اتجاه لزيادة مراكز العزل: وباء “كورونا” الموقف الآن

الخرطوم: تسنيم عبد السيد

في أعقاب إعلان وزارة الصحة دخول ” كورونا” للسودان “الجمعة”، تسرّب القلق إلى نفوس السودانيين ولم يكن سببه الوحيد الخشية من الإصابة بالمرض، بقدر ما هو الخوف من عدم الشفاء منه في بلد يعاني قطاعه الصحي من تردٍ كبير ونظامٍ صحيٍ متهالك، وذاك ما أقره وزير الصحة في غير ما مناسبة بأن ” النظام الصحي في السودان منهار بسبب سياسات الحكومة السابقة”، في خضم ذلك كيف يمكن السيطرة على فيروس”كورونا” ومنع انتشاره بهذه الإمكانات، وما خطة الوزارة للتصدي للوباء وكبح جماحه قبل أن يستفحل..

أقرت وزارة الصحة الاتحادية، بأن النظام الصحي في السودان لا يحتمل ظهور حالات كثيرة من المرض، وقال مدير الوبائيات بالوزارة د. بابكر المقبول إن أقصى رقم يمكن إستيعابه للعلاج من ” كورونا” وفقًا للتجهيزات والاستعدادات الحالية هو عشر حالات فقط على قدر عدد أسِرة العناية المكثفة التي تمت تهيأتها في حال ثبتت ” الكورونا”، وقال إن ظهرت (٥٠) حالة مثلًا يصبح الوضع صعبًا.
في سياق آخر نفى المقبول خلال تصريحات إعلامية محدودة “السبت”، نفى انتشار مرض ” كورونا” وسط الحيوانات بالسودان.
يذكر أن مواقع التواصل الإعلامي ضجت بعدد من الأخبار عن وجود حالات اشتباه هنا وهناك، ولكن د. بابكر المقبول قال إن ازدياد حالات الاشتباه أمر طبيعي ولكن يبقى الفصل في النتيجة الأخيرة للفحص.

آخر التطورات:
كشفت وزارة الصحة الاتحادية عن اتجاهها لزيادة مقار إضافية لعزل المشتبه بهم بـ” كورونا” تحوطًا لازدياد حالات الاشتباه.
وأوضح مدير إدارة الطوارئ والأوبئة الصحية بالصحة الاتحادية د. بابكر المقبول، أنه خلال الـ٢٤ ساعة الماضية تم فحص عدد 7 حالات اشتباه وكانت النتيجة سالبة، مؤكداً على استمرار الرقابة على جميع حالات الاشتباه من بينها حالة مستشفى رويال كير العالمية، حتى يتم التأكد من سلامتها، كما أكد على عدم وجود نتيجة إيجابية بالبلاد بعد الحالة الأولى التي تم إعلانها.
وقال إن وزارة الصحة الاتحادية اشتكت من عدم اتباع المواطنين لقرارات السلطات الصحية بالتزام الحجر الصحي للمشتبه إصابتهم بالفيروس، مشدداً على ضرورة رفع الوعي بالنسبة للمواطنين، لافتاً إلى أن الدخول في الحجر الصحي يعد أمراً للمصلحة العليا ومصلحة جميع المواطنين في البلاد، لافتًا إلى أن هناك لجنة فرعية برئاسة الوزراء شددت على ضرورة استيعاب السودانيين العالقين العائدين في دنقلا ومروي والدبة.
وكشف المقبول خلال اجتماع اللجنة العليا للطوارئ أمس “الإثنين” عن عودة الباخرة من أراضي المملكة العربية السعودية للبلاد تطبيقًا لقرار السلطات السعودية والذي نص على إغلاق الحدود مشدداً على عدم وجود شخص مصاب بالباخرة، وأشار إلى أنه تم دعم ولاية البحر الأحمر بفريق صحي اتحادي بعد عودة الباخرة للاشتراك في العمل المحجري، مؤكداً على سلامة جميع ركاب الباخرة السودانيين.
وكشف المقبول بشأن الجنسيات الأخرى على متن الباخرة بأنه تم تسليمهم إلى قنصلياتهم، أما بخصوص طاقم الباخرة لفت إلى أنه بحكم القانون فهم لا يدخلون إلى الدول بل يبقون داخل الباخرة.
و يوجد على متن الباخرة 1095 سودانياً إضافة إلى جنسيات أخرى.

