احمد عنان عمر

التعليم والصحة .. التحدي الكبير!

شارك الخبر

الواقع الحالي كما هو واضح الآن كالشمس في كبد السماء، إننا ونتيجة لسياسة التحرير والتي ابتدعتها الإنقاذ منذ مجيئها قائمة حتى يومنا هذا. فانقسم الشعب السوداني 10% هم الأغنياء و90% هم الفقراء وذابت الطبقة الوسطى تماما. والتحدي الكبير الذي يواجهكم أنتم جميعا في مجلسي السيادي والوزراء هو إلى أي الفريقين تنحازون؟؟
ورغم أني أكاد أجزم ان أكثر من 90% منكم منحدرون من اسر فقيرة ولكن لنتذكر جميعا حديث رسول الله الكريم بعد انتصارهم في احدى الغزوات لأصحابه وهم في طريق العودة بعد النصر:(( إننا مقبلون على الجهاد الأكبر!! وسأله الصحابة وما هو هذا الجهاد يا رسول الله؟؟ فأجابهم صلوات الله عليه وسلامه: إنه جهاد النفس الأمارة بالسوء))، وتاريخنا السياسي سادتي في المجلسين وبكل أسف يؤكد أن الكثيرين، وهم المنحدرون أصلا من اسر فقيرة وانحازوا تماما الى فئة الأغنياء وخانوا الأمانة التي حُملوا بها من قاعدتهم الفقيرة والعريضة وهذه مصيبتنا منذ الاستقلال وحتى اليوم العلينا دا، عليه سادتي الكرام وحتى تنجزوا ما يرضي طبقتكم الفقيرة هذه هو في اعتقادي الشخصي أن تكون ميزانية العام المقبل والذي يليه بل وحتى آخر يوم لكم في الحكم اكثر من 60% الى الصحة أولاً والتعليم.
ثانياً: ولتجمد بنود خصم كثيرة يمكن الإمهال فيها ليكن هذا تعويضا لما فقدته الطبقة الفقيرة ولسنوات طوال وخاصة في عهد الانقاذ الذي عمد بكل أسف ودون حياء للانحياز للأغنياء، يتمثل هذا في الآتي:ــ
أولا: تأهيل كل المستشفيات التعليمية في العاصمة والأقاليم بكل التخصصات العلاجية وبأحدث ما وصلت إليه التقنية الحديثة من غرف عمليات وعناية مكثفة ومعامل وإيجاد كادر بشري مؤهل في كل التخصصات وإغرائهم بما هو مناسب ومخصصاتهم من سكن وترحيل ومرتبات وحوافز تشجيعية حتى ولو دعا الحال لاستجلاب كوادر من الخارج وأظن الصين والهند جاهزين للإشارة.
ثانياً: إعفاء الإمدادات الطبية من أي جمارك او رسوم مهما كانت مسمياتها لتكن الإمدادات الطبية حصرا على المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية وشفخانات الأقاليم لتكن كل الادوية في متناول كل أهلنا البسطاء.
ثالثا: تجمد في هذه الفترة كل المستشفيات الخاصة والمراكز الخاصة وغيرها لضمان وصول الدواء فقط عبر الإمدادات الطبية والمستشفيات والمراكز الصحية الحكومية وليكن الجميع متساوين في العلاج كما كنا منذ زمن الانجليز وحتى وصول ناس الإنقاذ.
وليعلم سادتنا الأطباء وكل شاغلي المؤسسات الصحية ان عليهم دينا كبيرا من:((محمد احمد)) الذي هزل جسمه بل ومات البعض بعدم الاهتمام بصحته وأنتم رسل الإنسانية كما يقولون فلتكن منكم الانسانية والرحمة بالمواطن السوداني، وليكن السعر المناسب لعياداتكم الخاصة للمواطن ليتم ذلك باتفاق بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء بعمل سقف مادي لمقابلة الاختصاصي.
رابعا: أن يعمم التأمين الصحي على جميع المواطنين فقيرهم وغنيهم بالقانون ليتم التكافل في العلاج من الجميع وللجميع. وما عاوزين نسمع ابداً أن الدواء الفلاني ((خارج))، التأمين يا ناس الصيدليات وانتم يصلكم كل الدواء من الإمدادات الطبية من الخارج والمسموح لها فقط. باستيراد الدواء وشراء الدواء من الداخل من كل الجهات المصنعة داخل السودان.
