عثمان محمد يوسف الحاج

الخروج عن الوثيقة خروج على الشرعية !!

شارك الخبر

إلغاء التمكين في الوثيقة لا يعني إلغاء الدين لأن الدين موجود أيضا بالوثيقة ويتصدرها!! تصريحات غالب الوزراء ووكلائها كلها خارجة عن الوثيقة وعن حاكمية الإسلام الموثقة بالوثيقة التي تحكم الفترة الانتقالية والمدونة في البند الثاني الذي يقول: (إلغاء العمل بدستور 2005 الانتقالي مع الإبقاء على كل القوانين التي صدرت بموجبه سارية المفعول حتى نهاية الفترة الانتقالية وهو القانون الجنائي 1991 م وهو قوانين الشريعة الإسلامية!! ولا نريد أن نكرر تصريحات كل الوزراء المخالفة للوثيقة لأنها معلومة ومعروفة ويؤيدها ما يحدث كل يوم من تسفيه للدين وطمث لهوية وثقافة البلاد ولم تشغلنا تهريفات إلغاء الشريعة وتحليل (المريسة) ولا شلاقة تبديل هوية وقيم وخلق أهل السودان بثقافة وتحرر أهل الغرب ولا حتى إلغاؤها للبسملة وتجاوز الافتتاح بالقرآن في الاحتفالات الحكومية!! ولكن الأخطر من أحاديث النشطاء السياسيين هو تصريحات رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك فيما يختص بخرق الوثيقة وسياسة الدولة وأولها التوجيه الذي كلف به وزير العدل بالتوقيع على اتفاقية سيداو التي تتعارض مباشرة مع القانون الذي تسير به البلاد وهو الشريعة الإسلامية, وأبرز مخالفاتها المادة الثانية فى الاتفاقية والتى تنص على انه يجب على الدولة الموقعة إابطال كل الأحكام واللوائح والقوانين والأعراف التى تميز بين الرجل والمرأة خاصة التى تقوم على اساس الدين!! بمعنى ان تصبح كل الأحكام الشرعية الربانية للمرأة باطلة ولا يجوز الاخذ بها بالقانون الدولى!! وأدناها إلغاء الولاية على المرأة وان يحمل الأبناء اسم الام والله يقول (ادعوهم لآبائهم) وإلغاء عدتها لتختلط الانساب!! وكذلك الاخطر من ذلك زيارته الاخيرة لامريكا حيث كشف الامريكى (جونى مور) وهو احد اعضاء اللجنة الامريكية للحريات الدينية الذين اجتمع معهم رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك، ان الحكومة الجديدة اعلنت دستورا لم يعد يشير للإسلام ووصف الحدث بالفجر الجديد للحريات الدينية فى السودان بتغيير قوانين الردة والعقوبات الحدية..ولا شك ان هذا يخالف الوثيقة وخروج واضح عن شرعيتها والتى اعتمدت دوليا واقليميا كدستور للحكومة الانتقالية..!! ..إن الثورة لم تقم من اجل أمريكا أو بامر منها حتى نربط حل مشكلاتنا بها !! وهنا نشير الى تصريح رئيس الوزراء الغريب حين قال في مؤتمره الصحفى بعد عودته (.. تبقى شرط واحد للخروج من قائمة الإرهاب!! الا وهو التسوية بدفع 300مليون دولار لأسر ضحايا المدمرة الامريكية “كول” !! وذلك بعد ان حققنا كل المطلوبات الستة وتبقى السابع فقط..) ..انحنا هل جنينا ام عقولنا نصاح؟؟..هل يصدق عاقل هذا الكلام؟؟ معقولة امريكا تحاصر شعب السودان ربع قرن عشان 300 مليون فقط؟؟!!- جزء بسيط اقل من واحد فى المائة من قروش الكيزان الـ(64 مليار) المودعة فى ماليزيا ممكن تخرجنا من هذا الحصار والإرهاب!!.. هل السيد رئيس الوزراء نفسه يصدق ان امريكا سترفعنا مباشرة من قائمة الإرهاب مجرد دفع مبلغ 300مليون دولار ؟؟!! ..امريكا لم ترفع الحصار عن النظام السابق وقد فصل لها البلاد والجنوب ببتروله وخيراته ومسيحيته كاملا!! ما تطلبه امريكا لم تستطع تحقيقه هي بكل قوتها واستكبارها وجبروتها في حربها وحصارها لحكومة الإنقاذ عسكريا واقتصاديا!! وكذلك لم تستطع تحقيقه الحركة الشعبية لتحرير السودان طيلة الحرب التى كان يقودها جون قرنق ويوسف كوة والذان كانا يقولان إنها حرب ضد الإسلام وضد العروبة حتى اكتفوا بالانفصال فى 2011 !! وحتى الامس فى مفاوضات حركة الحلو وعقار بجوبا انهم اشترطوا إلغاء الشريعة الاسلامية او الانفصال!! والغريبة ان حكومة حمدوك واآفقت على الشرط الاول وطرحت فى صحف الاربعاء النقاش حول إلغاء الشريعة رغم انف الوثيقة!! ولذلك فلن تستطيع الانتقالية ولا الحركات المسلحة إبعادها لا الآن ولا فى المستقبل إن شاء. والمفارقة ايضا فى حديث الدكتور حمدوك قوله إنهم قلصوا حجم الجيش فى اليمن وجنوب السعودية الى خمسة آلاف جندى فقط من اكثر من عشرين الف!! ولا ندرى هل شاور رئيس الوزراء الفريق البرهان فى هذا التخفيض؟؟ لا اعتقد لان الرئيس البرهان قال لقناة الجزيرة لن نسحب الجيش من اليمن حتى تحقيق الشرعية فيه!! ولكن من الواضح ان هناك تباين مواقف بين المجلس السيادى العسكرى وحكومة حمدوك المدنية وهى الاخطر على الاخيرة من اي شيئ آخر ! .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.