار رويداً.
تابعوني

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.