تحليل سياسى : محمد لطيف

الكهرباء .. أزمة ما قبل الصيف !(1)

شارك الخبر


(أعلن مدير الشركة السودانية لنقل الكهرباء سليم محمد محجوب أن ألمانيا ستقوم بإعادة تأهيل كامل لمركز التحكم الرئيسي الخاص بشبكة كهرباء السودان .. وكشف محجوب في تصريحات صحفية أمس أن نقص الإمداد الكهربائي في السودان يصل إلى (60%)، وأن القطاع السكني يستحوذ على (80%) من الإمدادات المتوفرة، بينما تذهب النسبة الباقية إلى القطاعات الأخرى مثل القطاع الصناعي وقال محجوب إن السودان أجرى كافة التجارب اللازمة لإكمال عملية الربط الكهربائي مع مصر، التي ستوفر للسودان نحو (50) ميغاواط سنوياً، وأن جهوداً كبيرة تبذل من أجل تعزيز الربط الكهربائي مع إثيوبيا .. وتوقع محجوب أن يستفيد قطاع الكهرباء في السودان من الانفتاح الحالي في علاقات السودان الخارجية بعد انقطاع استمر لعقود) ..!
نص التصريح نشرته السوداني الإلكترونية .. ولعله ليس جديداً أن يخرج أي مسؤول متحدثاً عن نقص الإمداد فى أي شيء .. ففي هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد .. يصبح مفهوماً أن يواجه الناس بنقص في الثمرات بأنواعها .. فليحفظ الله الأنفس .. ولكن غير المفهوم .. هذا التخبط الذي يتبدى فى جوانب كثيرة من أعمال الحكومة .. إن جاز التعبير .. ولنأخذ هذا التصريح نفسه نموذجاً .. انظر من يتحدث عن تدني التوليد ..؟ إنه مدير الشركة السودانية لنقل الكهرباء .. فماله والتوليد ..؟ ولوجود هذا المدير نفسه في موقعه .. قصة لا تقل إرباكاً .. فقد عُين ثم فُصل ثم عُين .. دون أن تقدم أي جهة أي تفسير لأي شيء .. تماماً كما أن أحداً لم يفسر بعد .. سبب تعيين ( ا-ع ) مهندس الكهرباء المتخصص في متابعة تنفيذ المشروعات .. مديراً للتوليد الحراري .. وكذلك سبب إعفائه .. هذا مع ملاحظة أن صاحب سلطة الإعفاء والتعيين .. لم يأخذ في حسبانه .. قط .. اقتراب موسم الصيف .. وضرورة الاستقرار الإداري للمساعدة فى إعداد الخطط والخطط البديلة لمواجهة موسم الصيف ..!
وقبل أن نغادر محطة الإرباك الإداري هذه بتجاهل مسألة التخصصات .. نسأل أيضاً عن الحكمة في تعيين محاسب مديراً للشركة القابضة التي تتابع كل شيء في الكهرباء .. من توليدها .. مائياً وحرارياً .. و تشغيلاً ونقلاً وتوزيعاً .. هل مهمة مدير القابضة فقط أن يحسب العائد ..؟ أم ينبغي أن يكون على علم ودراية بما تعرض أمامه من مشاريع وخطط .. أو حتى ببعض جوانبها وهذا أضعف الإيمان..؟!
وبتجاوز كل هذا فلنمضي مع السيد مدير شركة النقل .. وهو يفتي في غير ما تخصصه ..إذ يوضح في ذات التصريح .. مبشراً .. أن الربط مع مصر سيحقق حوالي 50 ميغاواط سنوياً .. وآمل صادقاً أن يكون المحرر مخطئاً .. فأهون عندنا أن يكون محررنا مخطئاً من أن يكون مسؤولاً بهذا الحجم قد قدم لنا هذه المعلومة .. فى معرض حديثه عن حل أزمة الكهرباء .. فإذا كان احتياج السودان الفعلي يساوي 3500 ميغاواط سنوياً .. فماذا تساوي هذي الـ 50 ميغاواط التي يبشرنا بها السيد مدير شركة النقل .. ؟
ولتقريب الصورة .. وإيضاح مدى تواضع هذه الـ 50 ميغاواط .. فاعلم يا هداك الله .. أن تلك البارجة الرابضة في البحر الأحمر .. وتمد مدينة بورتسودان بالكهرباء .. تنتج حوالي 150 ميغاواط .. هذا لا يعني بالطبع أننا نقدم البارجة كنموذج مثالي لمصدر للطاقة في بلادنا .. بل نقول إن هذه مناسبة لنقول فيها .. إن تلك البارجة الرابضة في سواحل البحر الأحمر .. تمد أهل بورتسودان بالطاقة الكهربائية .. تمد أيضاً في الواقع .. لسانها .. بالتوازي .. لكل أهل السودان .. نموذجاً لإهدار المال العام .. فإلى الغد ..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.