تحليل سياسي … محمد لطيف

على لجنة إزالة التمكين ..إزالة هذا اللبس !

(فوجئت السيدة أميرة الفاضل مفوض الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الافريقي بحظرها من السفر عبر مطار الخرطوم متجهة إلى مقر عملها بأديس أبابا وذلك بقرار من لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال ولَم تتمكن من السفر إلا بعد تدخل جهات عليا للحيلولة دون أزمة مع الاتحاد الإفريقي.

وكانت السيدة أميرة قد وصلت الخرطوم مطلع الشهر بدعوة رسمية من حكومة السودان لحضور تدشين إعلان نتائج بحث أعده الاتحاد الإفريقي عن الآثار الاقتصادية والاجتماعية للجوع على المجتمعات الإفريقية بإشراف وتمويل الاتحاد الإفريقي. وكان قد تقرر إعلان نتائج البحث من الخرطوم في احتفال يحضره ممثلو المنظمات الدولية المشاركة فيه مثل اليونسيف بجانب مفوض الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي باعتبارها صاحبة الاختصاص.

وكشف مقربون من أميرة أنها حين وصلت مطار الخرطوم قبل عدة أيّام فوجئت بسحب كافة مظاهر الاستقبال بما فيها السيارة المخصصة لها بصفتها الرسمية ثم أبلغت أن الاحتفال قد ألغي بسبب مشاركتها فيه فطلبت منهم قيام الاحتفال لتفادي الحرج باعتبار أن ضيوفا آخرين كانوا قد بدأوا بالفعل التوافد إلى الخرطوم متعهدة بعدم المشاركة فيه إلا أنها أُبلغت أن قرار الغاء الاحتفال نهائي .

أميرة التي غادرت الخرطوم كانت قد أعلنت قبل أسبوع عدم رغبتها في الترشح لأي منصب في الاتحاد الإفريقي رغم إصرار دول إفريقية على ذلك حتى لا تسبب أي حرج لحمدوك وحكومته.

وقد أبدت السيدة أميرة الفاضل دهشتها واستياءها من الإجراء الذي تعرضت له في مطار الخرطوم متسائلة عن الأسس القانونية والخطوات التي اتبعتها لجنة إزالة التمكين ولماذا لم تُخطر بها مسبقاً)
ما بين القوسين كان أبرز أخبار الأمس .. ولعل هذا الحدث لا ينبغي أن يقرأ من وقائع الأمس فحسب .. بل من قبل ذلك بكثير .. ولَم يعد خافياً أن ملف الفاضل هذا تديره جهة ما من خارج المؤسسات .. وإلا فكيف يفهم المرء أن تتلقى دعوة رسمية من حكومة السودان لحضور محفل رسمي .. بل ودولي .. دعوة رسمية باعتبار أن هذه الدعوة قد أرسلت اليها عبر وزارة الخارجية .. وتسلمتها ثم سلمتها سفارة السودان بأديس أبابا .. ثم ترتب لها الجهات المعنية .. وهي بالضرورة جهات رسمية أيضا .. مراسم استقبال رسمي بمطار الخرطوم .. ثم وبعد هبوطها من الطائرة .. تقرر جهة ما إلغاء كل تلك الترتيبات .. وكأنما كانت تلك .. الجهة تتوقع ظهور شخصية أخرى .. غير هذا البعبع الذي اسمه أميرة الفاضل .. والمحير أن .. كل الجهات ذات الصِّلة تعتذر لأميرة بحجة أن الأمر ليس بيدها ..!

مهلاً فالقصة لم تنتهِ بعد .. فأميرة قد دعيت رسميا إلى الخرطوم للمشاركة في احتفال رسمي تدشينا لنتيجة دراسة أجراها الاتحاد الإفريقي حول آثار الجوع على المجتمعات الإفريقية .. وهي جزء من جهود مكافحة الفقر التي يقودها الاتحاد الإفريقي عبر مفوضية الشؤون الاجتماعية .. التي تجلس على رأسها أميرة الفاضل .. ولن يخفى على أحد أن خطوة اختيار السودان لإعلان نتيجة هذه الدراسة المهمة لم تكن الفاضل بعيدة عنها .. وقد كان الأمر كسباً للسودان ولا شك .. ورغم أن الاحتفال قد دعي له حشد من ممثلي المؤسسات الإفريقية .. والمنظمات الدولية ..ووكالات الأمم المتحدة .. الا أن تلك .. الجهة ما .. والتي أشرنا إليها آنفا ..لم تتورع عن إلغاء الاحتفال برمته ..لا لسبب إلا وجود أميرة الفاضل فيه .. ومرة أخرى تعتذر كل المؤسسات ذات الصِّلة لأميرة بحجة أن الأمر ليس بيدها ..!
والسؤال الذي كان يجب أن تطرحه أميرة الفاضل .. ومعها كل الحادبين على أمر السودان ووضعه وعلاقاته الإفريقية هو .. إذا كانت قد تلقت دعوة رسمية .. لحضور محفل .. قبلت قبل ذلك حكومة السودان على تنظيمه في أراضيها .. وأن هذه الجهات الرسمية كلها تعلم أن هذا المنشط من اختصاص مفوضية الشؤون الاجتماعية .. و تعلم كذلك أن هذه المفوضية على رأسها أميرة الفاضل .. فمن يا ترى تلك .. الجهة ما .. التي تتجاهل كل هذه الحقائق وترتكب هذه التصرفات التي تهز وضع السودان وصورته .. قبل أن تمس أميرة الفاضل .. كان على لجنة إزالة التمكين ..ازالة هذا اللبس أولا .. قبل أن تصدر قرارها الذي لم ينفذ ..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.