خامساً: تسهيل كل الإجراءات العلاجية بالخارج لكل من تقتضي حالته الصحية للعلاج بالخارج بل يمد بما يحتاجه من عملات حرة بعد موافقة القمسيون الطبي كما كان سابقا من بنك السودان.
سادسا: إنشاء صندوق خيري ليسهم فيه كل الخيرين داخل السودان وخارج السودان من كل المغتربين بل ومن كل الجهات الخيرية للمرافق الصحية جميعها مستشفيات ومراكز صحية وخلافه ولكل البلد. أما المطلوب للتعليم من أساسه وحتى الجامعات فهو:ــ
أولا: الرجوع الى الداخليات التي كانت تؤسس للبعيدين من المدارس لتصرف عليها المحليات وتكون مهمة مجالس الآباء المساعدة من أولياء الطلاب والخيرين من أبناء المنطقة وغيرهم ولكن لا بد من الاهتمام الكبير من وزارة المالية الاتحادية كما كان سابقا.
وكذا لكل المراحل التعليمية ثانوي وجامعات وليكن دور وزارة المالية رئيسيا في الصرف عليها ومن ثم فلتكن مساهمات اولياء أمور الطلاب والجهات الخيرية الأخرى ولا بد من الرجوع لإعاشة الطلاب بل ومساعدتهم في المصاريف التي يحتاجونها ليتفرغ الطالب تماما للدراسة وليكن المفهوم كما كان سابقا أن الطالب وخاصة الجامعي هو ثروة قومية ولكل البلد ولهذا فلا بد من الاهتمام به والصرف عليه حتى تزرع في روحه الوطنية والتضحية في سبيل البلد لا أن تكون اسرته هي فقط المسئولة عنه.
ثانياً: إنشاء صندوق خيري ايضا للتعليم يكون مقره كما صندوق الصحة وزارة المالية الاتحادية لتصب فيه كل مساهمات الخيرين من الداخل أفرادا وكيانات ومن الخارج ايضا كل المساهمات من المنظمات الخيرية والمغتربين وكل الحادبين على المساعدة ودول صديقة وأفراد في أمر التعليم ولا بد اولاً من مراجعة جادة هل نحن فعلا محتاجون لكل الجامعات القائمة؟ وبكل كلياتها وعدد طلابها؟؟.
سادتي الكرام في المجلسين السيادي والوزراء تذكروا أن التاريخ يسجل فلتكن كل أيامكم المتبقية في الحكم هي العمل على إعادة الحق المسلوب من المواطن في الصحة والتعليم طيلة عمر حكومة الإنقاذ الظالمة الى أهله كما كان ولا ولم ولن يتم ذلك إلا اذا قويت العزيمة منكم واتخذتم القرارات الشجاعة والحاسمة دون مجاملة لأي من كان.
ورسولنا الكريم يقول: في حديث له (( إنما الأعمال بالنيات))، فهل بيتم النية لمساعدة الفقراء والمساكين؟؟.
وأحسب حقيقة انه لا ولم ولن تتم مساعدة الفقراء والمساكين في ظل هذا الصرف البذخي على الولايات وحكوماتها ومجالسها التشريعية والتنفيذية!!، فليكن القرار الشجاع بإعادة المحافظات القديمة كما كانت وبحدودها الجغرافية المعروفة وهي ست محافظات فقط بعد فصل الجنوب ليكن على رأس كل محافظة محافظ يتبع لوزير الحكم المحلي ولا داعي لفرية تقصير الظل الإداري كما فعلت الإنقاذ لمجاملة ((قاعدتهم((، وفي كل السودان!!، وليكن لنا مجلس وزراء واحد في السودان كما كان سابقا للجميع فقيرنا وغنينا.
اسأل الله أن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية ويعينكم ويسدد خطاكم ويحفظ السودان وأهله من كل معتد وظالم.
وجزى الله الجميع كل خير وبركة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.