الاستثمار الإماراتي والتخوين

كلام صريح
سمية سيد

لربما يعلن مع نهاية أكتوبر الحالي عن توقيع اتفاق مشروع الاستثمار الإماراتي في السودان بعد أن اكتملت كل الإجراءات الفنية والمالية والقانونية والبيئية.
هذا المشروع وجد مقاومة من بعض المتوجسين من دخول دولة الإمارات للسودان في مجال الاستثمار من باب خلط اوراق العمل الاقتصادي والسياسي، فحولوا المشروع إلى مؤامرة وأطماع خارجية، وجزء من المؤامرة التي تحاك ضد البلاد.
لو كان السيد وزير المالية قدم تنويراً للرأي العام بكل تفاصيل المشروع وأهميته، وأهدافه، وفوائده الاقتصادية على البلاد، وعلى منطقة الشرق عموماً لما وجد السياسيون من أصحاب نظرية المؤامرة فرصة للتقليل من حجم الاستثمارات التي قد تصل (6) مليارات دولار، هذا بخلاف ما يعكسه من خدمات وتطوير وتحسين أوضاع سكان المنطقة.
الوزير د.جبريل إبراهيم كان ينشر معلومات مختصرة تزيد من غموض الموضوع، غير أنه ولأول مرة يدلي بمعلومات كافية حول مشروعات الإمارات المتوقعة بالسودان كان أول أمس في لقاء تلفزيوني مع الأستاذ الصحفي مصطفى أبو العزائم .
الوزير أكد أن المشروع يختص ببناء ميناء وليس شراء.. هذه المعلومة مهمة جداً لينفي ما أشيع بان السودان تنازل للإمارات عن ميناء أبي عمامة عن طريق البيع بالكامل .
الدولة لم تقدم منحة مجانية للإمارات، فالمشروع خضع للقوانين المنظمة للاستثمار في السودان .وللمزيد من الدراسة تم تكوين لجنة فنية من خبراء مشهود لهم، وزير المالية يترأس اللجنة التي تضم أيضاً وزراء الاستثمار، التجارة، الصناعة والعدل، فهل كل هؤلاء وقعوا تحت تأثير الإمارات لأي أسباب يتخيلها المتوجسون؟
أتوقع بعد انجلاء الحقائق أن يحدث إسناد شعبي للمشروع بعيداً عن هواجس السياسيين، خاصة أنه حزمة من الاستثمارات تشمل مجالات البنية التحتية والزراعة .
ميناء أبو عمامة قيد الاتفاق يقع على بعد 230 كيلومتر شمال بورتسودان، هذه المنطقة التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة حيث تنعدم فيها التنمية والخدمات فهي أحوج ما تكون لمثل هذه المشروعات الكبيرة لإحداث نقلة وطفرة كبيرة.
مشروع زراعي بغرض الصادر في مساحة 500 ألف فدان، بمنطقة أبو حمد، طريق رابط بين أبي حمد والميناء الجديد.. خط سكة حديد.. مطار .. مجمع صناعي ومنطقة سكنية أكيد مكاسب كبيرة تنتظر المنطقة.
السودان في أشد الحاجة للاستثمار العربي حتى يستفيد من الموارد الكبيرة التي تحتاج رؤوس أموال كبيرة غير متوفرة في الظرف الراهن .
الإمارات نفسها اختارت الاستثمار في السودان لأن قياداتها على ثقة بأنه سيكون استثماراً آمناً في المستقبل رغم المخاطر الماثلة الآن.
لا أعرف ما الذي يثير الشكوك والوساوس في دخول رؤس أموال لبلادنا، فهو أمر طبيعي، ومعظم الدول الكبيرة تعتمد على الاستثمارات الخارجية في مشروعات البنى التحتية والموانئ، ويجب ألا تكون بلادنا استثناء.
قبل فترة في قروب (صحافسيون) الذي يديره الصحفي عطاف عبد الوهاب، كان هنالك نقاش حاد بين علي عسكوري رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة وإبراهيم الشيخ القيادي بالمؤتمر السوداني حول الاستثمارات الإماراتية .
وبالرغم من أن إبراهيم الشيخ أكد أنه ليس ضد دولة الامارات .لكنه شن هجوماً على طريقة منح المشروع .
المنطق في حديث عسكوري ما جاء في صيغة السؤال: هل سيأخذ الإماراتيون المشروع معهم إلى بلادهم؟
وأضاف: “من يتحدث مثل هذا الحديث يجهل شروط العولمة، وشروط الاستثمار”. ونبه إلى ضرورة عدم خلط الاستثمار بالسياسة، فالاستثمار قائم على تبادل المصالح، والسياسة لها أجندة مختلفة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.