الطريق الثالث – بكري المدني

7 أبريل – قصة التغيير

شارك الخبر
  • عندما ارتفعت وتيرة الشارع وتعالت المطالبات بإسقاط حكومة الإنقاذ حد تساقط الشهداء على الطرقات وفي الأحياء مع تلازم فشل الحلول الأمنية كون حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقتها لجنة للبحث عن حلول للأزمة.
  • كانت لجنة الحزب تبحث في كل شيء في البداية إلا ذهاب الرئيس عمر البشير على الرغم من أن ذلك وقتها كان يمكن ان يكون حلا أقل كلفة على الحزب من حل الحكومة أو سقوطها على يد الثورة، حتى تعقدت الأوضاع أكثر وبات لابد من تفكير خارج الصندوق تم طرح موضوع التضحية بالرئيس لصالح الحزب. وهذا ما جعل اللجنة تنقل اجتماعاتها من دار الحزب إلى مركز الدراسات الإستراتيجية بالخرطوم للمزيد من السرية والتأمين، فلقد كان البشير موصولا بالجميع في وقت واحد (حزب وجيش وأمن) وغيرها من الأجهزة العامة عبر مصادر خاصة.
  • اهتداء لجنة الحزب للحل الأخير وبالحديث عن البديل جعلها تنشق على نفسها وتنشط فيها مجموعات يتبع بعضها في الولاء للأستاذ علي عثمان والبعض الآخر للدكتور نافع علي نافع ومن خلفهما من مدنيين وعسكريين، وفي الجانب الآخر وعلى بعد خطوات من مركز الدراسات الإستراتيجية كانت اللجنة الأمنية للنظام قد وصلت من خلال اجتماعاتها المتصلة أيضا إلى ذات الحل وهو التضحية بالرئيس البشير مع فرق كبير في المقدار، إذ كانت اللجنة الأمنية ترى أن يذهب البشير بكل تنظيمه السياسي (المؤتمر الوطني) ونظامه الحاكم لصالح حكومة انتقالية تدخل بعدها البلاد انتخابات عامة.
  • كان الوقت يمضي ووتيرة الثورة ترتفع والكل يضع تصوره للحل الأخير وبينما تماسكت رؤية اللجنة الأمنية انشقت اللجنة الحزبية وكانت مجموعة الدكتور نافع ترى تقديم الفريق أول بكري حسن صالح بديلا للبشير ونافع نائبا له على أن يقوم الأخير بتشكيل الحكومة (تقديم بكري بديلا رؤية قديمة لنافع جعلت علي عثمان يعمل على إبعاد الأول عن القصر)، بينما كانت ترى مجموعة الأستاذ علي عثمان أن يؤول له الأمر كله دون ملامح واضحة وربما يعود ذلك لصمت علي عن التفاصيل على غير طريقة نافع الواضحة والصريحة.
  • كل المجموعات كانت تفكر وتعمل وتراقب الأحداث بل وتراقب بعضها البعض في ذات الوقت، وكان اي خطأ صغير له ثمنه الكبير خاصة إن كان هذا الخطأ وصول معلومة للبشير عما يجري داخل اللجنة السياسية لحزبه واللجنة الأمنية لنظامه.
  • في يوم 7 أبريل وبينما كانت لجنة المؤتمر الوطني قد أكملت رؤيتها لإقالة البشير مع الاختلاف في التفاصيل، وقف أمام سكرتيرة مدير مركز الدراسات الإستراتيجية الدكتور سيد الخطيب الفريق أول صلاح قوش مدير جهاز الأمن وعضو اللجنة الأمنية والمسؤول الأول عن تأمين النظام والذي ما أن رأته حتى هبت واقفة مستجيبة لطلبه بمناداة سيد الخطيب الذي كان يجتمع مع قيادات الحزب بالداخل!
  • خف الخطيب لمقابلة قوش وهو يدعوه للمشاركة في الاجتماع الذي يبحث الأزمة الجارية، ولكن مدير جهاز الأمن فاجأ المجتمعين بالانفجار في وجههم محملهم الفشل الذي يحملونه للبشير وحده، وكشف لهم عن علمه بمخططهم الجاري وضرب اية مجموعة بالأخرى بالمعلومات المتوافرة لديه مهددا بالإبقاء على الرئيس مهما كان الثمن، ونفس دخان سيجارته ومضى وكان ذلك آخر اجتماع لمجموعة السبعة الكبار والذين خرج كل منهم يبحث عن أمان لنفسه بينما خرج الفريق أول صلاح قوش لينضم إلى بقية أعضاء اللجنة الأمنية بقيادة الفريق أول ابن عوف وهم يراجعون الخطة الأخيرة لاقتلاع البشير وتنظيمه ونظامه استنصاراً بالثوار الذين كانوا قد ملأوا ساحة القيادة العامة للجيش.
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.