عبدالحميد عوض…آجندة

كباري الفساد يا وزير

  • لا أدري، لماذا نفوت على أنفسنا فرصة تسجيل إنجازات الفشل الذريع، ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فلله الحمد والمنة لدينا منها الكثير والكثير، لا تحصى ولا تعد، سواء في عهد النظام البائد، أو ما قبله وبعده.
    *مشروعان يقفان الآن كدليل على ما نقول ويستحقان إلحاقهما، عاجلاً أو آجلاً بالموسوعة الدولية، الأول مشروع المدينة الرياضية، الذي وضع حجر أساسه، المخلوع عمر البشير، عام 1994، وها هي 26 عاماً، مرت ولم يكتمل المشروع، بينما رائحة فساده تزكم الأنوف في المدينة، وسنأتي إليها لاحقاً.
    *الثاني، مشروع كبري الدباسين، بولاية الخرطوم، وهو مشروع، على غير الفشل والفساد، مفارقات مضحكة ومبكية في آن واحد، بدأت منذ أول يوم من تاريخ الكبري، واستمرت حتى قبل أيام، وإليكم بعض الحقائق عن هذا الكبري العجيب .
    _وضع حجر الأساس له في العام 2004في عهد والي ولاية الخرطوم، عبد الحليم المتعافي، ومرت عليه حتى الآن 16 عاماً ولم يكتمل بعد، وبحسب خبراء، يحتاج مع التخبط الحاصل فيه، لسنوات أخرى حتى يكتمل بناؤه، وهذه فترة يحق لنا الاحتفاء بها لأنها نادرة في تاريخ المشاريع الهندسية .
    _أول شركة استلمت تنفيذ المشروع، متخصصة في تجارة السكر في تركيا، وخاصية الذوبان المشتركة، بين الاسمنت والسكر، وحدها التي تجمعها بالمشروع، مع خاصية رفقة صاحب القرار الذي لا يزال حرا وطليقا.

_ 6 ولاة تعاقبوا على الخرطوم، من المتعافي إلى عابدون، والكبري”وقف ما زاد” ولم يستطع واحد منهم فك شفرة الكبري، رغم استنفار أحدهم لطلاب الخلاوى لتلاوة القرآن الكريم لطرد المردة والشياطين…!!!
_عدد كبير من وزراء البنى التحتية تعاقبوا على الوزارة وكل ما فعلوه، أنهم ظلوا في حالة دفع مالي للشركات، سعيدة الحظ …!!
_ شركات التنفيذ والمقاولة والإشراف التي عملت في المشروع، وصل عددها نحو 10 شركات، وهناك شركات أخرى عملت بالباطن، ربحت ما تربحه من قبل، والنتيجة واحدة.
_بعض كبار المهندسين الذين عملوا في المشروع لم يعملوا من قبل في أي كبري آخر “عرب وحظهم ضرب”
_حينما بدأ المشروع، كان طن الأسمنت بعشرين جنيها فقط، اليوم طن الأسمنت بعشرين ألف جنيه.
_كبري الدباسين قد يكون الكبري الوحيد في العالم الذي تم استيراد الحديد له مرتين، لأن الأول لم يكن مطابقا للموصفات، وحكومة الولاية كانت جاهزة أن تدفع وتدفع دون أن تسأل أو تُسأل.
_الأموال التي دفعتها الولاية حتى الآن على الكبري، يمكن أن تشيد ثلاثة كبارٍ إن لم نقل أربعة.
_العقود تنوعت من حيث العملة، مرة بالجنيه ومرة بالدولار…!!
_حتى الآن لم يتم القبض على أي مسئول بتهمة تبديد أموال الولاية، ولم يجرِ تحقيق في المشروع، ووزير البنى التحتية يتفرج ووالي ولاية الخرطوم يتفرج ورئيس الوزراء يتفرج والنائب العام يتفرج…”عايرة وأدوها سوط”
_هناك مشروع مرافق عبارة عن جسر طائر، يفترض أن يربط الكبري بعدد من الطرق، شارف الجسر على الانتهاء، وسيطير دون أن يجد الكبري، كما طارت المليارات من الخزينة العامة.
ولنا عودة

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.