حزب الأمة.. أشواق الواحدة

 

الخرطوم: وجدان طلحة

 

تحركات كبيرة داخل حزب الأمة القومي للم الاطراف الـخمسة  التي انشقت عنه لاسباب بعضها سياسية وأخرى عرفت بأنها انتصار للذات، او ترجمة حقيقية للعبارة التي كان يرددها زعيمه الراحل الصادق المهدي (فش الغبينة)، فهل ستتحقق الوحدة ام تظل احلام لن تغشاها شمس الصباح؟

الوحدة الشاملة
غض النظر عن التيارات الموجودة داخل حزب الامة القومي وموقفها حول انقلاب 25 اكتوبر ، والتحالفات التي انضم اليها، لكن لا يمكن انكار انه حزب كبير منتشر في انحاء البلاد، وله تاثير في الساحة السياسية، وطرح مبادرات لحل الازمة السياسية، كان اشهرها هندسته لاتفاق 21 نوفمبر المعروف باتفاق (حمدوك والبرهان)، والذي بموجبه تم رفع الاقامة الجبرية عن رئيس الوزراء السابق د. عبدالله حمدوك بعد انقلاب 25 اكتوبر، ذلك الاتفاق الذيانتهى بعد فترة شهر ونصف بعد التوقيع عليه، لانه واجه رفض الشارع.
رغم انشغال الحزب بهم السودان الكبير الا انه يجتهد الان بتوحيد احزاب الامة في حزب واحد يُطلق عليه حزب الامة القومي، وتم احياء اللجنة التي كونها الامام الراحل الصادق المهدي لتقوم بهذا الامر، إلى جانب جهود فردية يقوم بها رئيس مكتب الامام والقيادي بالحزب صلاح جلال لتهيئة مناخ داخل حزب الامة استعدادا للوحدة الشاملة.

لا ينزلق
مراقبون اعتبروا  ان وحدة حزب الامة الهدف منها خوض الانتخابات القادمة موحدا، لكسب اكبر عدد من الاصوات ليستعيد وضعه الذي كان عليه قبل حكم الانقاذ ويقول رئيس حزب الامة القومي فضل الله برمة ناصر  في تصريح لـ(السوداني): “جميل ان يتوحد الحزب للانتخابات، ولا يمكن ان يخوض الانتخابات كل من هب ودب)، مستدركا:  ان توحيد الحزب هو مبادرة تم اطلاقها منذ بداية الانشقاقات التي لحقت بالحزب، وتم تكوين لجنة جمع الشمل برئاسته ومن ثمراتها عودة حزب الامة الفيدرالي إلى وحدة اندماجية بحزب الامة القومي.

تحديات الوحدة
مراقبون اشاروا الى انه اذا وافق رؤساء حزب الامة على مبدأ الوحدة فكل المشاكل ستكون محلولة بما فيها السؤال الكبير حول من سيكون رئيسا لحزب بقولها الجديد؟ وهذا الامر قابل للتفاوض فالمعادلات الكسبية ممكنه لكل الاطراف، ويمكن ارضاء الاطراف، لان الحزب فيه  مواقع ومنابر قيادية تكفي القيادات الموجودة والقادمة.
لكن هناك تحليلات تُشير إلى ان بعض رؤساء احزاب الامة سيتمسكون بتولي رئاسة الحزب الكبير ويعتقدون انهم اكثر كفاءة من غيرهم، ولن يقبلوا ان يكونوا اعضاء عاديين بالحزب، وهذا يمثل عقبة امام طريق الوحدة.
لكن القيادي بالحزب صلاح جلال اشار في تصريح لـ(السوداني) إلى ان التحديات التي تواجه الوحدة هي اعادة صياغة دستور ولوائح الحزب الداخلية لتكون اكثر تعبيرا للممارسة الديمقراطية بما يتوافق مع طموحات وتطلعات الاجيال الشابة، واتساع المواعين الديمقراطية، بالاضافة إلى القدرة على ترتيب الاوضاع القيادية في الحزب بما يتناسب مع ادوار الطامحين في كافة مؤسسات الحزب، والخطاب جديد للحزب.