إجراءات احترازية:
وجهت لجنة أطباء السودان المركزية، كل المقيمين بالسودان الذين خالطوا المواطن السوداني الذي أعلنت وزارة الصحة السودانية وفاته بسبب فيروس كورونا المستجد (COVID-19) في الفترة من تاريخ قدومه إلى تاريخ وفاته؛ القيام بالإجراءات الاحترازية المتمثلة في العزل المنزلي ولبس كمامات جراحية إن وجدت وعدم لمس أي من أفراد المنزل.
والاتصال فوراً بوزارة الصحة السودانية أو أقرب وحدة صحية لأخذ المشورة واتباع التوجيهات.
كما وجهت اللجنة في بيان كل المخالطين للحالة التي أعلنتها وزارة الصحة السودانية، والذين غادروا البلاد خلال آخر أسبوعين، بضرورة التواصل مع الجهات الصحية في أماكنهم التي يقيمون بها وإخبارها بالتاريخ المرضي بوضوح.
شكاوى وسخط:
عدد من الشكاوى وردت لـ(السوداني) من عدم استجابة أرقام الطوارئ التي خصصتها وزارة الصحة للتبليغ عن مرض “كورونا”، وقالت د. ريم الزين لـ”السوداني” إنها تشكو من حمى وصداع وصعوبة في التنفس لمدة يومين وقامت بإجراء فحوصات ” ملاريا، تايفويد، إلتهاب دم” وكانت النتيجة أنها لا تعاني من أيٍ منها، فلم تستبعد عدوى ” كورونا” خاصة أنها تعمل في عدة مستشفيات بالخرطوم، وتقول ريم إنها قامت فورًا بعزل نفسها في المنزل، وعندما اتصلت بأرقام وزارة الصحة المخصصة للتبليغ عدة مرات دون فائدة، أخيرًا قيل لها ” بما أنك لم تأتِ من خارج البلاد فهذا يعني أنك غير مصابة”، وتضيف ريم بأنها أخبرتهم بأنها طبيبة وقد تكون انتقلت لها عدوى دون أن تدري، وأخيرًا قيل لها بأن الفحص يكلف ستة آلاف جنيه والوزارة تجريه مجانًا وتتحمل التكاليف لذلك لا يتم الفحص إلا في حالات الضرورة القصوى وأنت لست منهم، وإن كنت تشُكين في الإصابة فأعزلي نفسك لمدة أسبوعين إن لم تتحسن حالتك فاذهبي لمعمل ” ستاك” للفحص.

مراكز العزل:
وزارة الصحة ولاية الخرطوم، اعتبرت أن إجراء الفحص لكل شخص يشكو من أعراض بسيطة أمر مُكلِف وصعب، وقالت نائب مدير عام وزارة الصحة د. يسرى إبراهيم لـ( السوداني) إن هنالك اشتراطات محددة للفحص ليس كل من يشعر بأعراض انفلونزا أو يشك في إصابته بـ” كورونا” يبدأ في البحث عن مراكز الفحص، دون أن يكون قد جاء من خارج السودان أو خالط أفراداً مصابين بالفيروس.
وأكدت يسرى أن الفحص ليس بمبالغ كبيرة كما يروج البعض، وإنما مجانًا لمن يُشتبه في إصابته وهذا يُحدده الطبيب المختص.
من جانبها كشفت د. يسرى عدم تسجيل حالة إصابة مؤكدة بـ” كورونا” بخلاف الشخص الذي توفي وأعلنته وزارة الصحة في مؤتمر صحفي، منبهة إلى وجود عدد من الحالات المشتبهة في مركز العزل بالخرطوم مشيرة إلى أن كل نتائج الفحوصات للأفراد الموجودين في مراكز العزل إلى الآن سلبية أي أنه لم تثبت إصابتهم بالمرض.

تحذيرات:
من جانبها أكدت نقابة الأطباء على أن وزارة الصحة تمضي في الاتجاه الصحيح لمنع انتشار ” كورونا”، وقال نقيب الأطباء د. أحمد الشيخ إنها استنفرت كافة العاملين بالحقل الصحي وتعمل بطاقتها القصوى لدرء الوباء.
وطالب نقيب الأطباء د. أحمد الشيخ في حديثه لـ( السوداني) المواطنين بالوقاية بارتداء الأقنعة الواقية وغسل اليدين بالماء والصابون، مؤكدًا على أن الفيروس حجمه كبير يصل قُطره إلى ٥٠٠ مايكرو، وعليه فأي قناع يمكن أن يقي منه وليس نوعًا محددًا.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.