إثيوبيا تنتصر 6 / صفر

البوني

(1 )
لا أدري من هو هذا (العبقري) الذي أقنع السودان بان يرفع قضية سد النهضة الى مجلس الأمن ظنا منه ان في ذلك تدويل للقضية ؟ ألا يعلم ذلك العبقري ان اثيوبيا هي ابنة المؤسسات الدولية المدللة ؟ اثيوبيا منذ نشأتها ظلت هي حليفة الغرب في المنطقة حتى عندما حكمها منقستو (الأحمر) وهاهي في جلسة مجلس الأمن يوم الخميس الماضي تكسب روسيا التي (طارت جوز) في وجه السودان ومصر و(ورتهم المكشن بلا بصل) ولم تترك للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ما تقوله إلا (باركوها ياجماعة ) ثم ثانيا عندما تبنى القضية (طيب الذكر) ترامب الذي خرج من الصندوق الغربي ومال نحو مصر واستدعى وزراء الري والخارجية في البلدان الثلاثة كذا مرة وفرغ لهم وزير خزانته وكتب ورقة إطارية للحل فوقعت عليها مصر ورفضت اثيوبيا فما كان من السودان إلا ان وقف الى جانب اثيوبيا ورفض التوقيع . ذات السودان وبذات الوزير جاء اليوم يبحث عن التدويل في نيويورك بعد ان رفضه في واشنطون (تاباها ممعوطة تاكلها بصوفها).
(2 )
وزارة الري السودانية في ظل النظام السابق وفي ظل النظام الحالي هي التي روجت لسد النهضة وهي التي أقنعت الشعب السوداني بان هذا السد سوف يستفيد منه السودان أكثر من اثيوبيا لدرجة ان أحد (العباقرة) من الذين كانت تستعين بهم الوزارة، قال ان سد النهضة بالنسبة للسودان بمثابة السد العالي بالنسبة لمصر ولكن الفرق أن تكلفة السودان في السد زيرو –صفر- أي وجده (ملح) وان شئت قل ميتة . فهل يعقل ان تأتي ذات الوزارة وبذات الوزير لتقول لنا وللعالم ان السد يهدد الحياة في السودان ؟ أثر وزارة الري كان واضحا في خطاب السيدة مريم وزيرة الخارجية أمام مجلس الأمن يوم الخميس الماضي، اذ أسرفت في فوائد السد بالنسبة للسودان ثم زادت في مضاره اذا لم تتبع الخطوات القانونية التي تضمن للدول المتشاطئة حقها في النهر وقد يكون في ذلك شيء من الموضوعية ولكن المضار التي ذكرت هناك ما هو اسوأ وأخطر منها، كان ينبغي لوزارة الري ان تزود بها وزيرة الخارجية . خلاصة قولنا في الحتة دي ان الرأي العام السوداني مازال منقسما تجاه هذا السد، والسسبب في ذلك هو وزارة الري التي تريد أن تسوق الناس في اتجاهين مختلفين في وقت واحد.
(3 )
في مجلس الأمن يوم الخميس (بالليل) بتوقيت السودان لم يقف الى جانب مصر والسودان صراحة إلا تونس وهي التي دعت لهذه الجلسة بناء على طلب السودان اولا ثم مصر ثانيا، بقية الدول الأخرى بعضها ادعى الحياد ووقف عند عتبة مرعاة مصالح الكل وبعضها مال الى اثيوبيا صراحة فلم يصدر اي قرار يأمر اثيوبيا أو يطلب منها أو حتى يلتمس منها تأجيل المرحلة الثانية من ملء السد التي أعلنتها قبل اجتماع المجلس بيومين، وفوق البيعة وصف المجلس السد بانه مشروع تنموي رائد، بينما كانت مصر والسودان تريدان أن يوصف بانه مهدد أمني بالنسبة لهما اذا ظلت أثيوبيا على تعاملها الأحادي معه وتم إرجاع الموضوع الى الاتحاد الأفريقي حيث مقره الدائم في أديس فما كان من آبي أحمد إلا ان غرد على صفحته بانه يطمئن (الأشقاء) في مصر والسودان بأن السد لن يضرهم . توقيت الرسالة يجعل تأويلها يقول (عشان تاني تجوا الكمبو).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.