ببساطة د/ عادل عبد العزيز الفكي

لماذا لا تذهب الحكومة قبل أن يأتي الأسوأ؟

شارك الخبر

أتيح اليوم مساحة العمود للأخ الأستاذ حامد عوض حاج حامد، المحامي الضليع والأديب الأريب، ابن الأستاذ المربي عوض حاج حامد، الذي تزينت مناهج اللغة العربية في المدارس السودانية بمؤلفاته.
الأستاذ حامد، كاتب المقال أدناه، من أشد المناصرين لثورة ديسمبر الشبابية، وهو يقدم من خلال المقال رأيا واضحا، قويا ومنطقيا، ليتنا نسمع له قبل فوات الأوان.
إليكم المقال:-
لماذا لا تذهب الحكومة قبل أن يأتي الأسوأ؟
لن تتحمل اية جهة غير قيادات الجيش وجود هذه الحكومة الضعيفة.
فالجيش هو الذي أتى بالسيد حمدوك رئيساً لها، وحمدوك هو نفسه من اتى بمجموعة الأشخاص ونصبهم على رأس الوزارات ومؤسسات الدولة. لا صحة لما يقال من أن ما يسمى بقوى الحرية والتغيير هي (الحاضنة السياسية) للحكومة. فالواقع يقول إن الحكومة بلا حاضنة سياسية، وأن قوى الحرية والتغيير لم تكن غير كيان مؤقت، بلا فاعلية على أي مستوى، ومن اي نوع. تمخض ذلك الكيان الهلامي عن مجموعة صغيرة جداً من مواطنين لا يحملون غير الحماس لفعل الخير، وكمية من النوايا الطيبة، وتصورات غير مكتملة. لم تكن لهم للأسف تجارب كافية، ولا برامج، ولا أحزاب حقيقية، ولا قواعد جماهيرية. اتضح أن أكثرهم مرتبط بمجموعات حزبية ضعيفة، وبعائلات وبصداقات شخصية. طبعاً لن يكون ذلك كافياً لتكوين حكومة قوية تقود البلاد في لحظة حرجة.
كان لابد إذن أن تتعثر الحكومة، وأن يتكشف للناس مواطن ضعفها عندما فشلت تقريبا في إنجاز شيء يذكر من طموحات الشعب الثائر، ولا من أهداف الثورة. ببساطة لم تكن الحكومة تحمل من عناصر النجاح إلا قليلاً جداً. الخطر، أن هذه المجموعة من الأشخاص، مع كل جهودها وحماستها ونواياها الطيبة، يمكنها أن تلحق أضراراً بليغة بالشعب وبالدولة.
في هذه اللحظة الحاسمة، لا يجب الانشغال بالحديث عن الجهة او الجهات التي كانت وراء تشكيل الحكومة أو تمكين أفراد منبتين، من قيادة مؤسسات حساسة تتعلق بتسيير العدالة وتقديم الخدمات الأساسية.
من الواضح أن قيادات الجيش وحدهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن وجود الحكومة من أصلها، وعن استمرارها وعن إخفاقاتها. غير أن مسؤولية قيادة الجيش لا تعني بالضرورة إدانتهم، فلم يكن في مقدور الجيش -في تلك الفترة-غير تقديم مدنيين (والسلام)، أياً كانوا، لطمأنة الثائرين، والرضوخ لضغوطات الاتحاد الأفريقي والحكومات الغربية، من أجل تكوين ( حكومة يقودها مدنيون)!!
شعبنا يعاني الآن من أزمات مشهودة، تشير الدلائل يوماً بعد يوم إلى تفاقمها، خاصة مع حالة عدم الاستقرار التي يحدثها تفشي الوباء اللعين. لابد، إذن، من اتخاذ إجراءات شجاعة وعاجلة وفعّالة، تبدأ بذهاب الحكومة الحالية، وتنتهي بوضع البلاد في مسار صحيح.
حامد عوض حاج حامد

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.