أجندة عبدالحميد عوض

(خط فوق الأحمر)

شارك الخبر

بيني وبين الزميل محمد عثمان إبراهيم “مو”، الكاتب بهذه الصحيفة، مساجلات في مجموعات التراسل الفوري “واتساب” حيث للزميل، عين ناقدة للعمل الصحفي في البلاد، ترصُد أخطاءه وكسل محرريه، ومجافاته للمهنية، مُذكراً بأرقام التوزيع المخجلة التي سجلتها الصحافة في السنوات الماضية.
* كنت أقف في منصة الدفاع، محملاًً الكثير من المآخذ على صحافتنا، لغياب الحرية التي أبدع النظام البائد في حرمانها على الصحافة وتضييقه عليها بكافة الأساليب والطرق، وكنت أرى أن تَمتُع الصحافة بحريتها وحده الذي يتيح الحكم عليها .
*سقط النظام، وعاد للصحافة بعضٌ من الألق المفقود والاجتهاد المطلوب، والاستثمار في المناخات التي خلقتها ثورة ديسمبر المجيدة، وكانت النتيجة حسب ما نشرته صحيفة اليوم التالي قبل فترة، ارتفاع بنسبة 25 في المئة في نسب توزيع الصحف، لكن وللأسف الشديد، نجد أن بعض الصحف تعمل مع سبق الإصرار والترصد على هزيمة خطوات التطور المرتجأة من خلال استغلال بيئة الحرية ومساحاتها أسوأ استغلال، بنشرها مواد تدعو للأسى وتعطي مؤشراً خطيراً ومقلقاً لما يمكن أن تؤول إليه بعض الصحف، خاصة إذا ما استفادت من السقطات في المهنية، في مجال التوزيع .
*قبل يومين، نشرت إحدى الصحف حواراً مع أحد النكرات، يزعم فيه أنه كان المعالج الروحي للعباس البشير، شقيق الرئيس عمر البشير، مدعياً انتماءه لطريقة صوفية، فكان خلال الحوار الأبعد عن قيم التصوف الذي يُقدس قيم النخوة والشهامة، وليت ذلك الدعي، التزم جانب الحديث عن العباس في إطار ما هو عام دون الخوض فيما هو شخصي، والأنكأ والأمر أنه أباح بأسرار ما يقول إنه مرض أصاب العباس، ولم يوقفه الصحفي عن ذلك وطمع في المزيد من خلال طرحه لمزيد من الأسئلة، وثالثة الأثافي أن إدارة الصحيفة مررت الحوار، دون أن تتذكر أنه حسب القانون وحسب المهنية في مجالي الطب والصحافة وحسب العرف، لا يجوز الكشف عن أسرار مريض، إلا بموفقته شخصياً، فهل حصل الصحفي أو الصحيفة على موافقة العباس البشير لنشر ذلك؟ أستبعد ذلك .
*الكارثة الأخرى، يتحملها موقع الكتروني ناشئ، وصحيفة ورقية، حيث نشرت الصحيفة استناداً على ما جاء في الموقع، خبراً عن إصابة زوجة أحد المعتقلين البارزين بالجنون، وأنها معرضة للانتحار، حسبنا الله ونعم الوكيل، تدخل صريح في الخصوصية دون أي واعز أخلاقي، حتى ولو كان الخبر صحيحاً.
*لا داعي للتذكير بالدور السالب الذي لعبته بعض الصحف في إجهاض تجربة الديمقراطية الثالثة 85-1989، والخشية كل الخشية أن نعيد التجربة في محاولة التحول الديمقراطي الحالية .
أخيراً
لو كنت في مكان أسرة العباس واسرة السيدة، لسارعت بمطالبة الصحيفتين بالتصحيح والاعتذار وإن لم يفعلا، أتوجه للقضاء، وهذا تحريض أعنيه وأتحمل مسئوليته .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.