السودان -الحلقة الأخيرة

بكري المدني

  • كيف ستكون نهاية الأحداث الجارية والأحوال الواقفة؟ سؤال يقلق الكثيرين فأي واحدة من التفلتات الحالية وحدها كفيلة بالقضاء على السودان فإن ما سار الانفلات في الوضع الصحي بالوتيرة المتسارعة التى يسير عليها الآن فإن النهاية وشيكة وان تمادى الانفلات في الأسواق ومعاش الناس فالأمر لن يستمر طويلا وان اتسع الانفلات الأمني اكثر فإن القتل مصير كل حي في البلاد.

  • الغريب في الأمر تعامل الحكومة القائمة  مع الواقع ببرود كبير وكل الذي تفعله كلما يشتد الحال هو الخروج على الناس بتغريدة وهذا البرود الحكومي سيقود البلاد – في تقديري -الى واحد من احتمالين وثالث ضعيف/الأول اكمال مشروع تدويل إدارة  السودان بالكامل حيث تتولى الأمم المتحدة شؤون البلاد لمرحلة طويلة قادمة / الثاني سيطرة الجيش على السلطة بشكل تام لفترة انتقالية محددة تعقبها انتخابات عامة / الاحتمال الثالث الضعيف هو نجاح مفاوضات جوبا وإعادة تشكيل السلطة مع تخفيف الوصاية الدولية على البلاد باتفاق الجميع.

  • خطورة الاحتمال الأول والمتمثل في المشروع الأممي وهو الأرجح حتى الآن تأثيره السالب المحتمل سيكون على وحدة وتماسك البلاد في ظل إدارة دولية أعلى واقوى من حكومة البلد حيث يمكن تمرير اتفاقيات مثل تقرير المصير والحكم الذاتى لبعض الأقاليم مع الإشراف على تنفيذها بالقوة الدولية.

  • الاحتمال الثانى وهو إتمام سيطرة الجيش على السلطة ومع انه قد يأتي في شكل طلب واستجابة وقد يجد تأييدا من غير قليل من قطاعات الشعب السوداني إلا انه قد يواجه بقوة سياسية حية تتمثل في بعض الأحزاب والشباب الأمر الذي لا يبشر باستقرار قريب.

  • الاحتمال الثالث والأضعف وان كان هو الأفضل للجميع هو اكتمال سلام جوبا وعودة قادة الحركات للمشاركة في السلطة ومحاولة إخراج البلاد من الورطة التي تعيشها اليوم وما يضعف هذا الاحتمال عدم الاتفاق على نسب الشراكة والصراع حولها طوال الفترة الانتقالية مثلما حدث في اتفاقيات سابقة مع النظام السابق، ولكن ومهما يمكن ان يصاحب إعادة تشكيل السلطة بالاتفاق مع الحركات إلا انه يبقى الخيار الأوفق وذلك لثقل وزن وحجم الحركات وكثافة قواعدها وتوافرها على كوادر أكثر دراية ومسؤولية من كثير من الكوادر الحاكمة والحاضنة لحكومة اليوم.

  • ربما يرى البعض احتمال قيام موجة ثانية من المظاهرات والحشود   بضرورة تصحيح مسار الثورة او إكمالها ولكنها ان تمت فستقود للاحتمال الثانى وهو فرض الجيش لسيطرته على السلطة وعلى البلاد مع المخاطر المذكورة المصاحبة لهذا الاحتمال.

  • المستبعد تماما عندي هو احتمال ان نجاح الحكومة الحالية وقواها السياسية في إجراء تعديلات جوهرية والعبور بالبلاد لشاطئ الأمان وذلك لأنها فقدت فرص التعديل حتى حل وقت التعقيد وأغلب الظن ان تغرق البلد في بحر التدويل حيث مشروع  التفكيك والتقسيم أو تسلمها الجيش (صرة وخيط)!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.