من .. المسؤول؟

السؤال لا يعني بأي حال من الأحوال .. من يقف وراء التفجير الذي استهدف صباح الأمس موكب رئيس الوزراء .. وهو يتجه من مقر إقامته بالخرطوم بحري إلى مقر عمله بالخرطوم .. بل يعني السؤال .. من المسئول عن وقوع هذا التفجير..؟ أي .. من الذي أو ما هي الجهة المسئولة أمنياً عن وقوع هذا الحادث .. الذي هز الخرطوم في وقت مبكر من صباح الأمس..؟ قد يدهش البعض هذا السؤال.. ولكنه في ظني سؤال جوهري .. يفرض نفسه وبقوة قبل الخوض في البحث عن من فجر وكيف .. ولماذا..؟ ولعل ما يفرض هذا السؤال ويجعله مقدماً على كل الأسئلة الأخرى ذات الصلة بالحادث .. هو أن هذا الحدث لا يستمد خطورته ولا أهميته من أنه استهدف موكب رئيس الوزراء .. وهو المعلن رسمياً حتى الآن علي الأقل .. بل إن الحدث بكل خطورته وربما الآثار الخطيرة المترتبة عليه .. قد وقع في منطقة عالية الحساسية أمنياً .. نعم هذه أبرز مظاهر خطورة هذا الحادث..
فحادث التفجير قد وقع بالقرب من سجن كوبر الشهير.. الذي ازدادت أهميته وخطورته حالياً بنقل جل إن لم يكن كل قيادات النظام السابق المفتاحية .. بدءاً من رئيس الدولة السابق وكل أركان حربه .. ولعل الرأي العام ظل يتابع منذ نقل هؤلاء المحتجزين إلى هناك .. كل يوم قصة جديدة عن محاولة هروب .. أو محاولة تهريب .. وقد يقول قائل إنها كلها قد ثبتت أنها شائعات أو قصص من نسج الخيال.. وسواء صح ذلك أو لم يصح .. فبالنسبة للسلطات الأمنية المختصة فالشائعة يفترض أنها حقائق حتى يثبت العكس .. ثم أن الحادث قد وقع عند مدخل جسر كوبر أو جسر القوات المسلحة .. وهو يكاد يكون الجسر الأضخم في العاصمة القومية بكل جسورها وأطرافها المترامية .. والأكبر سعة من حيث حجم العابرين.. ولن نضيف جديداً إذا قلنا إنه هو ذات الجسر الذي يعبر به رئيس الوزراء وعدد مقدر من الدستوريين .. وهذا يعني تلقائياً .. أو هكذا يفترض.. أن التعامل مع هذه المنطقة ومع كل ما يحيط بها .. بل ومع كل المداخل والمخارج التي تقود منها أو إليها .. يفترض أن يكون على درجة عالية من الحساسية والانتباه .. وتأسيساً على
ذلك سيكون السؤال الجوهري .. كيف تمكن الفاعلون أياً كان من هم .. من الوصول إلى منطقة عالية الحساسية الأمنية كهذه ..؟ ولعل هذه مناسبة لنسأل عن تلك الملايين من الدولارات التي قيل إنها قد صرفت لاستجلاب كاميرات مراقبة حديثة.. وفى تلك المنطقة تحديدا.. ؟
وأهمية النظر من هذه الزاوية، سيساعد كثيراً في الوصول إلى الفاعل أو الفاعلين.. أو يعطي على الأقل مؤشرات أساسية تحدد مسار البحث والتحقيق والتقصي.. فإن كان التعامل الأمني مع هذه المنطقة بذات مستوى أهمية المنطقة كما أشرنا..
فهذا يعني أن الفاعل الذي تمكن من اختراق كل تلك الترتيبات الأمنية .. المفترضة.. لا شك أنه يتمتع بصفات ومزايا استثنائية .. قد مكنته من تحقيق ذلك الاختراق الأمني الخطير .. أما إن كانت الترتيبات الأمنية في المنطقة عادية .. أو غائبة .. ولم يتم التعامل مع المنطقة بذات الاهتمام الذي يوازي حساسيتها الأمنية فهذا يعني أن الفاعل لم يكن في حاجة لكبير جهد .. لتنفيذ مخططه ذاك .. ولكن هذا سيعيدنا إلي السؤال الأول .. من الذي كان السبب .. أو الجهة التي كانت السبب في حدوث تلك الثغرة الأمنية الخطيرة التي تسلل منها الفاعل أو الفاعلون..؟

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.