جنديًا بالكيانين
صلاح  جلال اشار إلى انه التقي بالسيد أحمد عبدالرحمن المهدي واكد له انه يرغب في رؤية حزب الأمة القومي موحدا وكذلك هيئة شؤون الانصار، وانه غير مشغول بامر القيادة لنفسه وكل مايرغب فيه ان يكون جنديًا بالكيانين، وقال له انه يريد القيام بما فعله والده بانه أسس حزب الأمة ولم يقوده، واعاد بناء كيان الانصار، وانه ليس مهموما بالوظائف.
والتقى كذلك نصر الدين الصادق المهدي وليس لديه اعتراض لوحدة صفوف حزب الامة القومي، ومن هذا المنطلق دعا ابناء حزب الامة الذين تفرقت بهم السبل والتقديرات السياسية ان يشدوا الرحال استعدادا لعودة قومية شاملة تنتهي لمؤتمر عام لحزب الامة يكون مشهودا ومحضورا يعيد للحزب حيويته كاملة استعدادا للانتخابات القادمة.

طابع تعددي
لكن وفي فترة سابقة كانت الانشقاقات في الاحزاب هي السائدة، وكان حزب المؤتمر الوطني المحلول متهما بشقه واضعافه، باعتبارهأن ذلك إحدى الوسائل التي كان يتبعها لوأد الديمقراطية والاستمرار في الحكم. وبعد ان وصل الى الحكم بانقلاب عسكري  في 1989 حظر نشاط الاحزاب وصادر دورها وصحفها، ولاحقاً صمم جهازًا أمنيًا معاديًا للحريات يلاحق قياداتها بالاعتقال وفصلهم من الخدمة، كما صمم عددًا من البرنامج لشيطنة الأحزاب وتخوينها وتصويرها كمقابل مباشر للفشل السياسي والأمني والاقتصادي والغرض النهائي هو توطين النظام الديكتاتوري، وتوسيع قاعدته الشعبية خصوصاً وأن الحركة الإسلامية التي سيطرت على السلطة كشفت انتخابات 1986م صفويتها وضعف قاعدتها الشعبية. ولمحدودية قاعدته الشعبية والمصالح الاجتماعية التي يعبر عنها مع الضغوط الشعبية المعارضة للمؤتمر الوطني وأجهزته الأمنية والاستخباراتية اضطرته إلى تبني أنشطة لبعض العناصر الانتهازية في بعض الأحزاب لإحداث تشققات أو بها أو انقسامها وإشراك هذه العناصر  في أسماء تلك الأحزاب المنقسمة في نظامه الديكتاتوري لإضفاء طابع تعددي عليه.

دليل عافية
صلاح  جلال اشار إلى ان مادفعه  للتحرك من اجل وحدة حزب الامة هو ان الحياة العامة في السودان تعاني من حالة سيولة سياسية وأمنية واقتصادية وهي ليست دليل عافية بل تمثل خللًا، ينعكس في الانقسامات في الحركة السياسية ونشوء احزاب صغيرة وكثيرة تجاوزت الـ100 حزب، وقال اذا استمر الحال هكذا سننتج ممارسة ديمقراطية شائهة وضعيفة، لذلك وحدة القوى السياسية من المؤشرات الهامة لتحسين وتقوية الممارسة الديمقراطية، ومن هذا الاساس النظري ننطلق إلى وحدة شاملة في حزب الامة لا تعزل احدا، وقال ان كل احزاب الامة مدعوة للتفاكر والتفاهم حول الوحدة.

وحدة اتحادية
دعوة حزب الأمة للوحدة ليست الأولى في الساحة السياسية، مارس الماضي وقعت 6  فصائل اتحادية، في العاصمة المصرية القاهرة إعلان سياسي يهدف لتوحيد الحزب الاتحادي الديمقراطي بعد الانشقاقات التي لحقت به، ونص الإعلان على تكوين لجنة تنسيقية عليا لإدارة العمل الحزبي المشترك تتكون من ممثلي الأحزاب والفصائل الاتحادية الموقعة عليه على أن يظل مفتوحاً لكل الأحزاب الاتحادية.

توحيد الإسلاميين
نهاية يونيو الماضي عقدت الحركة الاسلامية اجتماع شورى بسرية تامة، أقر توحيد الإسلاميين، والحرص على وحدة حزب المؤتمر الشعبي الذي طالته الخلافات وضرورة تجاوزها حتى لا تعصف بالحزب.
وكان شباب الحركة الاسلامية اطلقوا في وقت سابق مبادرة لتوحيد الاحزاب الاسلامية، ولا بد من مراجعات حقيقية بعد سقوطهم السياسي عن الحكم.

 

 

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.