عبد الله مسار والسُّعودية… إذ انبعث أشقاها…

د. معاوية محمد نور

ظَلّت المملكة العربية السُّعودية خلال السّنوات الأربع الأخيرة، مهمومة ومُهتمة بأمن واستقرار السُّودان، وذلك لأسبابٍ عدة، لعلّ من أهمها أواصر المحَبّة والوداد بين الشعبين الشقيقين، الذي يمتد في جُذور التّاريخ، ومنها أيضاً المصالح المُشتركة، التي يأتي في أولها الأمن والاستقرار في البلدين، وكذلك أمن واستقرار البحر الأحمر كأهم ممر مائي في العالم وكرابط وهمزة وصل بين البلدين.

لذلك، نجدها تسعى للَم شمل الفرقاء السُّودانيين دون التدخُّل في الشأن الداخلي السُّوداني، وهذه سياسةٌ ثابتةَ من ثوابت السياسة الخارجية السُّعودية، حافظت عليها لعشرات السنين، وتُمارسها مع جميع دول العالم، أمّا في السُّودان فكل السُّودانيين أحباءٌ للمملكة، حتى إن كل مكون من مكونات الشعب السُّوداني السياسية والاجتماعية يعتقد أنّه هو الأقرب للسُّعودية دُون غيرهِ.

هذه السياسة السُّعودية التي تقف على مسافةٍ واحدةٍ من كل مكونات الشعب السُّوداني، لا يعمى عنها إلا من كان في عينيه رمدٌ، وفي قلبه مرضٌ.

والغريب أن يخرج علينا عبد الله مسار، الذي اتّخذ من الخطاب المشترك للآلية الثلاثية واللجنة الرباعية في افتتاح ورشة قضايا الاتفاق النهائي بين المكونات السياسية والعسكرية المُوقِّعة على الاتفاق الإطاري، اتخذ من هذا الخطاب ذريعةً لمُهاجمة المملكة العربية السُّعودية، لا لشيء إلّا أنّ الآلية الثلاثية والرباعية أوكلتا لسفير خادم الحرمين الشريفين، تلاوة البيان والذي لا يعبر بأيِّ حال عن رأي المملكة، إنّما عن رأي مصدريه في اللجنة الثلاثية التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد واللجنة الرباعية، التي تضم أمريكا وبريطانيا والإمارات والسُّعودية.

ولعلّ إدانة مُعرقلي أيِّ اتفاق أو توافق بين السُّودانيين، التي جاءت في البيان هي ما حرّك الضغائن عند مسار، الذي منذ أن عاد من مصر بعد أن قضى فيها فترة من الراحة والاستجمام (والاراحة)، ليعود بمهمتين، مهاجمة المملكة العربية السُّعودية كطرف مهم في حلحلة الأزمة السُّودانية، والترويج لما يُسمى بالمبادرة المصرية، ومن سُوء حظ عبد الله مسار أنّ نصيبه من إعاقة الاتفاق بين العسكر والمدنيين، كان مُهاجمة السُّعودية وسفيرها، وبينما الأقل شقاءً كان نصيبهم الثلاثية، متمثلةً في فولكر أو بقية مكونات الرباعية، فاستحق بهذا العداء ولعب هذا الدور أشقى القوم، فالمملكة وعلاقة السُّودان بها محروسة بملايين السُّودانيين، الذين يضعون المملكة على ساكنها أفضل الصلاة وأتمّ التّسليم في حدقات عيونهم، ويكنون لها كل حُبٍ ووفاءٍ.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.