والي الخرطوم وفسيلة الحياة !

الطريق الثالث – بكري المدني

شارك الخبر

التقيت مساء أمس بالسيد أحمد عثمان والي الخرطوم في فناء قناة البلد حين كنت معية المحترم المخضرم الدكتور إبراهيم الأمين نائب رئيس حزب الأمة والدؤوبة في عملها حد الإتقان الأستاذة فاطمة الصادق.
أحسست عند مقابلة الوالي بحرج من أغفل أداء واجب فضبطه صاحب الواجب متلبسًا بالوجود في مكان ما وزمان ما فراحت عليه الكلمات وثقلت عن حمل الأعذار الواهنة !
لا أعرف الرجل عن قرب ولا أعرف له حزب ولا قبيلة ولكنني أدرك اجتهاداته التي تشابه لي تطبيق معنى الحديث الذي يحث على زراعة من يحمل فسيلة على يده وقد قامت القيامة من حوله !
لست وحدي وأحسب أننا كثر وقد شغلتنا المساحة الكبرى من كوب الوطن الفارغ عن متابعة اجتهادات الوالي أحمد عثمان في ملء ما يليه !
نعم غبنا بالسند الإعلامي المطلوب للسيد والي ولاية الخرطوم وهو يقاتل كالسيف وحده وقد تكسرت النصال عن النصال.
صحيح يقوم السيد أحمد عثمان اليوم بمهمة في زمن الممكنات المستحيلة وهو يحاكي في ذلك (رجل المستحيل) في رواياتنا الأولى !
ذكرت له أنه والٍ على ست واجهات مائية وسألته عن علاقته بالخرطوم أولًا وقبل ان استرسل قطع مرافقوه المجلس بتذكيره بواجب لا يؤخره الكلام.
وددت لو أن أشير للرجل بأن لا يبدد جهده وطاقته في محاولة سد الثغرات كلها في وقت واحد وقد (اتسع الفتق على الراتق) وأن يركز همه في مشروع واحد استراتيجي يكون له أثر وسيرة من بعده.
إن الأمن مسؤولية حيوية وأصبحنا نخاف ونحن داخل بيوتنا، ولكن الأمن مسؤولية فعلية للقوات النظامية والعسكرية التي تشغل نصف الخرطوم تحت قياداتها المتعددة .
الدولة وليست الولاية مسؤولة عن توفير الغذاء والخدمات وكل مواطن في ظل تطبيق رفع الدعم معني بتدبير حاله واحتياجاته -رفعت الأقلام وجفت الصحف وبلغت الروح الحلقوم (يا تفوت يا تموت)!
إن كنت مشيرًا للسيد الوالي بمشروع استراتيجي فعليه -فيما أرى -إنجاز النقل النهري بين أطراف الولاية ومراكزها مع استثمار وسط الخرطوم .
إن إنجاز مواعين النقل النهري من جبل الأولياء ومن سوبا والجيلي إلى (سنتر الخرطوم ) سوف يسهم بشكل كبير في حل ضائقة وغلاء المواصلات فوق أنه يوفر سياحة وتشغيل لعدد من الناس.
استثمار وسط الخرطوم يكون تنفيذًا للقرارات القديمة بإخلاء الوسط من المقار الحكومية ممثلة في القصر الجمهوري والوزارات والقيادة العامة للجيش ومباني الشرطة والمخابرات العامة وكل الدواوين الرسمية وإيجاد بدائل لها في مواقع أخرى فى العاصمة وبقية الولايات وتحويل الوسط إلى منطقة استثمارية وسياحية بترميم المباني الأثرية القديمة وتسجيلها مواقع أثرية وأولها قصر غردون باشا وطرح مواقع لبناء أبراج حديثة تكون مولات كبيرة وفنادق ومحال تجارة وبورصة للأوراق والأسهم وكل المعادن والمنتجات.
قد يبدو هذا المشروع ضخمًا وهو كذلك من حيث البدء في تنفيذه والوالي مكلف بالسير فيه وليس بلوغ منتهاه في أجل معين ولئن بدأ الآن استحق الاستمرار في موقعه حتى يكمله!

شارك الخبر

Comments are closed.