د. عبد اللطيف البوني يكتب: خارج الشبكة
كل ساسة العالم ورجال الدول فيه، لا بل حتى المواطن العادي، انشغل في الفترة الأخيرة بتداعيات الحرب في أوكرانيا وأثرها على الأمن الغذائي القومي والوطني؛ لا بل والشخصي.. لقد قلبت هذه الحرب أجندة السياسة الدولية وجعلت قضية الغذاء في المرتبة الأولى، فأضحت كل الدول تتحسّس مواقع قوتها، ومواقع ضعفها في هذا الشأن وبدأت في رسم الاستراتيجيات التي تجنبها شرور نقص الغذاء والبحث عن الفرص التي تعطيها مكاناً دولياً عن طريق التقدُّم في الشأن الغذائي.
لقد تراجع الحديث عن الأيدولوجيات وانزوت الخصومات الفكرية والسياسية، اللهم إلا في السودان، حيث ما زال الساسة فيه وأهل الإعلام في حالة انشغال بالأيديولوجيات وغارقين في الخصومات السياسية (مدني عسكري… علماني ديني… حكومتي وحكومتك… تسقطني وبسقطك.. وباكر بوريك المكشن بلا بصل.. وكل واحد مقبقب التاني.. وناس تموت وناس تجوع… و…).
ويبدو إنّنا سنظل غارقين في هذه الغيبوبة السياسية والعالم من حولنا (إقليمياً ودولياً) مهمومٌ بأمنه الغذائي، ليس هذا فحسب، بل يضع بلادنا بإمكانياتها المهولة في أجندته الوطنية وكأنها خالية من البشر.
أيها الناس، إنّ بلادنا تسرق من بين أيدينا ونحن منهكمون فيما يصرفنا عن مواردها… ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
Comments are closed.