الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم
لا يسأل عن دليل له لأنه ليس عيدا وإنما هو مناسبة والمناسبات من المباحات والأصل في المناسبات الإباحة، والمباحات لا يطلب لها دليل منفصل لا من كتاب أو سنة أو فعل للرسول أو الصحابة لأن الأصل في الأشياء الإباحة والأدلة تطلب للعبادات والقربات من الشعائر الدينية فالاحتفال بالمولد مثله مثل الاحتفال بيوم الشجرة ويوم العمال واليوم الوطني لبعض الدول على سبيل المثال وبالرغم من أن ابن تيمية يرى بعدم وجود دليل على الاحتفال بالمولد لا من سنة ولا فعل صحابة إلا انه يقول في اقتضاء الصراط المستقيم ص297 (( فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )) كما يقول الحافظ
ابن حجر العسقلاني :
(أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها فإنه بدعة حسنة وإلا فلا).
ومن يحتج بأن هناك كثيرا من المنكرات التي تصاحب ذلك الاحتفال فنقول بأن المنكرات تجابه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس بإلغاء المولد ولذلك لابد لنا أن ندعو إلى طريقة وصورة للاحتفال تختلف عن صورة الاحتفالات اليوم بكثير من الدول الإسلامية التي تحتفل بالمولد فقد لاحظ البعض أن في بعض البلدان العربية المجاورة تجد من يلعبون القمار( الميسر) في ساحة الاحتفال بالمولد وبلا شك هذا باطل ولا يليق ابدا في ساحات تحيا فيها ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم أن تمارس مثل هذه الممارسات إضافة إلى ما يشاهد من ممارسات بدعية لا علاقة لها بإسلام فضلا عن محبة لرسول الله فالاحتفال يمكن أن يكون بالمحاضرات الدينية والحديث عن سيرته صلى الله عليه وسلم والأشعار والمدائح النبوية والأناشيد الدينية ولا بأس من تناول شيء من الشراب والطعام حتى نعكس صورة للاحتفال تخالف ما يحدث الآن من احتفالات تحوي كثيرا من التجاوزات ولا أنسى أن أختم بأن ما يحدث من تجاوزات في الاحتفال بالمولد لا يصلح دليلا على إلغاء المولد وإنما يجابه كما أسلفت بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك مما أنبه إليه ضرورة التنبه إلى عدم الدخول فى صراع مع مجتمعنا نحن دعاة لطالما أن الاحتفال بالمولد يمثل مزاجا عاما لكافة المسلمين ولا يتحملون أبدا مجرد سماع ذلك المنع بالاحتفال ولا سيما أنه لا يوجد دليل قاطع يمنع الناس من الاحتفال به.
وبالله التوفيق
Comments are closed.