مزارعو حلفا الجديدة.. قصة نجاح

حلفا الجديدة: فتح الرحمن شبارقة

بعيداً عن الخرطوم وجدل ساستها العقيم الذي لم ينجب سنبلة أو ينتج (ملوة) قمح أو قنطار قطن أو حتى حبات من فول الصويا، وقفت (السوداني) بمشروع حلفا الزراعي أمس على تجربة متفردة بكل المقاييس الاقتصادية للشركة الزراعية الإفريقية التي أحالت الأرض البكر، إلى حقول خضراء جادت بأعلى إنتاج من القطن هذا العام، الأمر الذي دفع رئيس مجلس الإدارة وجدي ميرغني محجوب لتكريم من يستحقون التكريم فعلا من (تفاتيش) سلمى سروبة وأم رهو وأم قرقور. ومن أحق بالتكريم من المزارعين الذين ظلوا يدقون الصخر، ويرون الأرض بعرق جبينهم الوضيء حتى تخرج الأرض لنا قمحاً و(قطناً) وتمني؟.

تشجيع المزارعين
وجدي ميرغني قال لدى مخاطبته الاحتفالية بالإنتاج الوفير في مقر الشركة بحلفا الجديدة أمس، إنهم حرصوا على تكريم وتشجيع المزارعين للاستمرار في مثل هذا الأداء الذي جاء كنتيجة طبيعية للجهود المبذولة من مؤسسة حلفا والمزارعين الذين عرفوا هناك بصدقهم وإخلاصهم وإيفائهم بتسليم كل إنتاجهم بينما يسلم مزارعون في مناطق أخرى مقدار ما يتلقونه من تمويل، حيث تتدخل الشركات الصينية وشركات أخرى للشراء بالطرق الملتوية.
وأشاد وجدي بتميز مشروع حلفا في كل الحقب مقارنة مع كل المشاريع الأخرى. وأوضح أن مؤسسة حلفا ظلت على الدوام متميزة في العملية الإنتاجية. وأضاف: (وعندما دخلنا نحن في مرحلة الشراكة التعاقدية تفجرت هذه الإمكانيات وحدث التميز في الإنتاج عن باقي السودان). ونوه إلى أن المشروع لديه كل الإمكانات والامتيازات للصناعة التحويلية ليكون مشروعا رائدا ويحقق أعلى إنتاجية يسهم بها في الصادر ويحقق فوائض كبيرة.

تفجير الإمكانيات الإنتاجية
وأكد وجدي أن المشروع لم يأخذ حقه من الاهتمام الإعلامي رغم تميزه في إنتاج القطن والذرة والفول السوداني، وشدد على أن الشراكة الإنتاجية هي السبيل لتفجير الإمكانيات الإنتاجية، وامتدح بشدة المزارعين بالمنطقة لتميزهم بالصدق والأمانة والإيفاء الذي تأصل في إنسان المنطقة. وقال إن الهدف الذي ينشدونه في الشركة الإفريقية هو الزيادة الرأسية للفدان، ولتحقيق ذلك لابد من التعاون المشترك للالتزام بالزراعة المبكرة والعمليات الفلاحية المطلوبة.

متوسط الإنتاج
وفيما أثنى مدير الشركة الزراعية الإفريقية المهندس كمال عبد الله التوم على جهود المزارعين بالمشروع التي كللت بالإنتاج الكبير هذا العام، كشف مدير زارعي حلفا عمر عبدو حسن أن حجم المساحات المزروعة بالمشروع بالشركة التعاقدية هذا العام بلغت (40) ألف فدان، بينما بلغت متوسط حجم الإنتاجية نحو (10) قنطارات للفدان، بينما زاد كثير من المزارعين بالطبع كثيرا عن ذلك.

مستقبل الزراعة التعاقدية
وشهد برنامج زيارة السيد رئيس مجلس إدارة الشركة الزراعية الإفريقية لمشروع حلفا الجديدة زيارة لموقع المقترح لإنشاء محالج خاصة بالشركة في إطار اهتمامها الذكي بالصناعات التحويلية فضلا عن زيارة القرية (2) إسكان، كما شهدت الزيارة نقاشا صريحا من المزارعين حول مستقبل وتحديات الزراعة التعاقدية بالمشروع.

توفير المدخلات
وأعرب عدد من المتحدثين عن تقدير كبير لجهود وجدي ميرغني ودعمه المجزي لهم، وفي غضون ذلك، اكد وجدي حرصه على الوقوف إلى جانب ما يفيد المزارع، وأعلن جاهزيتهم لتوفير المدخلات لكل من يرغب في الشراكة التعاقدية معهم وتقديم أسعار مجزية. وقال إنهم حريصون على مزيد من التطوير الذي يصب في مصلحة الأهل بالمنطقة.
وفي الأثناء، استطلعت (السوداني) عددا من المزارعين بالمشروع، أعربوا عن رضائهم التام بالشراكة التعاقدية مع الشركة الزراعية الإفريقية، وأشاروا إلى انعكاسها الإيجابي على أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية.

تكريم مستحق
وكرمت قيادة الشركة الإفريقية المزارعين والعاملين المتميزين بمبالغ مالية كبيرة، حيث منحت مبلغ 50.000.00 جنيه لكل مزارع متميز بتفاتيش أم رهو وأم قرقور وسلمى سربة، وهم عبد الله جبورة، محمد علي حمد، حسب الرسول الأحيمر، حسن عبد المحمود النور، وحسن علي جادين. ففي أشخاص هؤلاء تم تكريم جميع المزارعين.

كلنا وجدي
تكريم من نوع آخر، فاض نبلا ووفاء فاجأ به شباب ومواطنو القرية (2) إسكان ابن منطقتهم وجدي ميرغني، فقد تم استقباله عند مدخل المدرسة التي تحمل اسم والده الراحل ميرغني محجوب بأغنيات الترحيب النوبية على ايقاعات الدفوف الصاخبة، وتبارى شباب المنطقة وفعالياتها المختلفة في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة زيارته لقريته، تباروا في الثناء على خدماته الجليلة والعطاء الفياض لمجموعة (محجوب أولاد)، وخدمتها للاقتصاد الوطني من بوابة الزراعة والإنتاج منذ ما يزيد عن الخمسة عقود. وقدم شباب وضعوا على التشيرتات التي يلبسونها عبارة (كلنا وجدي ميرغني)، قدموا كلمات وأشعارا وضعت المحتفى به في مكانه اللائق، بينما أعرب وجدي من جانبه عن تقدير فوق المعدل للمحتفين به، وقابل وفاءهم المعهود بوفاء مماثل، وأشار إلى أن التكريم عندما يأتي من الأهل والعشيرة يكون له طعم خاص، ويترك اثرا طيبا في النفس.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.