الأجهزة ومراكز العزل.. (كورونا) بالأرقام

الخرطوم: تسنيم عبد السيد

(ما يعيق إكمال الاستعدادات لمجابهة ( كورونا) بالسودان هو النقص في أجهزة التنفس الصناعي وأسِرة العناية المكثفة) هذا ما يراه مراقبون ومختصون بالشؤون الصحية.

هذه الأجهزة تعتبر الأمل الوحيد للشفاء للمصابين بالفايروس الذي يصيب الجهاز التنفسي ويُعطّل عمله، وإذا لم تتم مساعدة المريض بهذه الأجهزة المهمة قد تصاب الرئتين بـ(التليف) ويموت المريض..!!
السؤال المحوري الذي نسعى للإجابة عليه عبر السطور القادمة هو: ما هي استعدادات وزارة الصحة في حال ازدياد الحالات المؤكدة بهذا الفيروس الفتَّاك، هل تم تجهيز ما يكفي من مراكز العزل والمشافي المُزوَّدة بالأجهزة والعلاجات المطلوبة؟

عندي كورونا!!
(د. وليد) – هكذا اكتفى بكتابة اسمه- يعمل بمستشفى شهير جداً بأم درمان، قال لـ(السوداني): بينما كنتُ مُندمجاً مع متابعة الحالات القادمة الينا بمركز الطوارئ، دخل علينا رجل يحمل في يده (كيس) به قُرابة الـ(50) ليمونة، سألته السؤال التقليدي الذي يسأله أي طبيب لمريضه: بماذا تشعُر؟ فأجابني (عندي كورونا)، وقبل أن يكمل الرجل حديثه فرَّ كل الحاضرين معنا، وكأنَّ انفجاراً هائلاً قد حدث.. دكتور وليد قال أول ما فكرت فيه هو (طمأنة) المريض ومن ثم عمل الفحوصات اللازم للفيروس، مؤكداً وجود جهاز الفحص بذلك المستشفى، وقد أكدت نتيجة الفحص أن المريض يعاني من التهاب عادي.. وزاد بالقول إنَّ الكثيرين قد تملَّكهم الرُعب بعد الأخبار المتداولة عن كورونا في العالم. وهذا مؤشر له بُعدين، الأول ايجابي لجهة انه يجعل الناس يسرعون الى الفحص مهما قلَّت الأعراض. أما الجانب السلبي فيتمثَّل في أن الخوف الزائد نفسه يسبب مشاكل صحية للإنسان.

صورة قاتمة
من ناحيته، رسم اختصاصي العناية المكثفة د. طارق الهادي صورة قاتمة للأوضاع بالمستشفيات بالخرطوم والولايات كاشفًا عن نقص كبير في أجهزة التنفس الصناعي واسِرة العناية المكثفة التي قال إنها لا تتجاوز ٥٠٠ سرير في كل السودان منها نحو ٣٠٠ بالخرطوم، مؤكدًا على أن المرضى يعانون في البحث عن سرير شاغر وتجوب سيارات الإسعاف شوارع العاصمة بالساعات الطويلة ولا تجد فراغًا لمريض يحتاج لعناية مكثفة، وقال الهادي إن مستشفيات الخرطوم حاليًا لا يوجد بها سرير عناية مكثفة خالٍ، ودعا وزارة الصحة لضرورة الانتباه لنقص أجهزة التنفس الصناعي، مؤكداً أن مريض ( كورونا) يحتاج إليها بنسبة ٩٠%، وأشار إلى أن تكلفة جهاز التنفس الصناعي تصل إلى ( ٢) مليون جنيه – مليار بالقديم -، وهنالك أنواع أخرى (صينية) تبلغ تكلفتها (١٥) ألفًا، داعيًا وزارة الصحة لضرورة تجهيز مبنى للعزل بما لا يقل عن ١٠٠ جهاز.

وزارة الصحة تتحدَّث
وزارة الصحة الاتحادية؛ من جهتها، أقرَّت بوجود نقص في أسِرة العناية المكثفة وأجهزة التنفس الصناعي، وقالت مسؤول وحدة التخزين الإستراتيجي بوزارة الصحة م. طبي سوهندة عوض لـ( السوداني) إن التجهيزات لمراكز عزل وعلاج (كورونا) تتم بصورة جيدة بواقع مركزين في الخرطوم وواحد في الولاية الشمالية وقالت إن المطلوب هو مركز متكامل للعزل والعلاج في كل الولايات ولكن هنالك نقصا عاما في أجهزة التنفس الصناعي منبهة إلى أن وزارتها خاطبت الإمدادات الطبية بشأن استيراد الأجهزة المطلوبة لضمان علاج حالات (كورونا) إذا تفشى الوباء بين المواطنين.
لُغة الأرقام

اختصاصي العناية المكثفة د. طارق الهادي، عاد ليكمل حديثه بحصر دقيق لأجهزة العناية المكثفة بالخرطوم، حيث قال إن مستشفى أم درمان بها ١٥جهازاً، أما إبراهيم مالك ففيها ٧ أجهزة، وبمستشفى التميز ٨ أجهزة، أما مستشفى الشرطة فيوجد بها ٢٠ جهازاً، في حين يوجد بالسلاح الطبي ٤٠ جهازا، وبمستشفى رويال كير نجد ١٥ جهازاً، أما مستشفى فضيل فيحوي ١٥ جهازاً، مستشفى الأطباء ٨ أجهزة، امبريال ٨ أجهزة، الفيصل ٦ أجهزة، الزيتونة 5 أجهزة، دار العلاج ٦ أجهزة، مستشفى الساحة ٦ أجهزة، مستشفى الفؤاد ٦ أجهزة، أما البراحة فيوجد بها١٠أجهزة، وأخيراً مستشفى آسيا بها(6).

الوضع الآن
بالنسبة لولاية الخرطوم، التي تتحمل العبء الأكبر للمرافق والمؤسسات الصحية ويقصدها المرضى من شتى بقاع السودان، فقد كشفت نائب مدير عام الوزارة د. يسرى إبراهيم لـ( السوداني) إن عدد أجهزة التنفس الصناعي بالمستشفيات الحكومية يبلغ ( ١٢٧) جهازًا في الخدمة ويعمل بصورة جيدة، إضافة لنحو ( ٥٥) جهازًا بها أعطال قالت إنها بسيطة وبصدد معالجتها لتدخل الخدمة.
وفيما يتعلق بالمؤسسات الصحية الخاصة بولاية الخرطوم، فإن عدد أسِرة العناية المكثفة تُقدر بـ( ٢٥٦) سريرًا، وعدد (١٨٦) جهاز تنفس صناعي. الجدير بالذكر أن المؤسسات الصحية بولاية الخرطوم يبلغ عددها (١٣١) مرفقًا صحيًا، منها عدد ( ٧٨) مرفقا خاصا، وعدد ( ٥٣) مرفقًا حكوميًا.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.