بشراك يا باشري

قبل أيام من الآن تشرفت بزيارة سعادة العميد الركن (البطل) عمر عبد الرحمن عمر باشري، قائد اللواء (21) مشاة كبكابية.. (التابع للفرقة السادسة مشاة الفاشر).. الذي أصيب بثلاث رصاصات، سببت له إحداها كسراً مركباً في عظم الفخذ، وحدثت الإصابة في اليوم الأول للحرب (15 أبريل 2023)، وتم نقله للعلاج في المستشفى العسكري بالفاشر، حيث خُضع لثلاث عمليات جراحية لتثبيت العظم وتطبيب الجروح، ومن الفاشر تمّ نقله إلى مدينة الدبة، ثم إلى القاهرة لاستكمال العلاج.

 

زرته قبل أيام في داره بمدينة المهندسين بالقاهرة للاطمئنان على صحته، فوجدته ثابتاً وراضياً بقضاء الله وقدره، ومطمئناً وراسياً كالجبال، ومبلغ علمي أنه ما زال منتضدياً درعه، وممتشقاً سيفه، يقاتل مع رفاقه – برغم الإعاقة – بسلاح المعلومة والجهد الاستخباري والتوجيه بعصارة الخبرات القتالية النوعية، متزوداً بمعرفته الدقيقة بفيافي وسهول وأودية وجغرافية دارفور الحبيبة.

 

لمثله ولأقرانه أبطال جيشنا الباسل تُرفع القبعات، وتنحنى الهامات، وفي حضرته وحضرتهم تتقاصر القامات، وتعجز الكلمات.. فقد دفعوا ضريبة الوطن كاملةً من رصيد أرواحهم ودمائهم وأشلائهم، وظلوا صامدين صابرين مُحتسبين ثابتين على العهد.. (لا شكوا لا بكوا ولا تململوا).. بشراك يا باشري، فما قدمتموه لوطنكم وأهلكم خلّدته صفحات التاريخ بأحرفٍ من ذهبٍ ونورٍ، وما جُدُّتم به سيبقى ذخراً ودُخراً للمستقبل، ومنارةً للأجيال القادمة، (رجال حارة وكبّاشين دُهَمْ ودراجين ولايا ومقانع كاشافات).

لكم من كل أبناء شعبكم تحيةً بشهوق النخيل وجمال النيل (والخرطوم بالليل).. ونحن لن نوفيكم حقكم مهما أطنبنا في مدحكم، والمدح حلالٌ عليكم، ويليق بكم.. التحية نُزجيها بالإنابة عن كل أبناء شعبنا الأبي لسعادتو البطل عمر باشري وأقرانه، الذين حملوا الوطن في الحنايا، وفدوه بالدماء والأرواح.. سعدت بزيارتكم، وتشرفت بالجلوس معكم، وفرحت بشفائكم، ولله الحمد والمِنَّة.. وأشهد الله صادقاً غير حانث ولا كاذب أن حروفي اختلطت بدموعي وأنا أكتب عنكم.

 

عاجل الشفاء يا بطل ولكم دعوات الملايين.. وفيوض محبة الأطفال والحرائر ورفقاء السلاح في سودان المحبة والثبات والشموخ.. شكراً نقولها من القلب لسعادتو عمر باشري.. ونرجو له ولرفاقه من مصابي معركة الكرامة شفاءً لا يغادر سقماً.. ونبتهل للمولى عز وجل أن يعيدهم إلينا سالمين غانمين مبرئين من كل عِلّة وعاهة، ورجائي أن نحتفل معهم قريباً بالنصر المبين في قلب الخرطوم ومن مُقرن النيلين، كي نمنحهم ما يستحقونه من تكريم وتفخيم وتعظيم.

 

أخوك في الله والوطن.. مزمل أبو القاسم

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.